الأحد 11/مايو/2025

الحصار: كتاب يرصد صعود حماس إلى السلطة والضغوط التي استهدفتها

الحصار: كتاب يرصد صعود حماس إلى السلطة والضغوط التي استهدفتها

صدر في بيروت كتاب جديد يتضمن دراسة تعد الأولى من نوعها التي ترصد من خلال عملية توثيقية وبحثية حقبة مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية، منذ فوز حركة “حماس” في الانتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة الفلسطينية.

فقد صدر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، كتاب جديد تحت عنوان “الحصار”، من إعداد الكاتب وائل سعد، وتحرير ومراجعة الأكاديمي وأستاذ التاريخ الدكتور محسن صالح.

ويقع الكتاب في مائة وعشرين صفحة من القطع الصغير، وهو عبارة عن دراسة تتناول الانتخابات التشريعية الأخيرة، وما ترتب عنها من تكليف حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بتشكيل الحكومة فلسطينية. كما عرض البحث للحصار الذي تعرضت له حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، والدور الذي لعبته أطراف دولية، وإقليمية، ومحلية في هذا الحصار.

ويرى محرر الكتاب الدكتور محسن صالح في مقدمة “الحصار”؛ أنّ “موقف الأطراف المختلفة من حركة “حماس”، ثم الموقف من فوزها في الانتخابات، ثم وضعية الحصار غير المسبوقة التي عانتها الأراضي الفلسطينية على امتداد أشهر، قضايا تستحق نظرة فاحصة على الرغم من أن الموضوع لم تنته فصوله بعد، لذلك فقد نشرت الدراسة لأهميتها”.

ويعرض البحث في البداية للمحاولات التي كانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عرضة لها، لمنعها من المشاركة في الانتخابات التشريعية، لا سيما المحاولات الأمريكية التي كانت هدّدت بقطع المساعدات الاقتصادية في حال فوز “حماس” في الانتخابات، ودفعت الأوروبيين إلى تبني هذا الاتجاه، ثم المحاولات الصهيونية، وأهمها اعتقال مرشحي الحركة ومحاولة عرقلة إجراء الانتخابات في القدس.

وتناول البحث بعد ذلك الوضع الفلسطيني الداخلي من خلال تسليط الضوء على علاقة الرئاسة الفلسطينية بحكومة “حماس”، وموقف الرئاسة من الحصار، والشروط الدولية والصهيونية المفروضة عليها، بالإضافة إلى موقف رئاسة السلطة من الأوضاع الداخلية السياسية والأمنية والاقتصادية، عارضاً للعلاقة المعقدة بين حركتي “فتح” و”حماس”، وما تخللها من توتر أمني بينهما بعد فوز الأخيرة في الانتخابات التشريعية.

من جهة أخرى؛ تناول الكتاب الجديد الحصار الذي فرضته حكومة الاحتلال على الحكومة الفلسطينية، من النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية في محاولة منها للإطاحة بها. وتطرَّق الكاتب إلى الإجراءات والأعمال التي قامت بها القوات الصهيونية، من تصفيات واعتقالات، بحق أبناء الشعب الفلسطيني، واعتقال نواب ووزراء الحكومة المنتخبة، ومنع إدخال الأموال.

كما تطرّق البحث إلى الموقف العربي من مجريات الأحداث، منذ مشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعية، ومن ثم فوزها وتشكيل الحكومة بقيادتها، والحصار المفروض على الحكومة والشعب الفلسطيني، متناولاً في الوقت ذاته الحصار الدولي المفروض على الشعب الفلسطيني، بالتركيز على الدور الأمريكي والأوروبي في الحصار، والتقاطعات الدولية – الصهيونية من جهة، والدولية – الفلسطينية من جهة أخرى، متوقفاً عند الشروط الصهيونية والدولية التي فُرضت على الحكومة الجديدة لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني.

وعالج الكتاب الآثار والتداعيات التي أحدثها الحصار على السلطة والشعب الفلسطينيين، مستعرضاً المحاولات والجهود التي بذلتها حركة “حماس” لكسر الحصار المفروض، متناولا أداء الحكومة الفلسطينية في ظل الحصار، وما حققته خلال الفترة الزمنية التي تناولتها الدراسة.

وانتهى الكاتب إلى الحديث عن مستوى شعبية حركة “حماس” بعد فرض الحصار على الحكومة التي شكلتها، عارضاً نتائج سلسلة من استطلاعات الرأي قامت بها مراكز ومؤسسات دراسات مختلفة.

ويمكن اعتبار هذا البحث الدراسة الأولى من نوعها التي رصدت من خلال عملية توثيقية وبحثية حقبة مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية، تغيّرت خلالها خارطة اتخاذ القرار الفلسطيني بشكل نوعي، لا سيما بعد فوز حركة “حماس” في الانتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة، وما أدى إليه من حالة الاستقطاب الثنائي في الحالة السياسية الفلسطينية، كان محوراها حركة “فتح” من جهة وحركة “حماس” من جهة ثانية، وجاءت مصحوبة ولأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية بإطلاق حوار فيه الكثير من الجرأة والصراحة بشأن دور منظمة التحرير الفلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات