الثلاثاء 13/مايو/2025

خاب أزلام التوراتية وعبّاد العجل ولله عطاؤك يا جميلة الشنطي

إسماعيل الثوابتة

 

لم أستغرب كثيراً عندما أعلنت وسائل الإعلام في خبرها العاجل التي أخبرتنا فيه عن قصف منزل النائبة المجاهدة جميلة الشنطي “قائدة فدائيات الحصار” كونها شكّلت هي وأخواتها الفدائيات أسطورة جهادية رائعة عجز عن تقديمها كثير ممن حملوا صفات الرجال، ولم أستغرب ذلك على الإطلاق أيضا نظرا لأن منفذ الجريمة الجديدة هو أحد أزلام التوراتية الكذّابة فلا يخفى على أحد أنهم يتصفون بالكثير من الصفات الحيوانية ومنها قصف البيوت الآمنة كما بيت جميلة الشنطي قائدة الفدائيات المجاهدات صانعات التغيير وقالبات المعادلة في الميزان العدو الصهيوني.

لقد عبر قادة الكيان المسخ عن المسيرة النسائية العظيمة والتاريخية التي قادتها النائبة المجاهدة مع فدائيات الحصار حيث قالوا أن النساء اللواتي خرجن في مسيرة بيت حانون صنعن أسطورة! ولم يقتصر التعبير على واحد بل كان لجهابذة الكذب من بني صهيون، حيث اعتبر عدد من ساستهم وكتابهم وعسكرييهم مشاركة النساء الفلسطينيات في فك الحصار عن المقاومين في مسجد النصر ببيت حانون شمال قطاع غزة تمثل “أسطورة تاريخية”، كما واتفقوا في الوقت نفسه على أن إسرائيل ستفشل في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها للعملية المتواصلة على بيت حانون، ويقول يوسي بيلين رئيس حركة “ميريتس” والذي شغل في الماضي منصب وزير القضاء: “إن ما قامت به هؤلاء النسوة هو أسطورة، وموقف بطولي سيضفي الصدقية والاحترام على النضال الوطني الفلسطيني”، وقد جاء ذلك على مسمع الجميع عندما نطق بها هذا المجرم في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية كما واعتبر بيلين النسوة الفدائيات مثالاً سيحرص على الاقتداء به الفلسطينيون والعرب والمسلمون في جميع أرجاء العالم”، أما الجنرال زئيف شيف الخبير العسكري والإستراتيجي الشهير بصحيفة “هاآرتس”، فقد قال: “إن نساء بيت حانون صنعن تاريخًا بعد أن تزودن بإيمان كبير وعقيدة صلبة جعلتهن يقدمن على هذه المخاطرة”، واعتبر شيف أن ما قامت به هؤلاء النساء بقيادة النائبة عن حركة حماس الفدائية جميلة الشنطي سيسجل “كحدث هام وسيدرس في كتب التاريخ”، أما عاموس هارئيل المعلق العسكري البارز فقد علّق عما فعلته الشنطي وأخواتها الفدائيات قائلا: “إن أحداث بيت حانون تدلل بما لا يقبل الشك على الدور الكبير الذي تقوم به المرأة الفلسطينية في مقاومة القوات الإسرائيلية”، وكذلك داني روبنشتطاين الخبير الإسرائيلي في الشئون العربية فقد اعتبر هو الآخر إقدام نساء بيت حانون على التضحية بأرواحهن من أجل إنقاذ المقاومين دليلاً قويًّا على التفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة رغم ما يتعرضون له من أذى، وأعرب في الوقت نفسه عن توقعه بأن الرهان الإسرائيلي على إحداث شرخ بين الشعب الفلسطيني ومقاوميه سيكون خاسرًا.

كل هذه التصريحات والتعليقات التي أدلى بها عدد من التوراتيين وعباد العجل وعلى الرغم من عدم حاجتنا إليها إلا أنها تؤكد بأن الحق ما شهدت به الأعداء.

وليس بعد؛ لن تنتهي تصريحاتهم وكتاباتهم عن هذه الأسطورة التي نفذتها النساء الفدائيات حيث أن قادتهم البائسون المتخبطون قصفوا منزل تلك النائبة الفدائية جميلة الشنطي فأقول لهم: يجب أن تضيفوا على كتاباتكم أن من قاد تلك المسيرة التاريخية قصف منزلها لفعلتها “الشنيعة” بحقكم، بطائراتكم الأمريكية وصواريخكم التي لم تستطع قهر النساء الفلسطينيات وأضيفوا لكتابتكم أيضا قولتها التاريخية التي قالتها بُعيد قصف منزلها: قد ينجح الاحتلال في تدمير منازلنا واغتيال أبطالنا لكنه لن ينجح في كسر عزيمة المقاومة في نفوسنا، ولن يثنينا ذلك عن مواصلة خدمة أبناء شعبنا وسنصمد ونتحدى ولن نرفع الراية بإذن الله”.

لا فض فوك يا جميلة الشنطي، لقد سطرت بصمودك أعظم ملاحم البطولة والفداء والتضحية، ولعلي أدعو هنا كل البكائين إلى أخذ العبر والعظة من فم جميلة التي تنادي بالصمود والتحدي بدلا من التفلسف بمقالات تسخّف صواريخ القسام.

إن محاولة الاغتيال الجبانة التي كان العدو الصهيوني ينوي تنفيذها بحق النائبة الشنطي لهي جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجلاتهم التاريخية السواء، فاليهود هم هم لم يتغيروا يا سادة التفاوض والانبطاح

إن الحديث يرجع بنا حيث سيرة الصحابيات الجليلات اللواتي سخّرن منازلهن وبيوتهن من أجل دعوة الله في الأرض كما كانت أم رومان بنت عتاب الكنانية زوجة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه هو ومن سار على دربه إلى يوم الدين حيث كانت تلك المرأة تخدم رجال الدعوة الإسلامية في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وتحمل هم المسلمين مع بطل الأبطال أبي بكر رضي الله عنه، كما وفتحت الصحابية الجليلة بيتها للصحابة وقبلهم النبي صلي الله عليه وسلم ليتشاوروا في شئون الدعوة الإسلامية، لقد جال بخاطري قصة أم رومان وأنا أشاهد منزل النائبة جميلة الشنطي التي احتذت بأم رومان ففتحت بيتها “المقصوف” لخدمة لدعوة الله في الأرض فتتجمع النساء -ممن سرن على نهج رسولها- تزورها ويتشاورن في أمور الدين وإصلاح الدنيا، وكما حملت أم رومان هم بطل الأبطال أبي بكر فقد حملت جميلة الشنطي هي الأخرى هم شعبها وأمتها في المجلس التشريعي ودافعت عنه في بيت حانون مع أخواتها الفدائيات، وفي آخر لحظة من لحظات وجود أم رومان في عالم الدنيا نالت هذه الشهادة التي لا تضاهى، يقول القاسم بن محمد بن أبي بكر: لما دليت أم رومان في قبرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلي أم رومان.

وهنا أستذكر أيضا موقف فاطمة بنت الخطاب التي قهرت أخيها عمر -رضي الله عنه- حين كان كافرا، وذلك عندما عرف بإسلام أخته فاطمة فاتجه مسرعا إلى بيتها فلما دنا من بيتها سمع همهمة، فدخل وعرف أنها تقرأ القرآن فضربها بيده ضربة أسالت الدم من وجهها، فقالت بعدها: يا عمر إن الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله” فدمغ حقها على باطله، وهنا أبشرك يا جميلة أنه في الأيام القادمة سيدمغ حقك على باطلهم وستبددين بإرادتك وعزيمتك وروحك الفدائية، أوهام زرّاع الغرقد وهيكلهم المزعوم.

لقد ضربت أم رومان وفاطمة بنت الخطاب وجميلة أروع الأمثلة في الجهاد والورع والتقوى وحمل الأمانة والشعور الصادق بهموم المسلمين، والسهر على خدمتهم، فآثرن حياة الآخرة عن حياة الذل والهوان في الدنيا، فلا تحزني يا جميلة وقرني عينا فو الذي رفع السماء بلا عمد أنك وأخواتك دخلتن التاريخ من أشرف أبوابه، ولعله يأتي زمان على البشر وقد تحركت أوصالهم، وانتفضت أحاسيسهم، وانتصر حقهم على باطلهم، وخرج صوتهم على سمتهم، ولعله يعود على المسلمين زمان يقوم الغافلون من غفلتهم وينهض القاعدون من ركودهم، فلله درك يا جميلة الشنطي فإن البيع قد جرى وإن الرحمن قد اشترى، وانتظري يوما تعودين فيه إلى الله كما لقيت أم رومان وفاطمة بنت الخطاب ربهما صادقتين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات