عباس يكرر سخريته من صواريخ المقاومة ويصفها بالعبثية

في الوقت الذي طالب فيه أبناء الشعب الفلسطيني فصائل المقاومة الفلسطينية، بمختلف أذرعها وأجنحتها العسكرية، بتكثيف عملياتها الاستشهادية، وإطلاق صواريخها على المستعمرات الصهيونية، رداً على مجزرة بيت حانون؛ فاجأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الرأي العام الفلسطيني، بتكرار تصريحاته القائلة إنّ “صواريخ المقاومة عبثية بلا فائدة ولا نتيجة”.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده عباس في مقر رئاسة السلطة الفلسطينية بغزة، قال فيه “هذه الصواريخ عبثية وبلا فائدة ونتيجة، وتعطي الإسرائيليين ذريعة، وليس سبباً، أي أنها تبحث عن أي أمر من أجل أن تقول إنّ الفلسطينيين قاموا بكذا ويجب أن نذبحهم، لذلك يجب ألا نعطي لـ (إسرائيل) فرصة تبحث بها عن مبررات”.

وأضاف عباس قوله “إذا كانت هذه هي الذريعة، وهذه ذريعة وأقول ذريعة، ولكنني أنا لا أقبل بها الصواريخ وغير الصواريخ، لأنّ هذا الفعل لا يبرره رد الفعل هذا”، مديناً كل عمل يقوم به مطلقو الصواريخ “هنا وهناك”، ومشدداً على أنها (الصواريخ) “لا تجوز أن تستمر”.

وكان عباس كرر وصفه لصواريخ المقاومة الفلسطينية بالسخيفة، خلال حوار أجرته معه صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية أمس الثلاثاء (7/11)، حينما قال إنّ “هذه صواريخ سخيفة ولم تؤد إلى نتيجة، ويجب أن لا نقول إنّ هذه الصواريخ هي من أخرج الإسرائيليين من غزة”.

الناطق باسم “حماس” يستهجن تصريحات عباس ويطالبه بالاعتذار

وتعليقاً على ذلك؛ استهجن فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التصريحات التي صدرت عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والتي وصف فيها صواريخ المقاومة بـ “العبثية”، وأنها بمثابة إعطاء مبررات لجيش الاحتلال لاستهداف المدنيين، مطالباً بالاعتذار للشعب الفلسطيني ولأطفال ونساء بيت حانون ولأبناء المقاومة، عن تصريحاته.

وقال برهوم في تصريح صحفي، تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه، “إنّ الاحتلال الصهيوني لا يفرق بين منطقة يطلق منها الصواريخ وأخرى”، مشيراً إلى أنّ ما حدث في بلدة اليامون في جنين من اغتيال خمسة مقاومين من أبناء كتائب شهداء الأقصى، خير شاهد على ذلك، فالاحتلال لا يفرق بين الكل الفلسطيني ويضع الجميع في دائرة الاستهداف.

واعتبر برهوم تصريح عباس، الذي يأتي في الوقت الذي ارتكبت فيه المجزرة البشعة في بيت حانون، والدماء النازفة التي مازالت تتدفق في بيت حانون، كـ “مبرر لقوات الاحتلال الصهيوني على جريمتها التي ارتكبت بحق أبرياء في منازلهم وهم نائمون، وإعطائه المبرر لارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني”.

وأكد الناطق أن هذه التصريحات “لا تتساوق مع الموقف الفلسطيني الداخلي الداعم للمقاومة، وما أدل على ذلك هو مواقف البطولة والصمود والعطاء من أهالي بيت حانون ومناطق الشمال كافة، ونسائهن الماجدات خنساوات فلسطين، اللواتي خرجن لحماية المقاومة وأبنائها والدفاع عنهم، وقد ضحين بأرواحهن من أجل حماية مشروع المقاومة ورجالها”.

المقاومة تستنكر تنديد عباس بصواريخها لا صواريخ الاحتلال

وقد اعتبر أبو مجاهد، الناطق الإعلامي باسم ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية، اتهام عباس للمقاومة وصواريخها بالعبثية، أمر “مرفوض ومستهجن خاصة في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وحصار”.

وقال “أبو مجاهد” موضحاً “بدلاً من أن يندد عباس بصواريخ الاحتلال، يدين صواريخ المقاومة، التي خلقت نوعاً من توازن الرعب وأصابت أهدافاً استراتيجية لدى الدولة العبرية”.

وأضاف “أنّ هناك الكثير من النساء في هذا الزمان استطعن أن يكنّ أفضل من الكثير من الرجال، وصنعن المجد لفلسطين بأجسادهن الطاهرة مثل الاستشهادية مرفت مسعود التي فجرت نفسها في دورية صهيونية في بيت حانون، والنائبة في المجلس التشريعية عن حركة حماس جميلة الشنطي التي نسف الاحتلال منزلها بعد أن قادة مسيرة النساء لفك الحصار عن مسجد النصر في بيت حانون قبل أسبوع”، كما قال.

وفي غضون ذلك؛ تتوالى ردود فعل ساخنة من جانب القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية بتصريحات عباس حول الصواريخ، باعتبار أنّ تلك التصريحات لا تتساوق مع الموقف الفلسطيني الداخلي الداعم للمقاومة والمطالب بالرد القوي على جرائم الاحتلال الصهيوني بكل السبل المتاحة.