الأحد 11/مايو/2025

أين المطالبون بالمشاركة في القرار

أين المطالبون بالمشاركة في القرار

صحيفة الوطن القطرية

من بين 43 شهيداً فلسطينياً أمكن التعرف على 11 شهيداً من كتائب القسام وشهيدين من ألوية الناصر صلاح الدين وشهيد من سرايا القدس، في حين لم يتم رصد أي شهيد للعديد من الفصائل الفلسطينية فأين مشاركتهم بالدم لتبرير مطالبتهم بالمشاركة في القرار؟

عندما شكلت حماس الحكومة بمفردها قيل إن حماس تريد الاستقرار بالحكم في حين رفضت فتح المشاركة في الحكومة لأسباب تتعلق بصدمتها من خسارتها للانتخابات التشريعية، وحين فرضت المقاطعة والحصار على الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال أرادت بعض الأطراف الفتحاوية تحميلها المسؤولية عن الحصار وفي الوقت الذي حاولت فيه الحكومة فك الحصار وقفت فتح متفرجة في أحسن الأحوال وفي أسوأ الأحوال حاولت بعض تياراتها خلق المتاعب لها وافتعال المشاكل معها بغية إثبات عدم صلاحية الحكومة لإدارة شؤون الفلسطينيين في محاولة لاستعادة فتح الحكومة دون منازع، وفي ظل هذه المناكفات صعدت “إسرائيل” حربها المفتوحة على الفلسطينيين وتعمق الانقسام الحمساوي- الفتحاوي ورغم توصل الحوار الوطني إلى وثيقة وفاق وطني تعثر تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساسها .

الآن في ظل التصعيد الجديد للحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين هل المطلوب من حماس أن تتصدى وحدها لآلة الحرب الإسرائيلية وأين السلاح الذي كان يستعرض من قبل مختلف الأجهزة الأمنية الفتحاوية وما هي وظيفة هذا السلاح أم أنه مكرس فقط لمعادلة القوى الداخلية فعندما لا يفرق الجيش الإسرائيلي بين فلسطيني وآخر نستغرب كيف لا يوجه كل السلاح المتوافر في أيدي الفلسطينيين إلى الجنود الإسرائيليين الذين يتوغلون في عمق المدن الفلسطينية .

قد لا يكون تشكيل حكومة وحدة وطنية هو العصا السحرية ولكنه سوف يضع الجميع أمام مسؤولياتهم ما لم يقف الفلسطينيون موحدين سياسياً وعسكرياً فلن تكون مواجهتهم للحرب الإسرائيلية والحملة الظالمة الدولية لمحاصرتهم مجدية ولا يجوز التواكل وترك حماس تواجه الأعداء بمفردها .

بعض الأجهزة الأمنية تتصرف وكأنها غير معنية في مواجهة الإسرائيليين ولم تتعلم الدرس من اجتياح شارون للضفة الغربية وإذلال أفراد تلك الأجهزة فأي التزامات فرضت على تلك الأجهزة بموجب معاهدة أوسلو يجب ألا تحول دون وقوف عناصر تلك الأجهزة ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة، فلم يترك الإسرائيليون مكانا للرهان على احترامهم للاتفاقيات الموقعة، فيجب تعلم الدرس من تجربة اجتياح الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية ويدرك المعنيون بأن الذين حاصروا عرفات في مقره لا يتورعون عن الإقدام على ملاحقة أي قائد فلسطيني مهما كانت طبيعة الالتزامات التي قطعوها من قبل معه، ولذلك آن الأوان لأن يتخلص أبومازن من أوهامه وينحاز إلى شعبه قبل فوات الأوان .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات