الأحد 11/مايو/2025

شهيد فلسطيني «فقط» كل «نصف ساعة»

شهيد فلسطيني «فقط» كل «نصف ساعة»

صحيفة الوطن القطرية

شهيد فلسطيني كل نصف ساعة، في المذبحة التي يقترفها أولمرت وعصابته الإرهابية في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، وعشرة جرحى كل نصف ساعة يتساقطون ضحايا لثلاثة أسباب جوهرية أولها وأهمها أن الدول العربية تخلت عن حمل مسؤولياتها الشرعية والوطنية والقومية والأخلاقية في هذا الملف باستثناء التلاعب بالكلمات دون ترجمة ذلك إلى أفعال ملموسة على الأرض، الأمر الذي ساهم في إيجاد السبب الثاني الذي ولد مثل هذه المذابح الوحشية التي تدمغ كل الأحاديث عن الإنسانية وحقوق الإنسان وما إلى ذلك من شعارات ومعاهدات وهو تمادي العدو الإسرائيلي في غطرسته وعنجهيته ومحاولة فرض شروطه التعجيزية على الفلسطينيين المرفوضة وغير القابلة للتنفيذ .

أما السبب الثالث الذي أدى إلى هذه المذبحة فهو الانحياز الأميركي الدائم للجرائم الإسرائيلية ولكل أصناف الإرهاب الإسرائيلي، وهو الذي أمد الإرهابي إيهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بالقدرة على خرق كل الأعراف والمعاهدات والقوانين الدولية الإنسانية وبصورة دائمة غير مكترث لكل ما يمنع من ارتكاب مثل هذه الجرائم، لأنه يأمن العقاب وبالتحدي الممزوج بالغطرسة والعجرفة والتعنت، أن هذه المذبحة التي تحصد عشرات النساء والأطفال لن تتوقف قبل أن تحقق أهدافها وهي كما أعلن من قبل وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية اليدوية الصنع، التي تشكل مصدر قلق حقيقي ودائم للمخططين الأمنيين للاحتلال .

ويمكن إضافة سبب رابع لتمادي وجرأة الإسرائيليين على الفلسطينيين ومحاولة انتزاع المزيد من الحقوق الفلسطينية، والأرواح الفلسطينية، في محاولة يائسة ستبوء بالفشل، كما فشلت كل المحاولات السابقة الكثيرة لكسر إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني وهي الإرادة التي عبرت عنها خنساوات الشعب الفلسطيني المقاتل بالحجر والجسد في مواجهة أعتى آلة عسكرية للتدمير الشامل في المنطقة التي تغرف ما تشاء من الترسانة العسكرية الأميركية من أسلحة الموت والدمار، اللواتي تحدين هذه القوة الإرهابية، وهو الانقسام والمشاحنات الداخلية بين الأطراف الفلسطينية والتي وصلت حد الاقتتال الداخلي، وتقديم أولويات غير فلسطينية على الأولويات الفلسطينية .

فالصورة لا تحتاج إلى وضوح أكثر مما هي عليه، فالعرب ليس لديهم الاستعداد للتخلي عن العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي أو حتى بالتلويح بها كورقة ضغط لمصلحة السلام والأمن الإقليمي المشترك، بالرغم مما تقترف من جرائم وبالرغم مما تبديه من عداء لهذا السلام والأمن الذي يزداد ضعفاً ووهناً وتفككاً، بل إنهم لا يستطيعون حتى إغضابها، لأنه في ذلك إغضاب للإدارة الأميركية التي لا تؤمن بغير قانون الغاب راعية الإرهاب الإسرائيلي وراعية «حق» ارتكاب دولة الاحتلال المذابح تحت بند «حق “إسرائيل” بالدفاع عن النفس» لأن الفلسطيني كما يبدو في المفهوم الأميركي الصهيوني المشترك يستحق القتل سواء بالصواريخ الإسرائيلية أم بقذائف المدفعية الإسرائيلية التي تخترق غرف نوم الأطفال الفلسطينيين والعزل، أو بالطائرات الأميركية الصنع، أم بالأسلحة الأميركية الجيدة غير المعروفة من قبل والتي يجرى اختبار قدرتها التدميرية الفائقة على تحويل الأجساد إلى أشلاء، وعدم إمكانية شفاء من يصاب بشظاياها .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات