أفيغدور ليبرمان.. إرهابي ولكن

نعم ، يجسد ليبرمان الارهاب والبطش والعنصرية ، لكن هل هو الوحيد الذي يتصف بهذه الصفات في الكيان الصهيوني. حتى يعتبر البعض ان انضمامه إلى حكومة اولمرت انعطاف خطير نحو اليمين المتطرف وان وجوده في الحكومة يعزز سياسة القتل والدمار وارتكاب المجازر البشعة؟، صحيح أيضا انه قد تولى حقيبة بمسمى جديد يدل على الشراسة والعنف واستخدام القوة والبطش والارهاب ، وزير دولة لشؤون مكافحة الأخطار التي تواجه الكيان الصهيوني ، ولكن ما الأخطار التي تواجه الكيان الذي يرتكب كل أعمال البطش والقتل والمجازر؟ هل هي أخطار المقاومة في فلسطين ولبنان وصمود ورفض سورية الرضوخ والاستسلام وبروز القوة العسكرية الايرانية وهزيمة الشركاء في الإدارة الأمريكية في العراق؟ نعم يحمل ليبرمان أفكاراً سوداء تقوم على قتل الآخر فهو الذي طالب قبل أشهر بإعدام النواب العرب في الكنيست الصهيوني بتهمة الخيانة لأنهم يجرون اتصالات مع أبناء شعبهم الفلسطيني وغيره من العرب باعتبار أن هؤلاء هم اعداء الكيان الصهيوني ، وطرد كل نائب في الكنيست إذا ما تنكر لإسرائيل كدولة يهودية وقام بالتحريض على العنصرية او على النضال المسلح ضد “اسرائيل”.
يمكننا القول أن الارهابي اولمرت قد وجه رسالة واضحة لكل من يراهن على أوهام التسوية عندما اختار ان يضم الارهابي ليبرمان لحكومته مع ان هذا الارهابي كان قد شارك في حكومات سابقة م2001 ، 2003 م ، وليؤكد اولمرت بأن خيار القوة والعدوان والارهاب والحروب هو الذي يحكم سياسة حكومته رغم الهزيمة النكراء التي لحقت بجيشه في حربه الأخيرة ضد لبنان التي بدأت في الثاني عشر من تموز الماضي.
إن الأعمال الإجرامية الصهيونية ليست حكراً على ارهابي واحد وما لييبرمان ومن معه من حزب “اسرائيل بيتا” إلا نموذج لكل اليهود والصهاينة وأحزابهم وللحركة الصهيونية العالمية التي تضمهم جميعا ومنذ تأسيسها عام 1897 ، سواءً في فلسطين او خارجها ، حيث ان الجرائم والمجازر الدموية التي ارتكبتها الحركة الصهيونية وقادة كيانها الغاصب وحكوماته ضد شعب فلسطين وغيره من العرب مثلت سلسلة مستمرة لم تتوقف ، وتمثل شواهد دامغة على بشاعة وعنصرية وحقد وإجرام ممارساتهم وسياساتهم لقد رسم المخططون الايديولوجيون الصهاينة مشاريعهم استناداً إلى نصوص توراتية وتلمودية مما جعل تاريخهم مليئا بالإجرام والقتل وهدم المنازل والبيوت وتشريد الآخرين ، واستناداً إلى هذه النصوص أقدم اليهود على إزهاق أرواح الأطفال والشيوخ والنساء وارتكبوا مجازر بشعة غير مسبوقة في تاريخ البشرية حيث يرون في العنف والقتل غذاء روحياً مطلوبا ولم يقتصر العداء اليهودي على شعب فلسطين والعرب فقط بل شمل كل المجتمعات التي عاشوا فيها ، فهم يدعون بأن في العهد القديم أوامر واضحة بإبادة سكان الأرض وطردهم حيث ورد في “سفر التثنية” “إن لم تسالمك مدينة بل عملت معك حربا فحاصرها وإذا دفعها الرب إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف وكل النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة”. أي ان العنف والقتل والارهاب العسكري والسياسي والاجتماعي كانت ، وما زالت ، الوسيلة الأمثل التي اتبعها اليهود والصهاينة عبر تاريخهم الأسود ومجازرهم العديدة تشكل وصمة عار تلاحقهم على مر الأيام.
طبعا ، تقوم التحالفات بين الأحزاب في الكيان الصهيوني على خلفية تنفيذ المشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي الاستيطاني الاحلالي ويتم توزيع الأدوار بين الأحزاب في التعامل مع المجتمع الدولي ، وجميعها تتفق على مبادئ أساسية تتمثل في التعامل بالقوة والقتل والارهاب مع العرب وعلى مقولة ان “دولة إسرائيل” قد قامت ولكنها لم تتحرر ولم تنجز مشروعها بعد ، وان المعركة مستمرة والسواعد اليهودية هي التي تحدد حدود “دولة اسرائيل” وان القدس الموحدة عاصمة الكيان الصهيوني الأبدية ولا يمكن التنازل عن شبر واحد من المدينة المقدسة ، وان لا مكان لدولة أخرى فوق أرض “إسرائيل” وان المصالح الاستراتيجية للحركة الصهيونية لا تنحصر في فلسطين والدول العربية بل تتعداها لتشمل منطقتي الشرق الأوسط والأدنى ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر لحماية الكيان الصهيوني ، وان عليهم الوصول إلى تركيا وإيران وباكستان ومنطقة الخليج العربي وافريقيا الشمالية والوسطى أي تحقيق المشروع الأمريكي الذي أطلقه الرئيس جورج بوش تحت اسم “الشرق الأوسط الكبير”. بمعنى أن أهداف الحركة الصهيونية تتجسد في برامج أحزابها.
وعوداً إلى الارهابي ليبرمان والتعامل معه وكأنه الوحيد في الحركة الصهيونية مما يجعلنا نتساءل عن بعض ابرز الجرائم التي ارتكبها اليهود والصهاينة. القول المسيحي بقتل وصلب رسول الله عيسى بن مريم عليه السلام إلى قيام اليهود في تاريخهم الغابر بقتل الأبرياء وحرقهم بالنار. وهل ليبرمان الذي لم يتجاوز الخمسين عاما هو من أقدم على ذبح الأب توما البادري وخادمه إبراهيم في الخامس من شباط عام م1840 في مدينة دمشق وصنع من دمائهما خبز صهيون؟ وهل ليبرمان هو من ارتكب مجزرة دير ياسين في فلسطين في التاسع من نيسان عام م1948. ومجزرة الطنطورة القرية الفلسطينية الواقعة شمال حيفا على البحر الأبيض المتوسط في الخامس عشر من أيار ؟1948 إن الارهابيين الصهاينة هم من ارتكب عشرات بل مئات المجازر والاغتيالات بحق الشعب العربي في فلسطين حيث أقدم الارهابي اسحق شامير على اغتيال مبعوث الأمم المتحدة الكونت برنادوت السويدي الجنسية في السابع عشر من شهر أيلول عام م1948 ، لأنه أكد حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي طردوا منها بالقوة ووضع أساس القرار الدولي المتعلق بهذا الشأن رقم 194 ، وارتكب الجيش الصهيوني بأمر من حكومة حزب العمل مجزرة بحر البقر في جمهورية مصر العربية مثلما ارتكب هذا الجيش العديد من المذابح ، كفر قاسم في التاسع والعشرين من تشرين الأول عام 1956 ، واغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة كمال ناصر ، وكمال عدوان وأبويوسف النجار “في بيروت في (9 ـ 4 ـ 1973) والعديد من القادة في تونس الشهيد خليل الوزير (نيسان 1988) وغيره من القادة ، وارتكب جيش العدو الصهيوني وبالتعاون مع زمرة لبنانية باعت نفسها للصهاينة مجزرة صبرا وشاتيلا بأوامر من حكومة الليكود في أيلول عام 1982 ، هذا إضافة إلى مجازر طالت المقدسات الدينية حيث أقدم المجرم ياروخ غولدشتاين على إطلاق النار ضد المصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف في 25 شباط 1994. والمسجد الأقصى المبارك قُتل العديد من العرب والمسلمين المدافعين عنه أمام محاولات الصهاينة حرقه وهدمه ، وما زالت سلسلة المجازر مستمرة في لبنان حيث ارتكب العدو الصهيوني بالأمس القريب المجازر في قانا نيسان 1996 وقانا وقرى الجنوب والضاحية والبقاع في تموز م2006 وقبله وبعده عبر مئات الآلاف من القنابل التي زرعها في الأرض اللبنانية لتقتل الأطفال في أماكن لهوهم والفلاحين في حقولهم مثلما هي المجازر مستمرة في فلسطين حيث يرتكب جيش العدو الصهيوني المذابح اليومية في قطاع غزة ومدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية المحتلة قبل انضمام ليبرمان لحكومة اولمرت ومستمرة بعد انضمامه لها.
نعم ، ليبرمان ارهابي ويطمح الى ان يكون رئيساً للوزراء ، في السنوات القادمة لكنه ليس المجرم الوحيد ، فكل اليهود والصهاينة الغاصبين للأرض العربية في فلسطين والجولان ولبنان قتلة مجرمون ولا يخفون حلمهم التوراتي المزعوم ببناء “دولة اسرائيل” من الفرات إلى النيل. مثلما لا يخفي قادة الكيان الصهيوني أطماعهم في المنطقة وثرواتها الطبيعية (النفط والمياه) وفي أسواقها الاستهلاكية الواسعة لتصريف انتاج مصانعهم كما لا يخفون أطماعهم في التوسع عبر اغتصاب أراض عربية وابتلاعها وإقامة المستعمرات الاستيطانية فوقها لاستيعاب المزيد من المهاجرين اليهود من شتى بقاع الأرض بذريعة تلمودية باطلة (العودة إلى أرض الميعاد) ، إننا بهذا لا نضيف جديدا ، بل نذكر ، بحقيقة الحركة الصهيونية فكرا وممارسة منذ هرتزل والمؤتمر الصهيوني الأول عام م1897 ، فقد تكفل قادة الحركة الصهيونية منذ ذلك التاريخ وقادة كيانهم الغاصب بعد قيامه ، بارتكاب المجازر والمذابح المستمرة ضد فلسطين والعرب وموقف الصهاينة ثابت في هذا الشأن حيث يعملون يوميا على إبادة الشعب العربي الفلسطيني وطمس هويته في حقد يدل على الطبيعة العدوانية والعنصرية الثابتة للصهاينة وعلاقة حركتهم وكيانهم العضوية بالامبريالية والاستعمار باعتباره قاعدة ثابتة لهم وأداة لخدمة مخططاتهم في السيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها ، وبالتأكيد يدرك كل القادة العرب طبيعة الحركة الصهيونية وأهدافها وعنصريتها وإجرامها.
رغم ذلك فإن بعضهم ، ما زال ، يعيش أوهام إمكانية إقامة “سلام” مزعوم معهم فلا رهان على ارهابيين أمثال اولمرت وليبرمان وبيريز وبيرتس ، وأحزابهم والرهان الحقيقي يجب ان يكون على مواجهة المشروع الصهيوني عبر بناء الموقف العربي الواحد على قاعدة المقاومة بكل أشكالها في مقدمتها المقاومة المسلحة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين
المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...

الصحة: ما يتوفر من وقود في مستشفيات غزة يكفي 3 أيام فقط
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الاحتلال الاسرائيلي يمنع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود...

مجزرة دامية .. استشهاد 10 مواطنين بقصف الاحتلال خيام النازحين في مواصي خان يونس
خانيونس - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني - اليوم الأحد- مجزرة دموية بعدما استهدفت خيام النازحين في منطقة العطار في مواصي خان...

الداخلية بغزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية لتأمين الجبهة الداخلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية، اليوم الأحد، أن وزارة الداخلية في قطاع غزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية على غرار القوة التي تأسست عام...

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الإسرائيليين بجروح - اليوم الأحد- بعد سقوط صاروخ يمني على مطار بن غوريون وفشل منظومات الاحتلال في اعتراضه....

الإعلام الحكومي يحذر: 3500 طفل بغزة على وشك الموت جوعًا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد المكتب الإعلامي الحكومي تحذيره من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، بفعل استمرار جريمة إغلاق المعابر وتشديد الحصار...

عدوان أميركي واسع على محافظات صعدة والحديدة ومأرب اليمنية
المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات أميركية حربية، فجر اليوم الأحد، 26 غارة على اليمن استهدفت محافظات صعدة والحديدة ومأرب. وأفادت وسائل إعلام يمنية...