الإثنين 12/مايو/2025

طولكرم: ضبط عنصر من الوقائي بعد اغتيال آخر من الأمن الوطني

طولكرم: ضبط عنصر من الوقائي بعد اغتيال آخر من الأمن الوطني

تتفاعل في طولكرم قضية مقتل أحد أفراد جهاز الأمن الوطني، التابع للسلطة الفلسطينية، بعد أن تبيّنت مؤشرات ملموسة على وقوف أحد عناصر جهاز الأمن الوقائي وراءها، بينما تجري اتصالات وتحركات في بعض أوساط حركة فتح ومتنفذي الأجهزة الأمنية قد تؤثر على مسار التعاطي مع القضية التي صدمت المواطنين الفلسطينيين في شمالي الضفة الغربية ليلة العيد.

فقد كُشف النقاب عن اعتقال من يُعتقد أنه قاتل الشاب علاء مبارك من جهاز الأمن الوطني الفلسطيني، الذي اغتيل في طولكرم ليلة عيد الفطر على أيدي ملثمين مجهولين. وجرى ذلك بعد ضبط القاتل المحتمل، وذلك بما يؤشر لوقوفه، وهو أحد عناصر جهاز الأمن الوقائي، خلف عملية القتل .

وكشفت مصادر مطلعة أنّ عملية الاعتقال تمت على أيدي جهاز المخابرات العامة بشكل عرضي. فقد كان أفراد الجهاز في عملية رصد لمكان ينطلق منه مسلحون ملثمون مجهولو الهوية، وبينما كان أفراد المخابرات في المكان الواقع في الحي الشرقي من طولكرم قرب مقبرة النصارى، حتى وصل ملثم مسلح وخلع لثامه ولباسه شبه العسكري في المكان لينطلق بلابسه المدني. وعند ذلك أوقفه أفراد المخابرات وتعرفوا على هويته، وتبيّن أنه أحد أفراد جهاز الأمن الوقائي، ويحمل قطعتي سلاح، وهي مسدس ورشاش كلاشنكوف. كما اعتقل عناصر المخابرات قريباً له حضر إلى المكان لنقله في سيارته، دون أن تكون لدى أفراد المخابرات معرفة بوقوع جريمة القتل الأخيرة .

وتتعلق جريمة القتل بما رواه شهود عيان، من أنّ المغدور كان في ملحمة (متجر لحوم) قرب المسجد القديم بمدينة طولكرم، حيث عمل فيها قبل انخراطه بالأمن الوطني وهو يعاود العمل فيها في بعض المواسم كالأعياد. وفي تمام العاشرة والنصف من ليلة العيد، حيث تعج شوارع طولكرم بالمواطنين وتزدحم المتاجر بالمتسوقين؛ دخل ملثم على الملحمة وتقدم من علاء مبارك، الذي كان يتناول الطعام مع صاحب الملحمة، وأطلق عليه النار عن قرب وبدم بارد، فأصابه في الرأس والعنق والصدر، ما أدى إلى مقتله على الفور. وقد انطلق القاتل من المكان مسرعاً. وبحسب شهود العيان فقد اتجه إلى الحي الشرقي، وتحديداً تجاه المكان الذي وجده فيه أفراد المخابرات حينها .

وعندما وصل خبر الجريمة للمخابرات، تم ربطها بحادثة الملثم المسلح الذي أُلقي القبض عليه قبل دقائق؛ اعتقل أفراد المخابرات المدعو ثائر جاسر رميلات، وهو أحد أفراد الأمن الوقائي، وابن أحد قادة فتح في مخيم طولكرم، وابن شقيق حليمة رميلات، مسؤولة نادي الأسير في طولكرم، والتي حاول ابنها، وهو من الاستخبارات العسكرية الفلسطينية، نقل القاتل في سيارته قبل أن يعتقله أفراد المخابرات، ثم أُفرج عنه. وتفيد مصادر في المخابرات أنّ المعتقل رميلات لا يستجيب لمحققيه وينكر التهمة الموجّهة إليه .

وتضاربت الأنباء حول دوافع الجريمة؛ فثمة تقديرات تربطها بحادثة قتل وقعت قبل سنوات وراح ضحيتها قائد شهداء الأقصى في طولكرم صالح نصار وأحد أفراد كتائب الأقصى فداء الطيراوي الذي اتهم بقتل نصار، ولكنّ آخرين قالوا إنّ المغدور علاء مبارك لم يكن المستهدف وربما كان شقيقه هو المقصود، حيث أنّ المغدور غير معروف بوجود أية خلافات له مع أحد علاوة على أنه معروف بحسن الخلق.

ويرجح متابعون في طولكرم ومحيطها لما جرى؛ أنّ عملية القتل البشعة التي وقعت ليلة العيد، جرت بهدف إحداث فتنة كبيرة في المنطقة، في محاولة لاتهام جهات معينة بالضلوع فيها وتوتير الساحة الفلسطينية الداخلية .

وشرح هؤلاء المتابعون كيف أنّ سجل القاتل حافل بإثارة الفتن وتنظيم الاعتداءات الدامية بذرائع سياسية ترتبط بتيار بعينه في حركة “فتح”. إذ يُعدّ هو المسؤول عن حادثة اختطاف ابن شقيق الدكتور حسن خريشة عضو المجلس التشريعي قبل الانتخابات التشريعية قبل عدة شهور، فيما اشتهرت عنه خلافاته ووالده مع أقطاب أخرى في حركة فتح وتسببه باعتقال عدة أشخاص لدى جهاز الأمن الوقائي، بل واختطافهم بعد الإفراج عنهم من قبل الجهاز بحجة إطلاق النار على والده وإحراق سيارته .

يُذكر أنه وبعد جريمة القتل وقعت أحداث عنف وشغب منظمة قام بها عشرات الشبان والفتية من ذوي المغدور في مدينة طولكرم طالت المحال التجارية والبسطات، مما ألحق خسائر كبيرة فيها، كما تم نهب بعضها. وقد أغلقت محال طولكرم التجارية أبوابها قبل منتصف الليل على غير عادتها، رغم أنّ السوق يبقى عامراً بالمتسوقين حتى ساعات الفجر من ليلة كل عيد. كما هاجم الشبان الغاضبون بيت المتهم بالقتل في ضاحية ذنابة وأحرقوه بالكامل.

وتفيد مصادر مطلعة في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة؛ أنّ الخشية قائمة من الالتفاف على القضية التي تتقاطع مع عدد من الأطراف والأسماء في الأجهزة وحركة فتح. إذ يُخشى من مغبة طمس القضية خاصة مع تحويل المعتقل من جهاز المخابرات إلى لجنة مشتركة من كافة الأجهزة، فيما يثور التوجس من قيام ضباط كبار وشخصيات من فتح في قطاع غزة تربطهم علاقة جيدة بعائلة المتهم المعروفة بارتباطاتها الوثيقة بحركة فتح، وخاصة عمة المتهم ووالدة من قام بنقله، بمحاولة إسدال الستار على القضية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات