الأحد 11/مايو/2025

دهاليز مراكز القوة : الرباعية تجعل عرفات يوافق

دهاليز مراكز القوة : الرباعية تجعل عرفات يوافق

1- “إسرائيل” تحرك الإناء :

قبل يومين أدار وزير المالية سيلفان شالوم وجهاً بارداً لأبو مازن بعد تعيين الأخير رئيسا للوزراء حيث قال : إنه يبدو أن عرفات سوف يستمر بالسيطرة على المواضيع المهمة بما فيها الأمن والسياسة الخارجية ولذلك تعين أبو مازن سوف لا يساعد في وقف الإرهاب . أيضا أيفي أيتان قال إن هذا التحرك يبدو من طبيخ الأوروبيين وشلة أوسلو ولذلك سوف لا يغير من الوضع .

من الواضح أن شالوم وأيتان لم يعرفوا عن الانخراط “الإسرائيلي” في هذا المسار الذي أدى إلى تعيين أبو مازن هذا الأسبوع .  لقد فشلوا في رؤية التطورات التي أثمرت بينما كان يقودها مندوبوا الرباعية مع مباركة أرييل شارون وبن أليعاذر وموفاذ.

وهما أيضاً لا يدركان الرأي الإيجابي حول هذا التغير في القيادة الفلسطينية بين المستويات العليا في الجيش “الإسرائيلي” .  رسمياً “إسرائيل” مترددة بأن تبدو بأنها هي التي حركت الإناء في السلطة الفلسطينية ولكن بالتأكيد كان “لإسرائيل” اليد في الوصول لهذه الأحداث. 

 

2- الرباعية تعطي إنذاراً :

إن المسار الذي أدى إلى تعيين أبو مازن هذا الأسبوع لقد بدأ في أكتوبر 2001 في نقاش غير عادي حدث بين أبو علاء وأبو مازن ومحمد دحلان مع ياسر عرفات.

أبو علاء أبلغ الرئيس عرفات أنه يجب أن يختار بين الاستمرار في استعمال (الإرهاب) أو مسار الحوار الدبلوماسي مع “إسرائيل” ولقد ذكر مثال الجنرال مشرف رئيس الوزراء الباكستاني الذي اختار العلاقة مع أمريكا على القاعدة وطالبان.

محمد دحلان استعمل كلمات قاسية بحق الزعيم الفلسطيني وغادر الاجتماع غاضباً وأبو مازن لم يبق صامتا أيضا  .

بعد ذلك بأيام اجتمع عرفات بالرباعية (لارسن موراتينوس فودافين )و شليكر القنصل الأمريكي حيث طالب عرفات باتخاذ قرار والقيام بفعل حيث إن استمرار (العنف) ليس خيارا مقبولا .

 مندوبوا الرباعية قابلوا أيضا مسئولين سياسيين وعسكريين “إسرائيليين” وطالبوهم بإعطاء حافز للسيد عرفات مقابل القيام بفعل حازم ضد (الإرهاب) مثل تنفيذ إعادة الانتشار الثالثة أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو الإعراب عن الاستعداد عن الانسحاب من غزة ولكن لم يكن أحد في “إسرائيل” مستعد لذلك .  بعد ذلك بشهر أعطت أمريكا عرفات آخر فرصة من أجل وقف (الإرهاب) و إثبات قيادته.

في ديسمبر 2001 أبلغ الرئيس عرفات فودافين بأنه لا يستطيع عمل شيء بينما “إسرائيل” مستمرة بالهجمات رغم إعلان حالة الطوارئ ولذلك طلب فودافين من “إسرائيل” وقف الهجمات ولكن “إسرائيل” رفضت ذلك مدعية أن ذلك سوف يتم رؤيته كنقطة ضعف ولذلك سوف تشجع عرفات للاستمرار في (الإرهاب) حيث إن عرفات يقوم بتنفيذ ما هو مطلوب منه فقط عندما يكون تحت الضغط .

ردُّ “إسرائيل” هذا كان مبنيا جزئياً على اتصالات تمت مع بعض أشخاص من القيادة الفلسطينية والذين أكدوا أن الضغط هو الشيء الوحيد الذي يشجع ويحرك عرفات وأن الشعب الفلسطيني يشعر بالملل من الإغلاق والحصار.

خلال عملية السور الواقي قام لارسون بإبلاغ شارون بأن الوضع لا يحتمل وأن عرفات سوف يعتقل قاتلي زئيفي ويوقف إطلاق النار خلال أسبوعين ومقابل ذلك “إسرائيل” يجب أن تمنح عرفات حرية الحركة خارج المقاطعة وتطبيق خطة ميتشل.

اقتراح الرباعية هذا اعتمد على تأكيد من دحلان الذي أكد على مقدرته في وقف أنشطة المنظمات (الإرهابية ) لارسن (الذي يستطيع تقليد عرفات جيداً) لم يكن لديه أحلام من السراب حول عرفات . حيث قال إنه يعرف بأن عرفات كاذب غير عقلاني والذي يتصرف حسب غريزته ويقوم بالتحسين بينما يقوم بالسير بدون خطة إستراتيجية . ولهذا بدأ يشعر بأن الرباعية يجب أن تستعمل وتستغل تأثيرها على عرفات.

لارسون أبلغ “الإسرائيليين” بأنه يجب عليهم نسيان التخلص من عرفات لأن ذلك سوف يترك فراغا لا يمكن ملؤه بأي قيادي فلسطيني آخر بدون سلطات كافية لتكون فعالة.

ولقد اعترض لارسون على طلب “إسرائيل” بأن يكون عرفات رئيسا فخريا . وأضاف أنه سوف يكون الوضع أسوأ بدونه حيث إنه يقبل الآن بالتعايش جنباً إلى جنب ويقبل مبادئ الفصل ومستعد للتنازل عن حق العودة رغم أنه لا يجاهر بذلك . فهو يفضل أن يموت كشهيد ومحارب على أن يعيش بالإهانة . ولذلك إذا قدم شارون عرضا سياسيا جذابا فالزعيم الفلسطيني مستعد أن يوقف (الإرهاب) تماماً .

 

3- الولايات المتحدة تراقب من الجوانب :

في بداية عام 2002 وبعد الإمساك بسفينة كارين A والتي أقنعت الإدارة الأمريكية بانخراط عرفات بالموضوع موراتينوس تحدث مع عرفات بصراحة حول الحاجة لإصدار تقرير حول الظروف التي تقف خلف موضوع سفينة الشحن وحمولتها لأنه بدون ذلك سوف لا يكون هناك تقدم إيجابي للشعب الفلسطيني  ولقد أبلغ موراتينوس عرفات بضرورة اعتقال قتلة زئيفي وتفكيك البنية التحتية (للإرهاب).

عرفات أجاب بأنه اعتقل فؤاد الشوبكي ودعاه لزيارته في السجن . ولقد طالب المندوبين الأوروبيين “إسرائيل” بمنح الفلسطينيين أفقا سياسيا . وبعدها ذهب موراتينوس مع سولانا لواشنطن حيث قابلوا تشيني و كونزاليزا رايس وعادوا بخيبة أمل لأن الأمريكان لم يوافقوا على شروط عرفات.

في منتصف 2002 بدأ لارسون بمطالبة عرفات بالقيام بإصلاحات في هيكلية السلطة وأدائها بما يكفل الشفافية في الأداء المالي فرد عليه عرفات باستغراب بأنه زعيم عربي فكيف تتوقع مني عمل ذلك.  في نفس الوقت أحد الشخصيات الفلسطينية قدم تفسير ممتع عن سبب فشل كامب ديفيد حيث أن باراك و كلينتون أقاموا من خلال دينيس روس حوار مع الجيل الشاب من القيادة الفلسطينية (محمد دحلان ومحمد رشيد) قافزيين عن الجيل القديم مما أدى لانزعاج الحرس القديم (أبو مازن) فقام بتخريب قمة كامب ديفيد .

فالقرار للتركيز على حق العودة وقرار194 كان بقصد وضع المصاعب أمام عرفات عندما حان وقت توقيع الاتفاق مع باراك . وبعد ذلك بسنتين اقتنع لارسن ، أن كلا عرفات وجيله والجيل الأصغر يتمنون إيجاد طريقة للخروج من نتائج الانتفاضة وردود “إسرائيل” التهجمية .  

ولقد وصل لارسون لقناعة أن وضع عرفات الحالي والبائس يشبه وضعه في عام 1993والذي أدى به لقبول اتفاق أوسلو ولكن عرفات غير مستعد لمواجهة حماس والجهاد حيث إنه يمد سيطرته من القبول الجماعي للشارع الفلسطيني. 

                                                                  

4- لارسن يقوم بالتهديد:

في يوليو 2002 شعر مندوبوا الرباعية أن عرفات أصبح مستعد للإصلاحات وطالبوا “إسرائيل” لتسهيل الضغط العسكري والأمني عن الفلسطينيين وأن لا يزيدوا طلباتهم من عرفات من أجل حفظ كرامته و من أجل فتح الباب لحوار سياسي.

الاجتماع الحازم تم في ديسمبر 2002 حيث اجتمع لارسون مع عرفات أبوعلاء أبومازن محمد دحلان . لقد خاطب لارسون عرفات بقوة لم يسبق استعمالها وهدده بأنها آخر مرة يراه بها وأنه سوف لا يحضر لزيارته وأخبره أنه فقد كل أصدقائه بالعالم . وأن اليوم الذي سوف يجد الجنود “الإسرائيليين” على باب مكتبه لخطفه أو قتله ليس بعيداً . وأن هذا ممكن إبعاده إذا تحرك وأوقف الإرهاب بسرعة.

لارسن أبلغ “الإسرائيليين” بأن كلماته لها تأثير على عرفات رغم أن القادة الذين حوله قد أصابهم الملل منه ولكنهم لا يمكن أن يقفوا ضده لأنهم غير متأكدين من نتائج مثل تلك المواجهة.        

خلال تلك الأيام شعر لارسن أن دحلان لديه القوة من أجل السيطرة على نشطاء المنظمات الإرهابية و أن هذا الوقت ليس الوقت الصحيح لتخفيف وتنعيم النهج مع عرفات.

ولقد أدعى أنه يوجد قيادة فلسطينية بديلة تشمل أبو مازن أبو علاء محمد دحلان مستعدة للحوار مع “إسرائيل” ولكنها تهاب التسريبات . ولقد اقترح لارسن فريق “إسرائيلي” صغير يقوم بمحادثات سرية مع الفريق الفلسطيني ( أبو علاء أبو مازن دحلان) مجتمعين أو فرادى وفضل أن تتم المحادثات بالخارج.  ولقد طالب لارسن “الإسرائيليين” للإعلان عن استعدادهم للانسحاب من مستوطنات غزة ومستوطنتين من الضفة توافقا مع الحدود المؤقتة حسب رؤية بوش.

بعد شهرين قابل لارسون دحلان حيث أخبره أن محادثات القاهرة فشلت وأن دحلان مستعد أن يقف أمامهم حيث إنه أعتقل بعض الذين يطلقون القسام .

ولقد اجتمع دحلان مع عرفات في رام الله وقضى معه أربعة أيام محاولا إقناعه لتغيير موقفه محذرا إياه أن الوقت بات ينفذ  ويجب عليه التصرف قبل حرب العراق حيث إنه إذا لم يفعل فسوف يختفي من المسرح السياسي وكل السلطة سوف تنهار و قام دحلان وغادر.

بعد ساعتين أتصل عرفات بدحلان وقال له ” إنك لم تنتظر لسماع إجابتي ” فأبلغه دحلان أنني أعرف الجواب . دحلان أبلغ لارسن أن عرفات ليس سعيد بالوضع ولكنه غير قادر على القيام بأي فعل ضد الإرهاب . ولقد طلب من لارسون الإسراع بجهود الإصلاحات ولقد أقترح انتخابات خلال شهرين لتغيير كل القادة القدماء ما عدا أبو مازن وأبو علاء . ولقد طالب دحلان لارسون استعمال تأثيره على الدول المانحة من أجل زيادة مساعداتهم عند إنشاء القيادة الجديدة. 

لارسن ذهب لمقابلة عرفات مرة أخرى حيث أخبره أن أمامه أياما معدودة للتصرف قبل الحرب على العراق فإذا لم يعين رئيس وزراء سوف تكون نهاية قيادته ونهاية فتح والسلطة. ولقد نصح لارسون عرفات بتعين سلام فياض كرئيس وزراء وأن يحيط نفسه بمجلس يشمل أبو مازن أبو علاء محمد دحلان . لارسون أعتقد أن عرفات نضج لقبول هذا الإمل

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....