الأحد 11/مايو/2025

ما هي الأهداف الحقيقية لضرب العراق؟

ما هي الأهداف الحقيقية لضرب العراق؟

هناك من يعتقد أن دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى العراق تحت ذريعة نزع أسلحة الدمار الشامل من هذا البلد‏،‏ هو السيطرة على بترول العراق‏.‏

قد يكون ذلك صحيحاً نوعا ما‏،‏ لكن هناك مصلحة إسرائيلية كبرى أهم من ذلك‏،‏ هي وقف الانتفاضة الفلسطينية‏،‏ ونسف القرارين‏ 193‏ و‏242 (‏أي الانسحاب الإسرائيلي إلى خط الرابع من حزيران ‏(‏يونيو‏)1967‏ ـ‏،‏ لا بل أكثر من ذلك هو أن يبدأ شارون بتنفيذ مخططه القديم بإخراج الفلسطينيين من الضفة الغربية بالقوة إلى الأردن‏،‏ أحد السيناريوهات بعد إزالة نظام صدام حسين هو التالي‏:‏

 

– هناك فئة مهمة من المعارضة العراقية تكن العداء الأعمى للولايات المتحدة الأمريكية وستستفيد هذه الفئة بعد إزالتها لخصمها اللدود صدام حسين بأن تبدأ بعملياتها العسكرية ضد الولايات المتحدة الأمريكية‏.‏

 

– اجتياح أمريكا للعراق هو أيضاً من أجل إكمال القوس العسكري من يوغوسلافيا وحتى دولة الكويت‏،‏ أي يوغوسلافيا – مقدونيا – اليونان – تركيا – العراق – الكويت‏،‏ وبحراً حتى قطر‏.‏

 

– أما إذا حاول شارون إقامة دولة فلسطينية هشة على حساب الأردن خلال الهجوم الأمريكي للعراق‏،‏ فبذلك العمل الأحمق يكون قد ارتكب خطأ فادحاً‏،‏ لأن المطرودين الفلسطينيين من ديارهم لن يقبلوا إطلاقاً بهذا الأمر الواقع‏،‏ بل ستكون الحدود الأردنية منطلقاً للعمليات العسكرية ضد “إسرائيل” المتوقفة منذ عام ‏1971.‏

 

– نحن نعلم أن إدارة بوش الآن في وضع لا تحسد عليه فهي أمام مطرقتين لا ثالث لهما‏:‏

 

المطرقة الأولى‏:‏ اللوبي الصهيوني يضغط على الولايات المتحدة بفتح جبهة عسكرية ضد العراق‏،‏ كما يطالب هذا اللوبي إدارة بوش بغض النظر تماماً عن التحدي الكوري الشمالي بشأن أسلحته النووية‏.‏

 

المطرقة الثانية‏:‏ الولايات المتحدة تعلم جيداً أن انتقام اللوبي الصهيوني سيكون رهيباً ضدها إذا رفضت إدارة بوش خوض الحرب ضد العراق حتى النهاية‏،‏ كنا نتمنى من الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيد حساباتها الخاطئة بشأن العراق‏،‏ لأنه لو قدر على سبيل المثال وصول القوات الأمريكية إلى العاصمة بغداد‏،‏ وإسقاط نظام صدام حسين‏،‏ كما فعلت “إسرائيل” عام‏ 1982‏ عندما تمكنت من إخراج ياسر عرفات ومنظمة التحرير من بيروت إلى تونس وهذا الغباء الذي أنتجه شارون بنفسه في عام ‏1982‏ انقلب بشكل قاتل ضد “إسرائيل” خلال خروجها من بيروت والجبل والجنوب اللبناني بطريقة الفرار وليس الانسحاب ‏(‏باعتراف الصحافة الإسرائيلية نفسها‏).‏

 

– ستواجه القوات الأمريكية المصير نفسه الذي واجهته الدولة العبرية في خروجها المذل من لبنان أي الفرار‏،‏ لأن المثل القائل‏:‏ ليس المهم أن تصل إلى القمة‏،‏ بل المهم أن تحافظ على القمة‏.‏

 

بعد ذلك ستكون “إسرائيل” معرضة للانتقام ولن ينفع معها ذلك اليوم إذا ادعت بأنها ستقبل بالحل السلمي أو تطبيقها للقرارين ‏193‏ و‏242‏ وحتى لو ادعت قبولها بالقرار ‏181‏ الصادر عام ‏1947،‏ فإن الانتقام من الدولة العبرية ستكون إزالتها من النهر إلى البحر‏.‏

 

لكن قبل ذلك لن ينفع صراخ “إسرائيل” للعالم أجمع وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية في نجدتها من الانتقام‏،‏ لأن مصلحة أمريكا في ذلك الوقت سيكون الفرار من هذا المستنقع القذر الذي أوقعتها به “إسرائيل”‏،‏ أهم من مصير هذه الأخيرة‏.‏

 

هل تتذكر “إسرائيل” عندما اتخذت قرارها المفاجئ مساء‏ 23 ‏مايو ‏2000‏ بالفرار الفوري من الأراضي اللبنانية‏،‏ تاركة عملاءها اللبنانيين وصراخهم ومصيرهم تحت رحمة أعدائهم من المقاومة اللبنانية؟‏!.‏

 

إننا لا ندعو إلى شماتة الولايات المتحدة الأمريكية إذا قررت مواصلة قرارها الخاطئ باجتياحها للعراق بل ندعو هذه الأخيرة إلى مراجعة حساباتها الخاطئة قبل فوات الأوان‏.‏

 

فأعداء الولايات المتحدة الأمريكية يتمنون لبوش المزيد من الخطوات الخاطئة من قبله حتى ترتد دائماً ضد دولته‏.‏

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....