السبت 10/مايو/2025

الأسرى الفلسطينيون … المرحلة القادمة

الأسرى الفلسطينيون … المرحلة القادمة

يعيش أكثر من سبعة آلاف سجين فلسطيني في المعتقلات والسجون  ومراكز التوقيف “الإسرائيلية” في وضع وظروف توصف بالاستثنائية عن الفترات السابقة التي عاشها الأسرى عبر عشرات السنين في الأسر والقيد.

ويضم هذا العدد الكبير من الأسرى قيادات سياسية وعسكرية كنائب الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير عبد الرحيم ملوح و أمين سر حركة فتح بالضفة الأسير مروان البرغوثي والناطق السابق لحركة حماس حسن يوسف وغيرهم من القيادات والكوادر السياسية والعسكرية الموجودين في السجون “الإسرائيلية” وكذلك وجود عدد كبير من الأسيرات الفلسطينيات في سجن الرملة والأسرى الأطفال في سجن تلموند السجن الأكثر استثنائيا وتميزا بوجود عدد من الأسرى المرضى والجرحى جراء المواجهات مع القوات “الإسرائيلية”. هذا العدد الكبير من الأسرى وفي وضع استثنائي ومميز عاش أيضا مرحلة استثنائية ومميزة عمرها من عمر انتفاضة الأقصى أي ما يزيد عن السنتين والتي شهدت أحداثا ووقائع كبيرة ومهمة وخطيرة سواء ما قامت به إدارة السجون “الإسرائيلية” أو الفعاليات التي اتخذها الأسرى احتجاجا على أوضاعهم الاعتقالية القاسية فقد قامت إدارة السجون “الإسرائيلية” بتطبيق عقاب جماعي ضد الأسرى تمثل في حرمان الأطفال والنساء والشيوخ من المواطنين من زيارة أبنائهم في المعتقلات والسجون “الإسرائيلية” وافتتاح أقسام عزل جديدة لمئات الأسرى الذين تعتبرهم إدارة ومصلحة السجون أسرى خطيرين وسحب متواصل وواسع لمنجزات الأسرى التي تم تحقيقها عبر عشرات السنين وضغط متواصل وجسدي وممارسات خطيرة تتمثل في التفتيش العاري من قبل السجانين للأسرى وحملات تنقلات واسعة للأسرى بين السجون والمعتقلات مما أثار حالة من عدم الاستقرار وقلق للأسرى و أهلهم.

وفي المقابل قام الأسرى وخلال هذه الفترة بتحقيق إنجازات مميزة تمثلت  في إدخال هواتف خلوية الى بعض السجون الى جانب محاولات أخرى كتب لبعضها النجاح.

وفي ضوء ذلك وصلت الأوضاع في السجون “الإسرائيلية” الى درجة من الغليان والانفجار في ظل ممارسات الضغط والتضييق من قبل مصلحة السجون والتي لم تعد تطاق الى جانب إصرار الأسرى على الاحتفاظ بالأجهزة الخلوية التي باتت القناة الوحيدة التي توصلهم بأهلهم في ظل حالة من القتل والدمار والحرب خارج المعتقلات والسجون ومنع أهاليهم من الزيارة.

وقد راهنت إدارة السجون “الإسرائيلية” في حملتها الأخيرة التي تمثلت بعزل الأسرى على إضعاف الخطوات الإستراتيجية لمقاومة هذه الهجمة إضافة الى حالة غليان تنبع  من عدم الخوف إضافة الى التضامن العارم من أبناء الشعب الفلسطيني مع الأسرى في السجون والمعتقلات وعدم خضوع جميع المناطق الفلسطينية لسيطرة قوات الاحتلال وحصارها للمدن والقرى والمخيمات. إضافة لذلك فإن الوضع الإقليمي والدولي سيساعد الأسرى في لفت أنظار عدد من دول العالم  ومنظمات حقوق الإنسان الى معاناتهم وظروف اعتقالهم وخطواتهم الاحتجاجية.في وقت استغلت فيه مصلحة إدارة السجون هذه الظروف والمعطيات المحلية والإقليمية لتشديد قبضتها وتصعيد حملتها على الأسرى وإنجازاتهم وحقوقهم.

ورغم ذلك فإن الأسرى باتوا على قناعة انه لا مناص من اتخاذ خطوات استراتيجية كالإضراب المفتوح عن الطعام وتمكنهم من وقف الحملة الشرسة التي تشنها مصلحة السجون . بل وإعادة المنجزات والحقوق التي سلبت منهم خلال الشهور الأخيرة. وهذا الأمر لم يعد خافيا على أحد سواء المعتقلون أنفسهم أو إدارة السجون “الإسرائيلية” إلا أن الخطوة المقبلة وعلى ضوء المعطيات والظروف المحلية والإقليمية والدولية والتي لا تساعد الأسرى في تنفيذ خطواتهم ستكون شاقة ومكلفة وهو ما جعل الأسرى في بداية تحركهم يترددون في اتخاذ خطوات استراتيجية ما دفعهم الى حشد طاقاتهم في الإعلان عن ميثاق جاد يحقق لهم الحد من قسوة الحملة الشرسة التي تشنها إدارة السجون ضد الأسرى  و أهاليهم ومنجزاتهم.

و إزاء رؤية الأسرى لعدم تغيير واقع السياسة المبيتة للحكومة “الإسرائيلية”على ضوء فوز الليكود بزعامة شارون وعودة أعضاء متشددين في الحكومة الجديدة  كوزير الأمن الداخلي عوزي لانداو المعروف بعدائه للشرقيين والعرب والفلسطينيين فقد باتوا بانتظار أن تجيب الأيام المقبلة على عدة تساؤلات منها هل سينجح الأسرى في تحركهم القادم  بصد ومقاومة الحملة الشرسة لإدارة السجون واسترجاع إنجازاتهم وحقوقهم التي سلبت على مدار العامين الماضيين؟

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات