الإثنين 12/مايو/2025

إسرائيل تصدّر سلع الموت و الدمار للعالم

إسرائيل تصدّر سلع الموت و الدمار للعالم

يأتي بناء الصناعة العسكرية في “إسرائيل” ضمن سياسة القوة التي يقوم عليها الكيان الصهيوني ، كي يعوّض انعدام الأسس القانونية و الأخلاقية لوجوده و لذلك لم يكن غريباً أن يتم تصدير الأسلحة “الإسرائيلية” في إطار صفقات التجارة غير المشروعة و المشبوهة

كان الحلم الذي راود القادة الصهاينة منذ تأسيس الكيان الصهيوني و احتلال فلسطين عام 1948 ، تكريس القوة لتحقيق التفوق على العرب ، و لإيجاد ترسانة عسكرية تحقّق الحلم الصهيوني ، بل و تتجاوز حدود المنطقة العربية ، انسجاماً مع الهدف الذي وجدت من أجله الصهيونية .. لقد أدرك الذين أطلقوا المشروع الصهيوني أن “إسرائيل” هي كيان عنصري قائم على التزوير التاريخي و اغتصاب الأرض و تشريد الشعب الفلسطيني خارج وطنه و طمس هويته القومية ، و أن مقولة “أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض” هي مقولة زائفة تقوم على الخرافات و الأوهام ، أما هذا التعصب و العنصرية كان لا بد لـ “إسرائيل” من أن تلجأ إلى ما يعوّض انعدام الأساس القانوني و الأخلاقي لوجودها ، عن طريق القوة لحماية التزوير التاريخي و الجغرافي و الديمغرافي و تطوير الأسلحة العسكرية و التدميرية و غيرها ، و من ثم تسويق مثل هذه الأسلحة و بيعها لعددٍ كبير من بلدان العالم كمعدات حربية جديدة و تحديث معدات و وسائط حربية و وضعها في الخدمة و إعادة هيكلة و تجديد عددٍ كبير من المقاتلات الحربية و بيعها إلى عددٍ من دول العالم الثالث بموافقة و مباركة من واشنطن ..

 

و اللافت أن “إسرائيل” تسعى الآن لإيجاد بؤر التوتر في العالم و تأجيجها ، لأنها تشكّل امتداداً واسعاً لتسويق السلاح “الإسرائيلي” و أجهزة التنصت و الرادار المتقدّمة الذي بدأ إخطبوطه يمتد بسرعة مذهلة إلى ما وراء البحار البعيدة و أمريكا اللاتينية ، فلقد وصل خطر الموت “الإسرائيلي” إلى العاصمة الكولومبية بوغوتا حيث بدأت المقايضة “الإسرائيلية” فحم و بن و قصدير و نحاس كولومبيا مقابل طائرات كفير “الإسرائيلية” مع طواقم فنية للتدريب ، و الأكثر إثارة في الموضوع أن بيع السلاح العسكري “الإسرائيلي” و تسويقه يأتي ضمن صفقات غير مشروعة يندرج في إطارها المخدّرات و سواها ، من خلال كارتلات المافيا و الكوكائين في عددٍ من بلدان أمريكا اللاتينية حيث تلعب “إسرائيل” الآن دوراً بارزاً في السيطرة و التوجيه على الكثير من عصابات المافيا و المخدرات في تلك البلدان .

 

لقد شكّلت “إسرائيل” شبكات كبرى لبيع السلاح و تسويقه على مستوى عالميّ ، يعمل في تلك الشبكات “الإسرائيلية” و يشرِف عليها و يوجهها عدد كبير من الحاخامات و الجنرالات المتقاعدين و رجال الاستخبارات و السماسرة إضافة إلى عددٍ غير قليل من الشركات الخاصة “الإسرائيلية” ، و الذين يجوبون العالم من آسيا إلى أفريقيا فأستراليا وصولاً إلى أمريكا اللاتينية و أوروبا للقيام بمهمات سرية جداً بحثاً عن الأسواق المناسبة لتسويق سلعة الموت و الدمار ، يرافق تلك الشبكات شبكات أخرى مدعومة من الموساد “الإسرائيلي” للاتجار بالمخدرات و غسل الأموال و تدريب العصابات للقيام بعمليات الجسدية ، بل إن اللوبي الصهيوني يحاول التوجّه شرقاً نحو الصين علّه يستطيع اختراق سور الصين و بث سموم الصهيونية في تلك البقاع النظيفة ، تنفيذاً لتنظيرات وزير خارجية أمركيا الأسبق اليهودي هنري كسنجر .. و الملاحظ أن رشاشات عوزي و بنادق جليل قد أصبحت الآن سلاحاً رئيسياً في ساحات الحروب الأهلية التي تحصد مئات الآلاف من البشر في حروب عبثية ، غالباً ما يكون جميع أطرافها خاسرين باستثناء تجار أدوات الموت القادمين من الكيان الصهيوني .

 

الدكتور موشي شلوم من جامعة بار إيلات يقول : “إن النشاط (الإسرائيلي) يجب أن يشبه في حركته نجمة داوود السداسية” ، انطلاقاً من هذا المعنى فإن النشاط الصهيوني يمتد بشكلٍ أخطبوطي في عددٍ كبير من دول أمريكا اللاتينية و بعض الدول الأفريقية و دول آسيا الوسطى مركزاً بيع السلاح و تدريب عصابات المخدرات و الجريمة يتمدّد بدعم من “إسرائيل” و الموساد ، حيث إن هذا النشاط التخريبي هو استمرار لسياسة “إسرائيلية” قديمة ، يقول عنها خبير استراتيجي فرنسي : “إنها لعبة الموت في أدق تفاصيلها” ..

إن “إسرائيل” تستعمل كل ّشبكاتها التجسسية و الدعائية و العسكرية و قوى الضغط التي تملكها و خاصة اللوبي الصهيوني في أمريكا ، و تعمل وفق مصالحها من أجل إيجاد شتى السبل لتصدير سلاحها و استغلال بؤر التوتر و النقاط الساخنة في العالم لتحقيق هذا الهدف . إضافة إلى استقدام عددٍ هائلٍ من العلماء اليهود الروس و غير الروس للعمل في الترسانة العسكرية التكنولوجية و النووية “الإسرائيلية” إضافة إلى ما تقدّمه الولايات المتحدة من مساعدات عسكرية و نظم معلوماتية في مختلفة المجالات لتحقيق التفوق العسكري على العرب ، و إلى الانتقال إلى تصدير أدوات الدمار المرتبطة بعالم التجارة غير المشروعة و المشبوهة ، و هذا ليس اتهاماً في الفراغ ، إذ سبق لبنحاس سافير رئيس الوكالة اليهودية سابقاً الذي أرسل أول بعثات من السماسرة و مقاولي السلاح نحو أمريكا اللاتينية و آسيا و أفريقيا لبيع السلاح و تجنيد العملاء أن قال : “إن شبكات السلاح (الإسرائيلي) يجب أن تقترن بلعبة الكوكائين و المخدرات و الجاسوسية في شتى أنحاء العالم لتحقيق أهدافنا” ، و لذلك لم يكن غريباً أن تزدهر تجارة السلاح “الإسرائيلي” في المناطق و البلدان
التي تشهد أوضاعاً شاذة و حروباً أهلية مدمّرة ، و تنمو فيها المافيا و أسواق المخدّرات و التهريب و عمليات غسيل الأموال ، ليتأكّد أن الصهيونية كحركة عنصرية ، تضمر الكره و الحقد للآخرين ، لا تتورّع عن زرع الموت و الخراب في كلّ مكان تصل إليه .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....