إسرائيل تصدّر سلع الموت و الدمار للعالم

يأتي بناء الصناعة العسكرية في “إسرائيل” ضمن سياسة القوة التي يقوم عليها الكيان الصهيوني ، كي يعوّض انعدام الأسس القانونية و الأخلاقية لوجوده و لذلك لم يكن غريباً أن يتم تصدير الأسلحة “الإسرائيلية” في إطار صفقات التجارة غير المشروعة و المشبوهة
كان الحلم الذي راود القادة الصهاينة منذ تأسيس الكيان الصهيوني و احتلال فلسطين عام 1948 ، تكريس القوة لتحقيق التفوق على العرب ، و لإيجاد ترسانة عسكرية تحقّق الحلم الصهيوني ، بل و تتجاوز حدود المنطقة العربية ، انسجاماً مع الهدف الذي وجدت من أجله الصهيونية .. لقد أدرك الذين أطلقوا المشروع الصهيوني أن “إسرائيل” هي كيان عنصري قائم على التزوير التاريخي و اغتصاب الأرض و تشريد الشعب الفلسطيني خارج وطنه و طمس هويته القومية ، و أن مقولة “أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض” هي مقولة زائفة تقوم على الخرافات و الأوهام ، أما هذا التعصب و العنصرية كان لا بد لـ “إسرائيل” من أن تلجأ إلى ما يعوّض انعدام الأساس القانوني و الأخلاقي لوجودها ، عن طريق القوة لحماية التزوير التاريخي و الجغرافي و الديمغرافي و تطوير الأسلحة العسكرية و التدميرية و غيرها ، و من ثم تسويق مثل هذه الأسلحة و بيعها لعددٍ كبير من بلدان العالم كمعدات حربية جديدة و تحديث معدات و وسائط حربية و وضعها في الخدمة و إعادة هيكلة و تجديد عددٍ كبير من المقاتلات الحربية و بيعها إلى عددٍ من دول العالم الثالث بموافقة و مباركة من واشنطن ..
و اللافت أن “إسرائيل” تسعى الآن لإيجاد بؤر التوتر في العالم و تأجيجها ، لأنها تشكّل امتداداً واسعاً لتسويق السلاح “الإسرائيلي” و أجهزة التنصت و الرادار المتقدّمة الذي بدأ إخطبوطه يمتد بسرعة مذهلة إلى ما وراء البحار البعيدة و أمريكا اللاتينية ، فلقد وصل خطر الموت “الإسرائيلي” إلى العاصمة الكولومبية بوغوتا حيث بدأت المقايضة “الإسرائيلية” فحم و بن و قصدير و نحاس كولومبيا مقابل طائرات كفير “الإسرائيلية” مع طواقم فنية للتدريب ، و الأكثر إثارة في الموضوع أن بيع السلاح العسكري “الإسرائيلي” و تسويقه يأتي ضمن صفقات غير مشروعة يندرج في إطارها المخدّرات و سواها ، من خلال كارتلات المافيا و الكوكائين في عددٍ من بلدان أمريكا اللاتينية حيث تلعب “إسرائيل” الآن دوراً بارزاً في السيطرة و التوجيه على الكثير من عصابات المافيا و المخدرات في تلك البلدان .
لقد شكّلت “إسرائيل” شبكات كبرى لبيع السلاح و تسويقه على مستوى عالميّ ، يعمل في تلك الشبكات “الإسرائيلية” و يشرِف عليها و يوجهها عدد كبير من الحاخامات و الجنرالات المتقاعدين و رجال الاستخبارات و السماسرة إضافة إلى عددٍ غير قليل من الشركات الخاصة “الإسرائيلية” ، و الذين يجوبون العالم من آسيا إلى أفريقيا فأستراليا وصولاً إلى أمريكا اللاتينية و أوروبا للقيام بمهمات سرية جداً بحثاً عن الأسواق المناسبة لتسويق سلعة الموت و الدمار ، يرافق تلك الشبكات شبكات أخرى مدعومة من الموساد “الإسرائيلي” للاتجار بالمخدرات و غسل الأموال و تدريب العصابات للقيام بعمليات الجسدية ، بل إن اللوبي الصهيوني يحاول التوجّه شرقاً نحو الصين علّه يستطيع اختراق سور الصين و بث سموم الصهيونية في تلك البقاع النظيفة ، تنفيذاً لتنظيرات وزير خارجية أمركيا الأسبق اليهودي هنري كسنجر .. و الملاحظ أن رشاشات عوزي و بنادق جليل قد أصبحت الآن سلاحاً رئيسياً في ساحات الحروب الأهلية التي تحصد مئات الآلاف من البشر في حروب عبثية ، غالباً ما يكون جميع أطرافها خاسرين باستثناء تجار أدوات الموت القادمين من الكيان الصهيوني .
الدكتور موشي شلوم من جامعة بار إيلات يقول : “إن النشاط (الإسرائيلي) يجب أن يشبه في حركته نجمة داوود السداسية” ، انطلاقاً من هذا المعنى فإن النشاط الصهيوني يمتد بشكلٍ أخطبوطي في عددٍ كبير من دول أمريكا اللاتينية و بعض الدول الأفريقية و دول آسيا الوسطى مركزاً بيع السلاح و تدريب عصابات المخدرات و الجريمة يتمدّد بدعم من “إسرائيل” و الموساد ، حيث إن هذا النشاط التخريبي هو استمرار لسياسة “إسرائيلية” قديمة ، يقول عنها خبير استراتيجي فرنسي : “إنها لعبة الموت في أدق تفاصيلها” ..
إن “إسرائيل” تستعمل كل ّشبكاتها التجسسية و الدعائية و العسكرية و قوى الضغط التي تملكها و خاصة اللوبي الصهيوني في أمريكا ، و تعمل وفق مصالحها من أجل إيجاد شتى السبل لتصدير سلاحها و استغلال بؤر التوتر و النقاط الساخنة في العالم لتحقيق هذا الهدف . إضافة إلى استقدام عددٍ هائلٍ من العلماء اليهود الروس و غير الروس للعمل في الترسانة العسكرية التكنولوجية و النووية “الإسرائيلية” إضافة إلى ما تقدّمه الولايات المتحدة من مساعدات عسكرية و نظم معلوماتية في مختلفة المجالات لتحقيق التفوق العسكري على العرب ، و إلى الانتقال إلى تصدير أدوات الدمار المرتبطة بعالم التجارة غير المشروعة و المشبوهة ، و هذا ليس اتهاماً في الفراغ ، إذ سبق لبنحاس سافير رئيس الوكالة اليهودية سابقاً الذي أرسل أول بعثات من السماسرة و مقاولي السلاح نحو أمريكا اللاتينية و آسيا و أفريقيا لبيع السلاح و تجنيد العملاء أن قال : “إن شبكات السلاح (الإسرائيلي) يجب أن تقترن بلعبة الكوكائين و المخدرات و الجاسوسية في شتى أنحاء العالم لتحقيق أهدافنا” ، و لذلك لم يكن غريباً أن تزدهر تجارة السلاح “الإسرائيلي” في المناطق و البلدان
التي تشهد أوضاعاً شاذة و حروباً أهلية مدمّرة ، و تنمو فيها المافيا و أسواق المخدّرات و التهريب و عمليات غسيل الأموال ، ليتأكّد أن الصهيونية كحركة عنصرية ، تضمر الكره و الحقد للآخرين ، لا تتورّع عن زرع الموت و الخراب في كلّ مكان تصل إليه .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...