بعد عودة شارون هل اقترب مشروع الترانسفير؟!

اكتساح اليمين المتطرف للانتخابات العامة في “إسرائيل” لا يمثل الخطر الأشد على المقاومة الفلسطينية. فمجموعة أوسلو الملتفة حول السلطة الفلسطينية في الداخل التي تبشر بالخذلان والتخذيل باسم «الاعتدال» هي الأدهى والأمر.
ومن المفارقات المؤلمة أنه بينما تتبنى مجموعة أوسلو الفلسطينية منهج التفاوض السلمي كأسلوب أوحد للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ليست لها بحكم هويتها السياسية أي أجندة تفاوضية أو أي خطة للسلام. فهي تتبنى برنامجاً من بند واحد: ترحيل الشعب الفلسطيني عن أرضه أو إبادته.
ولأن أغلبية المقاعد البرلمانية التي أحرزها حزب شارون لا تتيح له الانفراد بالتشكيل الوزاري فإنه بات من المؤكد أن برنامج «حكومة الوحدة الوطنية» الجديدة سوف يكون محوره أجندة أقصى اليمين بشقيه العلماني والديني، وبناء على هذه الحقيقة فإن الشعب الفلسطيني لن يكون موعوداً للمرحلة المقبلة إلا بأحلك ظرف في تاريخ قضيته الطويل.
لذا من المؤسف حقاً أن يتزامن حلول هذا الظرف مع ارتفاع صوت مجموعة أوسلو التي لا تتبنى سوى أجندة استسلامية باسم التفاوض السلمي.
لقد كان المحور الرئيسي الذي دارت حوله رحى المعركة الانتخابية الإسرائيلية مسألة «الترانسفير» -وهي كلمة انجليزية مهذبة ترجمتها «نقل» أو «ترحيل» لكن مغزاها الحقيقي فعلاً هو «الطرد» أو «الاقصاء» أو «الابعاد»- والمقصود بذلك هو الشعب الفلسطيني المقيم على أرضه الخاضعة للاحتلال لمدى 36 سنة حتى الآن.
ومع اجماع الأحزاب اليمينية بشقيها العلماني والديني على مشروع «الترانسفير» إلا أن هناك تفاوتاً من حيث أساليب عرض الفكرة ومداها. فهناك من يرون أن التهجير الجماعي للفلسطينيين ينبغي ألا يكون قسرياً، ولكن ليس معنى ذلك أن يكون تطوعياً بالمعنى الحقيقي. فبناء على هذه الرؤية ينبغي ممارسة أساليب تضييق العيش على الفلسطينيين حتى يقرروا من تلقاء أنفسهم الهجرة إلى خارج الأرض المحتلة.
وهناك بالطبع من يرون الاسراع بفرض التهجير قسراً وبصورة مباشرة، لكن في كلتا الحالتين فإن هناك قناعة بين هذه الأحزاب والمنظمات بأن من بين الشروط اللازمة لحمل الأسر الفلسطينية على المغادرة التوسع في انشاءات البناء الاستيطاني مما يتطلب بالتالي استقدام آلاف تلو آلاف من اليهود من مختلف بقاع العالم، خاصة بلدان أميركا اللاتينية. ونذكر أن ارييل شارون صدع بمشروع في هذا الصدد يقضي باستقدام مليون يهودي.
ولاغراض الترانسفير هناك إجماع بين قادة اليمين الإسرائيلي بمختلف رؤاهم المتطرفة على ضم أراضي الضفة الغربية أو معظمها إلى “إسرائيل” رغم أن هناك خلافاً حول ضم أو عدم ضم قطاع غزة.
ولكن الترانسفير إلى أين؟
هنا أيضاً توجد خلافات ما بين من يرون «التنازل» الإسرائيلي عن قطاع غزة ليكون وطن الفلسطينيين بعد ترحيل أهل الضفة إلى القطاع وبين من يقترحون إبعاد كل الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء ومن يرون إبعادهم إلى الأردن.. بل وهناك من يرون أن يتجه الترانسفير إلى الأراضي العراقية بعد وقوع العراق تحت الاحتلال الأميركي إذا شنت الحرب التي تخطط لها إدارة بوش.
ونتساءل: هل مشروع الترانسفير ممكن وعملي؟ سواء كان عملياً أم غير عملي فإنه سوف يبقى الخيار الأوحد المستقبلي أمام قادة التطرف الإسرائيلي بين ثلاثة خيارات لا رابع لهما.
أما الخياران الآخران فهما كما يلي: إما أن يقبل الإسرائيليون بفكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة على الأراضي المحتلة. وهذا مرفوض ويظل مرفوضاً لاجل غير مسمى.. وإما أن تضم الضفة وغزة إلى كيان الدولة الإسرائيلية وفي هذه الحالة فإن المواطنين العرب (بإضافة عرب 48) سوف يشكلون الأغلبية السكانية وبالتالي سوف تنتفي عن “إسرائيل” صفة الدولة اليهودية.
هذه هي خيارات الإسرائيليين.. أما خيارات الفلسطينيين في الأرض المحتلة فإنها تنحصر في خيار اوحد: المقاومة المسلحة.. هذا الخيار الذي تسعى مجموعة أوسلو إلى إلغائه انطلاقاً من أجندة مشبوهة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

أوتشا: 70% من سكان قطاع غزة تحت أوامر التهجير القسري
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار...