الإثنين 12/مايو/2025

صاروخ حماس الجديد يلغي الحاجة الى الاستشهاديين ويصيب أهدافه بدقة

صاروخ حماس الجديد يلغي الحاجة الى الاستشهاديين ويصيب أهدافه بدقة

يواصل الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية “حماس” المعروف باسم “كتائب عز الدين القسام ” تطوير ادوات قتالية اكثر كفاءة لمواجهة الاحتلال “الاسرائيلي”. ويعتبر صاروخ “البتار” الذي اعلنت كتائب القسام انها استخدمته اول امس ضد دبابة “اسرائيلية ”  شمال قطاع غزة ، أحدث ما انتجته وحدة الهندسة التابعة لكتائب القسام لكنه قد لا يكون آخرها حسب ما يستدل من الاداء التقني المتزايد للمقاومة الفلسطينية.

وحقق الجناح العسكري لحركة “حماس” سبقاً تلو الاخر منذ اندلاع انتفاضة الاقصى قبل أكثر من عامين  على صعيد تصنيع الاسلحة والمواد القتالية وتطويرها ، رغم اغلاق قوات الاحتلال كل المنافذ المتاحة للتزود بالمواد الاساسية والذخائر اللازمة ، وتسعى المقاومة الفلسطينية الى تعويض النقص الذي تعانيه قدراتها التسلحية من خلال ابتكار وسائل بديلة مضمونة الفعالية .

ونجحت “حماس” في تصنيع بندقية صغيرة من طراز شبيه بالبندقية “الاسرائيلية” المسماة “عوزي”  واستخدمتها بنجاح ، الى درجة ان تجار الاسلحة الذين يزودون المقاومين الفلسطينيين بالاسلحة ، اطلقوا عليها اسم “عوزي حماس” ومن النقلات النوعية التي تحققت في هذا الاتجاه تطوير كواتم الصوت وقذائف “الانيرجا” .

ويبقى اعداد العبوات الناسفة وزرعها وتفجيرها احدى الوسائل الفاعلة التي لجأت اليها المقاومة الفلسطينية خلال العامين الماضيين. فقد ابتكرها مهندسو المقاومة على الرغم من ضعف الوسائل والامكانات ، مستفيدين من الهواتف النقالة لتشكيل دائرة كهربائية تتيح تفجير الصاعق من بعد بمجرد طلب رقم هاتف العبوة ، الى جانب تغيير اشكال العبوات والتي اطلق عليها “العبوات الذكية”  .

وبينما كان امتلاك الهاون حلماً للمقاومة الفلسطينية الناشطة في ظل الاحتلال “الاسرائيلي” فقد جاء تطوير صواريخ “القسام” و”البنا” و”البتار” قفزة تجاوزت كل التوقعات .

وتقول مصادر حماس ان الشهيد صلاح شحادة مؤسس الجناح العسكري للحركة كان يشرف شخصياً على هذه الصناعات ويوفر للقائمين عليها الامكانات المادية والتقنية ، ويذكر ان شحادة أغتيل في 23 يوليو/ تموز الماضي ، بصاروخ اطلقته طائرة من طراز “أف 16” على حي الدرج في مجزرة سقط فيها 15 فلسطينياً من بينهم عدد من الاطفال .

ولم يؤد ذلك الى توقف الابتكار الفلسطيني المقاوم . فقد تمكن مهندسو “القسام” من تصنيع قنابل يدوية من البلاستيك والحديد شدة انفجارها اقوى من قنابل “الملز” “و اف 1” وتم تطوير قاذف لهذه القنابل، اعتماداً على تقنية قاذف القنابل المسيلة للدموع ويصل مدى القنبلة المقذوفة الى نحو 150 متراً .

وتعتبر صناعة الصواريخ خصوصاً سلسة قسام (3،2،1)  من اكثر الصناعات العسكرية المحلية التي اثارت قلق  الدولة العبرية .

وينظر الخبراء “الاسرائيليون” بقلق الى تطور كفاءة المقاومة الفلسطينية من خلال الصواريخ المضادة للدروع مثل ” البنا1″ ” والبنا 2 ”  التي استخدمت في صد اعمال التوغل التي تقوم بها قوات الاحتلال وفي بعض العمليات الفدائية حين استخدمها المقاومون بديلاً لقاذفات ” ار بي جي ” التي لا يوجد في القطاع سوى عدد محدود جداً منها .

ويأتي التطور النوعي الجديد ، المتمثل في صاروخ “البتار” محاولة من كتائب القسام للتعامل مع الواقع الجديد في قطاع غزة بصفة خاصة ، في ظل تحصين المستوطنات والمواقع العسكرية. إذ يعتبر “البتار”  صاروخاً ذكياً فهو لايحتاج للعنصر البشري في المكان الذي يطلق منه .

وقالت مصادر في القسام إن هذا الصاروخ ينصب على الارض ولا يحمل على الكتف كصاروخ “البنا” رغم انه مضاد للدروع ، ويتم تشغيله بواسطة جهاز للتحكم عن بعد لحظة اقتراب الهدف منه وينطلق على هيئة صواريخ ” ارض ـ ارض ” على ارتفاع يوازي الاليات والقوافل العسكرية .

وحسب المصادر فإن صاروخ “البتار”  الجديد يتمتع بالعديد من المزايا التي تجعله سلاحاً فعالاً في مواجهة الاجتياحات “الاسرائيلية” ويستطيع حمل أكثر من أربعة كيلو جرامات من المواد المتفجرة من نوع “ار دي اس ” شديدة الانفجار .

كما يتميز هذا الصاروخ بقدرته الفائقة على الدقة في اصابة الاهداف خصوصاً في مستعمرات قطاع غزة المحصنة بالدروع الواقية ، ويصل مداه الى نحو كيلو متر مما يساعد على ضرب الاهداف بسهولة ويوفر للفدائيين فرصة الانسحاب الى قواعدهم بسلام . والصاروخ عبارة عن انبوبة طولها متر تقريباً وقطرها 6 انشات “بوصات” ، بداخلها مقذوف صاروخي يشبه قذيفة ” ار بي جي ” لكنه اكثر قوة في اختراق الهدف .

ودفعت اعمال التطوير المفاجئة في تقنيات المقاومة هذه روني دانئيل المتحدث في القناة الثانية في التلفزيون “الاسرائيلي” الى القول (يبدو اننا خسرنا في صراع الادمغة في مواجهة حماس)  ونقل دانئيل عن لسان قائد كبير في المخابرات العامة “الإسرائيلية” قوله: (إن أخطر ما في عمليات التفجير التي تمت أنها تتم دون أن تكون هناك حاجة الى استشهاديين).

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات