الإثنين 24/يونيو/2024

المجتمع الدولي أمام الكارثة الفلسطينية القادمة

المجتمع الدولي أمام الكارثة الفلسطينية القادمة
  صحيفة الوطن القطرية 19/10/2006

جون جينغ مدير وكالة الغوث الدولية في قطاع غزة، يحذر من أن الشعب الفلسطيني يعيش أوضاعاً صعبة جداً وكارثة إنسانية حقيقية على كافة الصعد خاصة المعيشية والتعليمية والصحية مما يهدد بتفاقم الأزمة والأوضاع تدهوراً، داعياً المجتمع الدولي إلى العمل وبشكل سريع على فك الحصار المالي والاقتصادي عن هذا الشعب الذي يعيش ظروفاً غاية في الصعوبة.

وتحذير جينغ هو أقرب إلى الصرخة الإنسانية في وجه المجتمع الدولي وتجاهله الحالة الإنسانية شديدة الخطورة ليس على الوضع الإنساني فقط إنما يشكل خطراً كبيراً وداهما للأمن الذي يدعي هذا المجتمع أنه يعمل على توفيره للمنطقة في نفس الوقت الذي يعمل عكسه تماماً بالحصار إضافة إلى صمته الأقرب إلى التواطؤ مع العدو الإسرائيلي الذي يرتكب المذابح بشكل يومي .

فكيف يمكن أن يكون هناك أمن بينما لا يتوافر الأمن المعيشي للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب قاسية هي حرب التجويع والاغتيال والتدمير لإنسانيته، وعدم الاعتراف بحقوقه الإنسانية كباقي البشر فوق الكرة الأرضية، إنه منطق اللامنطق لافتقاده لما يقبله عقل متوازن وطبيعي .

وأبسط شروط التجاوب لأي شعب لمتطلبات منح الأمن والسلام للآخر هي أن يقوم هذا الآخر بتوفير ما يشجعه على ذلك وأولها الاعتراف بحقوقه الإنسانية وتبادل الأمن والكرامة والاحترام المتبادل وهذا شرط أساسي للوصول إلى ما يدعي المجتمع الدولي بقيادة الإدارة الأميركية الراعية للإرهاب الإسرائيلي وللأجندة الإسرائيلية المعادية لحقوق الإنسان الفلسطيني بالمقام الأول والسطو على كل ما له صلة بالأمن والسلام الحقيقي .

ولإنقاذ الفلسطينيين من الكارثة التي يحذر منها المسؤول الدولي والتي تقود إلى انفراج في المجالات الأخرى، وهي المجالات التي يعقدها الذين يقودون الحصار القاتل الذي يوسع من دائرة اليأس والإحباط، ويوسع بذلك من مساحة المعسكر الذي تطلق عليه الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي السائر تحت العباءة الأميركية بمنع وصول الأموال والمساعدات إلى الفلسطينيين الأمر الذي يؤدي إلى انقطاع الرواتب للموظفين في كافة المجالات التعليمية والأمنية والاجتماعية وغيرها من المجالات الحياتية الأخرى .

فالمجتمع الدولي وبخاصة الاتحاد الأوروبي يرتكب خطيئة مزدوجة إذا بقي سادراً في غيه وخضوعه للإدارة الأميركية الصهيونية المعادية للإنسانية عليه العودة إلى الإنسانية ومتابعة ما يجري في الأراضي الفلسطينية وما الذي يحل بالمواطنين واللاجئين في قطاع غزة حيث خرج الآلاف من أطفاله مؤخراً ليقولوا للعالم لا للفقر وإنهم يريدون حياة وتعليماً دون فقر، وأهم شيء في محاربة الفقر هو التعليم الذي يتعرض للانهيار، وهو القطاع الذي وصفه المسؤول الدولي بـ “المصيبة” .

وإذا لم يلتفت المجتمع الدولي وفوراً إلى الوضع الكارثي الإنساني والمعيشي والتعليمي والاقتصادي الذي يمر به الفلسطينيون، فالانفجار سيكون حتمياً، وسيساهم بامتياز في كل ما يترتب على الخطر القادم الذي لن يبقى محصوراً في الجغرافيا الفلسطينية .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات