السبت 03/مايو/2025

ليبرمان يهز الحلبة الإسرائيلية ويضع استقرار حكومة أولمرت على المحك

ليبرمان يهز الحلبة الإسرائيلية ويضع استقرار حكومة أولمرت على المحك
تشهد الحلبة السياسية الإسرائيلية، ومنذ الحرب على لبنان، حراكاً واسعاً لا يعرف التوقف. ويتميز هذا الحراك عن ما سبقه بكونه حراكاً يفتقر في الغالب إلى أية وجهة ولا همّ له سوى البقاء أو الحيلولة دون آخرين والبقاء. ولا أدل على ذلك من طبيعة الجهة التي تلعب دور المحفز على هذا الحراك وهي حزب <إسرائيل بيتنا> بقيادة المتشدد اليميني أفيغدور ليبرمان.

ومما لا ريب فيه أن حركة ليبرمان باتجاه الدخول في الحكومة أحدثت ما يشبه الهزة الأرضية، ليس فقط في الائتلاف الحاكم، وإنما كذلك في المعارضة. فليبرمان الذي دخل الحياة السياسية بوصفه أقرب مساعدي بنيامين نتنياهو وكان عملياً ضابط التوجيه في <الغواصة> التي حملته إلى رئاسة الحكومة. ومع ذلك فإن ليبرمان لا يبدو اليوم وكأنه مساعد لنتنياهو بل أن هناك من يعتقد أنه يعمل على التنافس ضده إن لم يكن على رئاسة الحكومة فربما على زعامة الليكود.

غير أن أولمرت لم يغير موقعه على الأقل في مواقفه السياسية. وهو ما زال في نظر الكثيرين شريكاً، مع آفي إيتام، في الفكرة القائلة بأن حل مشاكل إسرائيل يكمن في قصف <طهران وأسوان>. ويبدو أن ليبرمان لاعتبارت مفهومة لم يعد يشير، على الأقل علناً، إلى ضرورة قصف السد العالي في أسوان المصرية ولكنه مستعد <للتنازل> من أجل المشاركة في حكومة تبدي الاستعداد لقصف طهران.

فليبرمان، الساعي حالياً لدخول الائتلاف الحكومي، والذي يملك كتلة كبيرة نسبياً لحزبه، إسرائيل بيتنا، في الكنيست لا يريد سوى أمرين: إعداد إسرائيل لمواجهة الخطر الإيراني، وتغيير نظام الحكم في إسرائيل. ومن الجائز أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، الذي يواجه تهديداً داخلياً شديداً لا يمانع باستبداله بالحديث عن الخطر الإيراني الخارجي. وقد أوحى لليبرمان أن هناك ما يمكن الحديث عنه في كل ما يتعلق بتغيير النظام السياسي في الداخل الإسرائيلي.

غير أن السياسة الداخلية في إسرائيل، هي مثلما كانت على الدوام، صراع من أجل البقاء ولا مانع، إلى جانب ذلك من تحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية أخرى. وبعد أن شعر إيهود أولمرت أن الأرض تميد من تحت قدميه، إثر إخفاقات حربه على لبنان، عاد إلى محاولات توسيع حكومته كي يمنع سقوطها في الكنيست من جهة وكي يحول، وهذا هو الأهم، دون تفكك حزبه، كديما. وعرض الشراكة الجديدة على كل من الليكود وإسرائيل بيتنا. ولاعتبارات مختلفة تتعلق بصراعات شخصية قديمة كان يميل أكثر نحو إسرائيل بيتنا. وقد أمل أن يكسب دعم ليبرمان وحزبه من دون أن يخسر حزب العمل. ولكن لا تبدو الأمور على هذا النحو الآن.

فقد أعلن حزب العمل، بزعامة عمير بيرتس، عن رفضه البقاء داخل الحكومة في حال انضمام ليبرمان إليها. ورغم أن العديد من القوى الأخرى، بما في ذلك داخل كل من كديما وإسرائيل بيتنا، ترفض مشاركة ليبرمان في الحكومة لاعتبارات مختلفة فإن قصة ليبرمان مع حزب العمل مختلفة.

فقد خاض حزب العمل حملته الانتخابية قبل سبعة شهور على أساس برنامج يعتبر مشاركة ليبرمان وحزبه في الحكومة انجرافاً نحو اليمين المتطرف وأن فوز حزب العمل هو ما سوف يحول دون هذا الانجراف. غير أن هناك من يعتقدون أن كل هدف ليبرمان الحالي هو خلق شقاق بين أولمرت وحزب العمل وبالتالي إسقاط الحكومة في نهاية المطاف.

ويشير أصحاب هذا الرأي إلى حقيقة أن ليبرمان أبدى سخاءً لا حدود له إذ لم يطلب من أولمرت سوى حقيبة وزارية واحدة له شخصياً وتتصل بالخطر الإيراني. وقال ليبرمان أن بالوسع تركيب هذه الحقيبة من عدة دوائر تجعل بين يديه القدرة على إعداد إسرائيل لمواجهة المشروع النووي الإيراني. وللوهلة الأولى بدا أن ليبرمان حقق جزءاً من أهدافه عندما أظهرت استطلاعات الرأي أن حزب ليبرمان في الانتخابات المقبلة سيضاعف تقريباً من قوته وسيكون الحزب الثاني بعد الليكود.

ويعتبر هذا المطلب من جانب ليبرمان نوعاً من <العرض الذي لا يمكن رفضه>. فليبرمان لم يطالب بتغيير الخطوط العامة للحكومة، كما لم يعتبر انضمامه للحكومة عملاً يمكن أن يهز التركيبة الوزارية. ولكن ليبرمان يعلم أن انضمامه للحكومة يضع حزب العمل أمام خيارين: الانشقاق أو الانسحاب من الحكومة. ورأى كثيرون أن حزب العمل تصرف حتى الآن وفق التقدير الذي لدى ليبرمان.

ولكن بالمقابل هناك من يعتقد أن ليبرمان يتطلع أصلاً إلى سد الطريق أمام عودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة، لأنه يريد هذا المنصب لنفسه. ويرى هؤلاء أن ليبرمان يحاول إبعاد شبح الانتخابات القريبة عبر تعزيز مكانة أولمرت مؤقتاً إلى أن يغدو هو نفسه المرشح الأقرب لرئاسة الحكومة في نظر الجمهور الإسرائيلي.

ومع ذلك لا بد من القول إن ليبرمان ليس اللاعب الوحيد في هذه الحلبة. فليس من المستبعد أن يكون أولمرت، المتأذي من تمرد عدد من أعضاء الكنيست من حزب العمل ضده، يريد تأديب حزب العمل بالحديث عن انضمام ليبرمان. من الواضح أنه رغم الشعارات الكبيرة لا يزال انضمام ليبرمان للحكومة مجرد أحاديث.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...