لا حرب.. لا سلام

صحيفة البيان الإماراتية 18/10/2006
قد يعدل الرئيس الفلسطيني أبو مازن عن فكرة ترتيب انتخابات مبكرة ربما تؤدي محاولة تطبيقها على الأرض إلى حرب أهلية بين فصيلي «فتح» و«حماس» ولكن هل يتوفر لديه خيار بدليل لحل الأزمة الفلسطينية إذا أخذنا في الاعتبار أن مشروع تشكيل حكومة وحدة وطنية قد تلاشى؟
لا يتسنى العثور على إجابة عن سؤال من هذا القبيل دون أن نستحضر في أذهاننا ان الرئيس أبو مازن يستوحي أفكاره ومشاريعه وتحركاته من الأجندة الأميركية الإسرائيلية .
هذا ليس حكماً افترائياً أو جائراً على هذا القائد الفلسطيني «المعتدل» فحكم كهذا ورد على لسان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس معبرة عن امتنان الولايات المتحدة ورضاها عن المسلك السياسي لهذا الزعيم .
إشعال حرب أهلية فلسطينية تتناسى خلالها الفصائل حالة الاحتلال الأجنبي لتتفرغ تماماً للاقتتال بين بعضها البعض ربما يكون أفضل خيار ل”إسرائيل” وبالتالي للولايات المتحدة. ولكن ما المانع أن يكون الخيار التالي من حيث الأفضلية هو حالة «لا حرب ولا سلم» إذا كان انتصار «فتح» في الحرب الأهلية ليس مضموناً. بل وربما يكون الخيار الثاني أكثر ملاءمة للإستراتيجية الإسرائيلية .
على خلفية الضجيج السياسي في مسرح الصراع الفلسطيني تواصل “إسرائيل” في صمت ووفقا لتصورها وشروطها رسم المصير الفلسطيني على الأرض .
فبينما يتواصل بناء الجدار الفاصل أصبحت أرض الضفة الغربية كرقعة شطرنج معدلة: مستوطنات يهودية عملاقة تحيط بقرى فلسطينية ضئيلة .
بإيجاز.. فإن “إسرائيل” باتت في سباق مع الزمن لإنجاز مشروع السيطرة على أكثر من نصف الضفة مع السيطرة على مصادر المياه واستكمال تهويد القدس. وشراء الوقت في هذه الحالة يتطلب شل حركة «حماس» كحكومة وكفصيل، وهذا هو الدور الذي ينبغي أن تتولاه السلطة الفلسطينية ومعها فصيل فتح .
مثلما يدرك القادة الإسرائيليون يدرك الرئيس أبو مازن أنه ليس بالإمكان دستورياً حل المجلس التشريعي المنتخب الذي تسيطر عليه أغلبية حماسية .
بالطبع بوسعه إقالة حكومة حماس لكنه لن يستطيع تمرير تشكيل حكومي جديد عبر المجلس التشريعي وعلى نفس المنوال يستطيع إعلان حالة طوارئ لكن القانون الدستوري الفلسطيني لا يسمح له بإقامة حكومة طوارئ .
غير أن من المتاح لرئيس السلطة وزعيم فتح أن يعمد إلى توجه آخر: إثارة حرب كلامية بلا نهاية.. حالة اللاحرب واللاسلم إلى أجل غير مسمى بما يتيح ل”إسرائيل” شراء الوقت .
كيف تدخل الولايات المتحدة على الخط؟
هنا نتبين الهدف من خطة أميركية لتمويل فتح وأنشطتها وفقاً لما جاء في مذكرة رسمية لوزارة الخارجية الأميركية تسربت إلى وكالة رويترز الإخبارية العالمية، فقد رصدت واشنطن اعتماداً مالياً بمبلغ 42 مليون دولار من أجل خطة لإعادة تنظيم فصيل فتح “وتقديم التدريب والمشورة الإستراتيجية” .
إنها بإيجاز خطة لتمويل حالة اللاحرب واللاسلم: إثارة مجادلات سياسية وتنظيم مظاهرات واضرابات.. وكل ما يدخل في تصنيف أنشطة من شأنها شل حركة حماس على الصعيدين الحكومي والتنظيمي لاستنزافها سياسياً دون إطلاق رصاص .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الصحة تدين قصف الاحتلال لمجمع ناصر الطبي في خان يونس
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدانت وزارة الصحة، الجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال فجر اليوم الثلاثاء، بحق المرضى والجرحى، باستهدافه المباشر...

الاحتلال يغتال الصحفي حسن إصليح على سرير العلاج بمجمع ناصر الطبي في خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر يوم الثلاثاء، الصحفي حسن اصليح بقصف مباشر استهدفه وهو على سرير العلاج بمجمع ناصر الطبي...

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...