الثلاثاء 13/مايو/2025

ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم

ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم

 

مختارات صحفية

ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم

عبدالقادر بن محمد العماري

صحيفة الشرق القطرية 17/10/2006

قضية فلسطين مسؤولية المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها وفي المقدمة الفلسطينيون عليهم أن يتضامنوا وأن تتوحد كلمتهم ومع الأسف ما يجري الآن من خلافات بين الفلسطينيين يعتبر في صالح أعدائهم الذين احتلوا أرض فلسطين وأقاموا فيها دولتهم بمساعدة المستعمرين والصليبيين الذين ناصروا الصهيونية ومكنوها من احتلال فلسطين وظلموا الفلسطينيين باغتصاب وطنهم.

وقد حدد روستو أن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية وأن قيام دولة “إسرائيل” هو جزء من هذا المخطط وأن ذلك ليس إلا استمراراً للحروب الصليبية «معركة المصير ص 87-94» ويقول أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومستشار الرئيس الأمريكي الأسبق ليندون جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967، يقول: «يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية».

ويقول تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق: «لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود، إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين وقد أصدر الكنيست اليهودي ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات بين المسلمين واليهود».

وأبرز رجال الحركة الصهيونية في أمريكا بلاكستون الذي تحتفل الدولة اليهودية بذكراه وهو ليس يهودياً بل بروتستانتي ولد عام 1941م، ودعا إلى الحركة الصهيونية قبل هرتزل بزمن وذلك في كتابه المسمى «عيسى قادم» ويتلخص فكر بلاكستون فيما سماه «الاستعادة الأبدية لأرض كنعان من قبل الشعب اليهودي» واستطاع بلاكستون بعد ذلك أن يصوغ وثيقة مع طائفة من أعوانه ويوقعها أكثر من 413 شخصية أمريكية من النواب والقضاة والمحامين ويرفعونها إلى الرئيس بنيامين هاريسون يطالبون فيها باستخدام نفوذه ومساعيه لتحقيق مطالب الإسرائيليين بالعودة إلى أرض فلسطين، وقدمت هذه الوثيقة عام 1891م.

وهناك قيادات التيار الأصولي الأمريكي وأشهر هذه القيادات الذي له تأثير كبير وله منظمة هو «جيري فولويل» ومن كلماته: «إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ليس من أجل مصلحة “إسرائيل” ولكن من أجل مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية نفسها» ونادى هذا الرجل بدعوة تقول «الولايات المتحدة يجب أن تكون أمة نصرانية» وعندما جذب الناس إلى هذا الشعار قال: «إن الولايات المتحدة جمهورية نصرانية يهودية» وبناء على ذلك فيجب على الولايات المتحدة ألا تتردد في تقديم كل الدعم المادي والعسكري إلى “إسرائيل” وعندما قامت دولة “إسرائيل” عام 1948م، اعتبر ذلك مفتاحاً للنبوءات التوراتية بل قال: إن هذا علامة على مباركة الله لشعب الله، ويقول فولويل: «إنه لا مجال للنقاش بكون هودا وسامرا جزءاً من “إسرائيل” وكذلك الجولان وأن القدس عاصمة أبدية موحدة ل”إسرائيل”، وهو يؤكد باستمرار أن إعادة تأسيس “إسرائيل” عند المسيحيين الأصوليين هو وفاء بالنبوءات» أي وعود التوراة المحرفة وهو لا يكتفي بالحدود الجغرافية الحالية لإسرائيل بما فيها الضفة الغربية وغزة والجولان بل يطالب بامتداد أراضيها من الفرات إلى النيل ويقول: «يذكر سفر التكوين من التوراة أن حدود “إسرائيل” ستمتد من الفرات إلى النيل وستكون الأرض الموعودة هي العراق وسوريا وتركيا والسعودية ومصر والسودان وجميع لبنان والأردن والكويت، فالأصولية الإنجيلية ترى أن هذه الأرض أرض كنعان إذن كلها موعودة».

ويجب أن يعرف العرب والمسلمون جميعاً أن الغرب حتى لو سمح بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب “إسرائيل” فإنها ستكون دولة بالاسم فقط ولن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم في وطنهم فإن الأرض التي منحتها الأمم المتحدة للصهاينة 57% والآن امتدت إلى ما يقرب من 80%، من أرض فلسطين، ونقول هنا لكل من يخدع بأقوال السياسيين من الأمريكان والأوروبيين يجب أن نتذكر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو الذي فتح القدس الذي كان الروم يسيطرون عليها مع باقي فلسطين وأصبح الشام جميعه يحكمه المسلمون، قال رضوان الله عليه: «لقد أعزنا الله بالإسلام ومهما طالبنا العزة في غيره أذلنا الله» فيجب أن نعرف هنا ماذا يطلب منا الإسلام حتى تكون لنا العزة التي فقدناها الآن باحتلال أرض فلسطين من قبل الصهاينة وتحكم الصليبيين.

إن الإسلام يطلب من المسلمين ان يتوحدوا من أجل الجهاد في سبيل الله ويبدأ الجهاد الآن بالعمل لتحرير فلسطين بما فيها القدس ويجب أن يكون خالصاً لوجه الله تعالى: «كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون» والواجب أن يكون الجهاد أساساً لتكون كلمة الله هي العليا فإذا كانت هي العليا فلن يكون هناك تنازل عن الحق ولا خضوع للباطل والظلم الذي تمارسه الآن الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها من الدول، ومن أعظم الظلم أن تكون “إسرائيل” هي الدولة في فلسطين والقضاء على هذا الظلم يكون أولاً بترك الخلافات بين الفلسطينيين ولابد من توحيد كلمتهم «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون»، «ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم» (آل عمران – 105)، ويجب على الأحزاب والمنظمات والاتجاهات أن تتخلى عن خلافاتها ولا تكون مثل أولئك الذين قال الله عنهم «كل حزب بما لديهم فرحون» فالله سبحانه وتعالى دعا المؤمنين إلى الوحدة وشرعها لهم وأوصى بها أنبياءهم قال تعالى: «منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون» (الروم: 31-32).

«يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله إثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون» (التوبة: 38-41).

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات