الجمعة 21/يونيو/2024

الوجدان الإسرائيلي .. هاجس الزوال

د.أحمد حمدان

 

الوجدان الاسرائيلي…. وهاجس الزوال

د. احمد حمدان

ثمه ما يدعو الی التامل والتفکير اللامتناهی فی اعماق مشاعر المجتمع الصهيونی قيادة ومغتصبينلتقدير حجم الکابوس السيکولوجی الذی يعيشونه وذلك فقط من خلال وعبر اطلاله علی عناوين الصحافه الاسرائيلة باطيافها المتعددة ، فالجنة الموعودة بمفهومها الشکلي علی الصعيد المادی ، تستطيع القول أن قد تحقق وان الحلم الصهيونی بالعودة الی ما یسمی بارض المعياد صهيونيا قد اصبح واقعا.. اما علی الصعيد المعنوی فان ثمة ازمة نفسية وحاله اقلاعیه تجتاح العقل الباطن للمجتمع الصهیونی تمنعه من أن یعیش کباقی الامم ثابت الجذور واثق الانتماء وعلیه فان الجناح المعنوی للجنه الموعودة قد هوی. (استمرارية البقاء)

 لقد طفح وبرز هذا الهاجس علی السطح وبشکل ملفت وظاهر اثر تصریحات احمدی نجاد الرئيس الايرانی المطالبه بازاله اسرائيل من الوجود وعودة المغتصبين الی اراضيهم مما ولد رده فعل استثنائيه داخل اروقه وشرائح المجتمع الصهيونی کلها علی حد سواء.. أن نذر تزايد هذه الانهزاميه فی اوساط المجتمع الاسرائيلی ـ تشجع الهجرة العکسية ونضب الموارد البشريه لهذا الکيان الغاصب وتجميد الهجرة، مما يعنی انهيار احد اعمده الکيان الصهيونی وهو الاستيطان والمستوطنين… لقد تحدثت الصحف العبريه عده مرات حول نهاية اسرائيل فقد نشرت صحيفه يديعوت احرونوت (27/1/2002) مقالا بعنوان “يشترون شققا فی الخارج تحسبا لليوم الاسود، اليوم الذي لا يحب الاسرائيليون أن يفکروا فيه ای نهايه اسرائيل” والموضوع ذاته یظهر فی مقال ـياعبل باز ميليماـ معاريف (27/12/2001) الذی يبدا بالعباره التاليه “احاول دائما أن ابعد هذه الفکره المزعجه ولکنها تطل فی کل مره وتظهر من جديد هل يمکن أن تکون نهايه الدوله کنهايه الحرکه الکيبوتسيه ، ثمه اوجه شبه کثيره بين المجريات التی مرت علی الکيبوتسات قبل أن تحتضر او تموت.

بل أن مجله نيوزويک (2/ ابريل/2002) صورت وقد حمل غلافها صوره نجمه اسرائيل وفی داخلها السوال التالی “مستقبل اسرائيل: کيف سيتسنی لها البقاء” وقد زادت المجله الامور ايضاحا حيث قالت ” ستبقی الدوله اليهوديه علی قيد الحياه؟ و بای ثمن؟ و بايه هويه؟

اما ابراهام بورج فيقول فی مقاله له (يديعوت احرونوت 29/8/2003) أن “نهاية المشروع الصهيونی علی عتبات ابوابنا وهناک فرصه حقيقيه لان يکون جيلنا آخر جيل صهيونی” وفی مقال ليرون لندن (يديعوت احرونوت 29/8/2003) “عقارب الساعه تقترب من الصفر لدوله اسرائيل” وجاء فيه “فی موتمر المناعه الاجتماعيه الذی عقد هذا الاسبوع علم أن عدد کبيرا جدا من الاسرائيلين يشکون فيما اذا کانت الدوله ستبقی بعد 30 عاما وهذه المعطيات المقلقه تدل علی أن عقارب الساعه تقترب من الساعه 12 (ای لحظه النهايه) وهذا هو السبب فی کثره الخطط السياسيه التی تولد خارج الرحم العاقر للسلطه ويقول المثقف الاسرائيلی شلومورايخ “ان اسرائیل ترکض من نصر الی نصر حتی تصل الی نهایتها المحتومه ، اما الشاعر الاسرائیلی حاییم جوری یری أن کل اسرائیلی یولد وفی داخله السکین الذی سیذبحه فهذا التراب (ای اسرائیل) لایرتوی فهو یطالب دائما بالمزید من المدافن و صنادیق دفن الموتی، فی المیلاد یوجد الموت وفی البدایه توجد النهایه.

لکن ما یهمنا فی هذا السیاق دور المقاومه وهذا ما قاله الکاتب الاسرائیلی عاموس ایلون “ان جیش الحفاه فی فیتنام الشمالیه قد هزم المسلحین باحداث الوسایل القتالیه ویکمن السر فی أن الروح هی التی دفعت المقاتلین وقادتهم الی الانتصار. الروح  تعنی المعنویات والتصمیم والوعی بعداله النهج والاحساس بعدم وجود خیار آخر وهو ما تعتقده اسرائیل التی یکتنفها الیاس.

لقد اصبحت النهایه ماثلة دائما فی عقولهم فالضحایا الذین طردوا من دیارهم واوطانهم تحولواهم وابناوهم الی مقاومین یقرعون الابواب یطالبون بالارض التی سلبت منهم.

ان هذا الکم الهائل من الیاس والاحباط الداخل لهذا الکیان الغاصب یمثل ومضه امل ودفعه للمقاومین والممانعین بان مشروعهم الجهادی بدات ثماره تنضج وبات قطف الثمار قاب قوسین او ادنی فنحن اصحاب الحق الذی لایختلف علیه اثنان.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الممثلة الخاصة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، ماريس غيموند، الجمعة، إن 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية...