السبت 10/مايو/2025

قرية فرخة.. حيث عناصر الفلتان الأمني تكمّل دور الاحتلال

قرية فرخة.. حيث عناصر الفلتان الأمني تكمّل دور الاحتلال

تعاني قرية فرخة، والتي تقع غرب مدينة سلفيت (شمال الضفة الغربية)، الأمرين على يد الاحتلال من جهة، والفلتان الأمني، الذي لم يدعها تقارع الاحتلال بطرقها الخاصة، من جهة أخرى.

وأصبحت هذه القرية تمر بكوابيس مزعجة، كادت تصل بإحداها إلى القتل، فلا يستطيع أي مواطن أن يذهب لصلاة الفجر دون أن يعد العدة لذلك، ويتفحص قبل ذهابه الطريق وما حول الطريق إلى المسجد، فقد يكون هناك مجموعة من الملثمين في انتظاره، ولا يعرف بعدها ما يدور حوله طالما أنّ الأمن أصبح سلعة مفقودة ومطلوبة في نفس الوقت. 

مطرقة الاحتلال

لا يدع الاحتلال هذه القرية الشامخة تنعم بليل هادئ، حيث تقوم بين فترة وأخرى قوات مدججة بالسلاح وطائرات مروحية بعمليات إنزال في جبال القرية، والتلال والهضاب القريبة من فرخة، وتبدأ عملياتها والتفتيش والتحقيق مع المواطنين، مما يبعث الرعب والخوف في صفوف الأطفال والنساء، لا سيما وأنّ الاعتداء بالضرب عادة ما يرافق التوغل الصهيوني.

والحجج الصهيونية لعمليات كهذه دائما جاهزة وسريعة، من بحث عن مطلوبين لقوات الاحتلال، إلى عمليات تفتيش للكهوف القريبة من القرية، إلى نشاط أمني وتدريبات. أما أهالي القرية فيتحدثون عن هدف بات معروفاً لديهم، ألا وهو بث روح الخوف والرعب لدى مواطني فرخة الآمنين. 

سندان الفلتان الأمني

وكما لم يدع الاحتلال هذه القرية في حالها؛ فإنّ الفلتان الأمني أيضاً لم يدعها، فبين حين وآخر تطل عناصر الفلتان الأمني برؤوسها، حيث كان آخر ما قاموا به من أعمال هو تهديد أمام المسجد القديم الشيخ عماد، بعد أن ذهبت مجموعة من الملثمين المسلحين إلى منزله ولم يجدوه.

جرى ذلك زيادة على ما تعرض له من قبل جنود الاحتلال في وقت سابق، عندما أوسعوه ضرباً في إحدى عمليات الاقتحام، وقاموا بالتحقيق الميداني معه. ويربط المواطنون في فرخة بين اقتحام قوات الاحتلال لمنزله، وما تقوم به المجموعة الملثمة، ويستنتجون بالتالي أنهم عبارة عن مجموعة من العملاء التابعين للاحتلال.

محاولة اختطاف إمام مسجد

أما أكبر عمل وأشد ما قام به عناصر الفلتان الأمني؛ فتمثل في محاولة اختطاف وقتل الشيخ يوسف قمبز، أحد وجوه الإصلاح بمحافظة سلفيت ورئيس لجنة الزكاة، والأسير المحرر الذي سجن عدة مرات لدى الاحتلال الصهيوني والسلطة الفلسطينية. ولولا لطف الله وعنايته؛ لجرت الأمور في مسار لا يعلمه إلا الله.

فقد قامت مجموعة ملثمة فجر أحد أيام شهر رمضان بمحاولة خطفه، وكادت المحاولة أن تودي بحياته، حيث أنه لو وقعت ضربة واحدة على رأسه من مجموعة الضربات التي تلقاها من قبل الملثمين لقتلته، ولكن الله سلم.

واعتبر المواطنون محاولة خطف إمامهم، عبارة عن إكمال لمشوار الاحتلال، حيث ظنّ الصهاينة أنّ ما عجزوا هم عن تحقيقه يمكن للواحقه وتوابعه أن يقوموا به وينجزوه على أكمل وجه.

ويطالب أهالي فرخة بوقف هذه الأعمال التي يصفونها بـ”المأجورة”، كما يؤكدون، والحفاظ على قريتهم هادئة، تنعم بالأمن والأمان، فقريتهم لا تحتمل مثل هذه الأعمال المشينة والمسيئة للجميع، والتي تشوه النضال الفلسطيني، وهم أتبعوا القول بالفعل حيث أخذوا بتعزيز أواصر التكافل والترابط والتلاحم، والاستعداد لمواجهة ظاهرة الفلتان، وذلك عبر توحدهم جميعا ضد المجموعة الملثمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات