الأربعاء 26/يونيو/2024

هل سترى حكومة الوحدة الوطنية النور ؟!

نابلس- خاص بالمركز الفلسطيني للإعلام

 

  بعد التطورات الأخيرة واعلان عودة المباحثات حولها الى نقطة الصفر

هل سترى حكومة الوحدة الوطنية النور أم ستبقى حبرا على الورق؟؟؟

نابلس- خاص بالمركز الفلسطيني للاعلام

جاء قرار تجميد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الذي أعلن عنه الرئيس عباس يوم الأحد السابع والعشرين من أيلول بمثابة  صدمة للشارع الفلسطيني الذي كان قد عقد أمال كبيره على هذه الحكومة للخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعيشها .

وكان الرئيس عباس قد أكد أن السبب الرئيس وراء تجميد مشاورات حكومة الوحدة هو تصريحات رئيس الوزراء إسماعيل هنية التي كرر فيها عدم رغبة حماس الاعتراف بإسرائيل في خطوة وصفت من قبل حركة فتح بأنها تعمد إلى عرقلة الجهود الرئاسية الرامية إلى تحقيق حكومة الوحدة الوطنية بأشكال عدة.

 أسباب التجميد

ووافقت حماس على المشاركة في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفقا لوثيقة الوفاق الوطني مؤكدة انها ما تزال عند موقفها الذي لا يقبل الاعتراف بإسرائيل وباتفاقات السلام الموقعة بل إنها ستتعامل معها دون الاعتراف بشرعية الاحتلال كما تقول وكان لقرارات حركة حماس التي اعلنتها كمحددات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية اثر بالغ في إرجاء تشكيل الحكومة _حسب قول فتح _.

ويرى تيسير نصر الله عضو المجلس الوطني الفلسطيني والقيادي في حركة فتح أن هناك أسبابا داخلية وأخرى خارجية أدت إلى تجميد تشكيل الحكومة موضحا أن من أهم الأسباب الداخلية هي تلك التي تتعلق بالبرامج السياسية للفصائل التي وافقت على تشكيل حكومة الوحدة على غرار وثيقة الأسرى ويتابع أن هذه الوثيقة لم تعتمد كأساس ومرجعية لكلا الطرفين (حماس وفتح).

ويشير نصر الله الى أن من أهم الأسباب الخارجية التي أدت إلى عرقلة اجراءات تشكيل الحكومة التدخل الأمريكي السافر الذي لا يريد للمركب الفلسطيني أن تقلع لأنها وكما يقول مستفيدة من حالة اللاوحدة وللانسجام الذي يعيشه شعبنا وهي وكما يؤكد نصر الله كل غايتها ويقصد(أمريكا)معاقبة شعبنا على خياره الديمقراطي.

زيارة عباس لأمريكا

ويربط عدد من المحللين السياسيين والمتابعين للشأن الفلسطيني بين قرار الرئيس عباس تعليق جهود تشكيل الحكومة وبين زيارته لأمريكا التي يعتبرون أنها لعبت دورا ضاغطا على الرئيس لإيقاف تنفيذ تشكيل حكومة الوحدة خصوصا بعد تصريحات رئيس الوزراء بعدم نية حركة حماس بالاعتراف بإسرائيل خاصة وان قرار الرئيس عباس بتجميد المشاورات حول تشكيل الحكومة الوطنية جاء بعد الاتفاق على البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية بين الفصائل .

ويقول تيسير نصر الله في هذا المضمار أن أمريكا قد أوضحت موقفها قبل زيارة الرئيس لها حيث أن أمريكا وضعت ثلاث اشتراطات للموافقة على التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية بما فيها حماس ويكمل نصر الله أن حماس سواء وافقت على هذه الشروط أو رفضت فإنها ستواجه مشكلات عدة فهي في الحالة الأولى ستكون قد فقدت مصداقيتها وقولبت برنامجها السياسي وفي الناحية الأخرى ستواجه المشاكل والعرقلات التي نرى اليوم جزءا منها .

ويرى نصر الله إن زيارة الرئيس عباس لأمريكا كانت احدى أسباب تعليق جهود تشكيل حكومة الوحدة وليست السبب الرئيس مضيفا أن اغتيال رئيس المخابرات بغزة على يد قوات من حماس كما تقول قيادات من فتح كان سبب أيضا في وقف بلورة تشكيل هذه الحكومة بعد تازم المواقف والعلاقات من جديد.

هل تم التجميد فعلا

وبدا رئيس الوزراء اسماعيل هنية محاولا التشيبث بامكانية استعادة الفرصة لتشكيل الحكومة وهو ينفي  أن تكون المشاورات في هذا السياق قد جمدت ويقول :” إن ظهور مشكلة هنا وهناك لا يعني أننا قد وصلنا إلى طريق مسدود”.

ويرى رئيس الوزراء أن قرار تجميد المشاورات أمر طبيعي ما دام الرئيس عباس خارج البلاد ومن البديهي كما يقول:” إننا سنستأنف المشاورات فور عودته من اجتماع اللجنة العمومية في نيويورك” .

وكان احمد قريع القيادي في فتح قد أكد أن المشاورات حول تشكيل الحكومة لم تجمد بعد وسيتم استئنافها بعد عودة الرئيس من زيارته للأمم المتحدة وأضاف أن الفصائل برمتها تحاول بشتى الوسائل تشكيل هذه الحكومة لأنها وكما يقول ترى فيها مخرجا من الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي يواجهها شعبنا .

 سيناريوهات وحلول

وفي حال فشلت الجهود الرامية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية فان عددا من  السيناريوهات البديلة المقترحة للخروج من الأزمات الراهنة قد بدأت بالتبلور اذ أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس إنها ستسعى بكافة الوسائل المتاحة لتحقيق حكومة الوحدة الوطنية وإنها ستدعم كافة الجهود وستقدم جميع التسهيلات  لإنجاح هذه الحكومة بما لا يتناقض مع ثوابتها الوطنية ،وتقول انه في حال فشلت في ذلك فان لها خطة أخرى تضمن حل كافة القضايا العالقة وتشير إلى أن المسالة مسالة وقت ليس إلا.

أما حركة فتح وكما جاء على لسان عضوها تيسير نصر الله فترى أن الحل يكمن في سيناريوهين الأول الذهاب إلى انتخابات مبكرة يتم الإعلان عنها وفق البرامج السياسية، هذه الانتخابات وكما يقول تضم كل من المجلس التشريعي والحكومة والرئاسة ما يعني استقالة الرئيس ومن هنا يكون الشعب هو المسئول الأول والأخير عن قراره .

 ويقول إن هناك سيناريو أخر هو حل السلطة تماما وهذا القرار من شانه اعادة خلط الأوراق في المنطقة برمتها ويضيف أن العالم بأسره سيتحمل المسئولية عما يجري من انتهاكات تمارس بحق شعبنا الفلسطيني ويتابع نصر الله أن في هذه الحالة سيكون على الأمم المتحدة إن تتحمل ما يترتب عليها من التزامات تجاه شعبنا .

ويكمل قائلا أننا في هذا الوقت يحق لنا أن نستعمل أنواع المقاومة كافة التي نراها مشروعة وسينظر إلينا على أننا شعب يرزح تحت نير الاحتلال ومن حقه الدفاع عن أرضه وكرامته.

 

ومن المقرر أن يتم استئناف الحوار حول تشكيل الحكومة فور عودة الرئيس عباس من زياراته الخارجية وقال أبو مرزوق نائب المكتب السياسي لحماس أن الحركة ستحترم كافة الاتفاقات الموقعة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية.

وقد أكد الرئيس عباس في اجتماعه في الجمعية العمومية أن الفصائل كافة ستعمل بالاتفاقات الموقعة من قبل منظمة التحرير بما في ذلك الاعتراف بإسرائيل هذا الاعتراف الذي كان قد تم بين الرئيس الراحل ياسر عرفات واسحق رابيين الذي اعترف بدوره وكما جاء على لسان عباس بالدولة الفلسطينية التي لها الحق في العيش بسلام إلى جانب الدولة الإسرائيلية.

ولكن كان لخطاب رئيس الخارجية محمود الزهار الذي قال إن حماس لن تدخل في حكومة تعترف أطرافها بإسرائيل وفي الناحية الأخرى أعلن الرئيس عباس أن خطوات العمل بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية قد عادت إلى نقطة البداية .

ويبقى السؤال الذي يشغل بال الشارع الفلسطيني هل ستشكل حكومة الوحدة هذه أم انها ستبقى حبرا على ورق ؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...