الأربعاء 26/يونيو/2024

المتآمرون

د. إبراهيم حمامي

يبدو أن الفصل الجديد في المحاولات المستميتة للنيل من صمود الشعب الفلسطيني واراداته لتركعيه واذلاله وصولاً للتنازل عما تبقى من حقوق وثوابت بعد أوسلو المشؤومة، يبدو أنه في اطار التفعيل وهذه المرة تحت مسمى صلاحيات الرئيس الوهمية، بعد أن جرب دهاقنة الضلال والفساد والافساد طرق وأساليب وضيعة كثيرة تكسرت على صخرة صمود شعبنا البطل.

ما أن ظهرت النتائج الأولية للإنتخابات التشريعية الأخيرة حتى بدأ المتربصون المتآمرون مسلسل الالتفاف على النتائج وخيار الشعب الفلسطيني، وبأشكال مختلفة، وبأساليب وحيل شيطانية سخروا فيها كل طاقاتهم وأبواقهم وآلاتهم الاعلامية الصفراء في حملات متتالية متوالية شملت التشويه والتضليل والتلاعب وحتى التآمر.

المتربصون المتآمرون لعبوا أدوار لحد وكوهين وأبو رغال وابن العلقمي، بل تفوقوا عليهم حتى لم يعد هناك وصف يليق بهم، ووصل بهم الأمر حد لا يوصف من السقوط الأخلاقي والسياسي، وهنا لابد من التوقف عند فصول مسلسل التآمر وتوثيقه والرد عليه لنكشف وجه هؤلاء البشع وحجم تآمرهم على كل ما هو فلسطيني.

 

فصول المؤامرة

 

الفصل الأول

سحب الصلاحيات

 

مع ظهور النتائج الأولية وفي الفترة الوجيزة التي تلتها قام عباس وزمرته بسحب الصلاحيات التي حارب هو نفسه عرفات من أجلها يوم فُصّل منصب رئيس الوزراء على مقاسه لتشمل هذه الصلاحيات المسحوبة كل من:

 

  • الأمن والمعابر
  • المالية
  • الاذاعة والتلفزيون
  • الاعلام
  • الأوقاف والحج والعمرة
  • الخارجية
  • صندوق الاستثمار

 

ومع سحب تلك الصلاحيات بدأت المطالب للحكومة الجديدة حتى قبل تسلم مهامها بضرورة ممارسة دوره في الوفاء بوعودها، بل وصل الأمر أنه بعد ايام من تسلم الحكومة مهامها خرج نبيل عمرو في تصريح علني ليقول أن الحكومة فشلت، نعم بعد أقل من 10 أيام يعلن فشلها وهي التي لم تبدأ بعد ليكشف عن خبايا نفسيات مريضة تسعى لهذا الأمر.

ورغم تمركز كل هذه الصلاحيات في يد عبّاس وزمرته الفاسدة والمفسدة، يعلن أن مسؤولياته لا تشمل تأمين رواتب الموظفين، ولنا عودة مع هذا الأمر، و لايتحمل أية مسؤولية تنفيذية بعينها، بل كانت أفعاله كلها تحريضية متواطئة نيابة عن المحتل وأذنابه.

يردد هؤلاء ما يرونه دليلاً على نجاحهم بقولهم أن عرفات كان يؤمن الرواتب رغم حصاره، ورغم أن حصار عرفات كان شخصياً ولم تتوقف الأموال للحظة واحدة وبقي متحكماً فيها إلى أن لقي ربه، وبغض النظر عن نوعية الحصار وطبيعته والهدف منه، وحتى ولو افترضنا جدلاً التطابق التام بين تلك الفترة وما يجري الآن، نقول ألم يكن عرفات رئيساً للسلطة وعباس رئيسا للحكومة؟ ترى هل ألقى عرفات بالمسؤولية على عباس وحاصره وحرض عليه وطالبه بتأمين الرواتب وهو يملك المال كله كما يفعل عباس الآن مع هنية؟ ألا يمثل عباس اليوم عرفات الأمس في ظل الحصار؟ لماذا كان عرفات كرئيس للسلطة من يقوم بتأمين الرواتب وصرفها ويتنصل عباس كرئيس للسلطة ايضا من هذه المهمة بينما يسيطر على جميع الصلاحيات؟
 

الفصل الثاني

منظمة التحرير الفلسطينية

فجأو وبقدرة قادر، وبعد سنوات من محاولات قتل المنظمة لصالح السلطة، وعلى يد عباس نفسه، تذكر المتربصون المتآمرون منظمة التحرير الفلسطينية، فعقدوا اجتماعاً للجنتها التنفيذية الفاقدة للنصاب والشرعية، لتعلن أنها مرجعية السلطة وأن لها الكلمة الفصل في كل شاردة وواردة، بل وصلت الوقاحة بهؤلاء لرفض برنامج الحكومة، مبررين ذلك بنصوص القانون الأساسي (الدستور) الذي ينص حسب ادعائهم أن منظمة التحرير الفلسطينية هي مرجعية السلطة العليا، وهو ما كررته ابواق أوسلو من عبدر به لصائب عريقات لنبيل شعث لنبيل عمرو وباقي الزمرة.

ما يعرفه هؤلاء الفاشلون جيداً ويدركونه، لكنهم حاولوا تضليل الرأي العام والشعب به، أن نصوص القانون الأساسي الفلسطيني تخلو تماماً من ذكر منظمة التحرير الفلسطينية لا كمرجعية ولا حتى كصنم، اللهم إلا المادة الثامن التي تتحدث عن الوان العلم الفلسطيني.

أسدل الستار على هذا الفصل بفشل آخر، وخرست الأصوات الناعقة بمرجعية المنظمة التي أضحت جسداً ميتاً لا يمثل حتى نفسه.

 

الفصل الثالث

وثيقة سجن هداريم (البرغوثي)

 

في اجتهاد أقل ما يقال عنه أنه مشكور، وبغض النظر عمّن كتب وسوّق وأدخل الوثيقة لسجن هداريم، والدوافع الحقيقية لها، خرجت وثيقة من ذلك السجن لتكون أرضية للحوار والنقاش وصولاً إلى برنامج اجماع وطني، تلقفها المتربصون وعلى رأسهم كبيرهم الذي علمهم السحر لتصبح قرآناً منزلا.

رمى عباس ورقته الأخيرة وكشف ما لديه في خطوة يائسة أمام مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني الذي بدأت أعماله في رام الله وغزة يوم الخميس 25/05/2006، فقرر مسبقاً مسار الحوار كما يراه: القبول بوثيقة الوفاق الوطني التي وقع عليها بعض قيادات الأسرى ورفضها أسرى آخرون في السجون خلال 10 أيام، أو اجراء استفتاء على الوثيقة خلال 40 يوماً، ضارباً عرض الحائط بأبسط أسس الحوار، وفارضاً نظرته ورؤيته الأحادية، في محاولة ربما تكون الأخيرة للإلتفاف على نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أطاحت ببرنامجه.

 موقف عبّاس هذا كان سبباً مباشراً وأساسياً لفشل مؤتمر الحوار، لأن ما يريده ليس الوثيقة أو الاجماع كم

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...