السبت 10/مايو/2025

الخليل تتحوّل إلى ثكنة عسكرية وتهويد بلدتها القديمة يتسارع

الخليل تتحوّل إلى ثكنة عسكرية وتهويد بلدتها القديمة يتسارع

غدت الأعياد اليهودية تشكل قلق متزايداً للمواطنين الفلسطينيين، وخاصة في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بسبب ما ترافق احتفالات المستعمرين بهذه الأعياد من اعتداءات على السكان والممتلكات، وإجراءات الحصار والإغلاق التي تقوم بها قوات الاحتلال خلال ذلك.

فمدينة الخليل تتحوّل إلى مرتع للمستعمرين أثناء هذه الاحتفالات، خاصة مع توافد عناصر الحركات الاستيطانية المتطرفة إلى مدينة خليل الرحمن لاستعراض نفوذها وهيمنتها، في ما يصفه المراقبون بأنها خطة مبرمجة لتعزيز الاستيطان في بلدتها القديمة وتهويدها.

– ثكنة عسكرية

ويقول المواطن أكرم النتشه موضحاً، أنّ الاحتفال بالأعياد اليهودية في مدينة الخليل، يحوِّل المدينة إلى ثكنة عسكرية، حيث تصعِّد قوات الاحتلال من إجراءاتها بإغلاق البلدة القديمة والشوارع المؤدية إليها. ويجري تكثيف الدوريات الراجلة للجيش الصهيوني في شارع الشهداء وشوارع البلدة القديمة، وصولاً إلى المسجد الإبراهيمي الذي يُغلَق في هذه الأعياد، مما يضيق الخناق على المواطنين بهذه الممارسات، من صلب لهم على الجدران والاعتداء عليهم بالضرب والتدقيق في هوياتهم الشخصية.

وأوضح النتشه أنه لدى مشاركته في تشييع جثمان أحد أقربائه في المقبرة الإسلامية الواقعة في شارع الشهداء؛ قامت مجموعة من جنود الاحتلال بمحاصرة المشاركين ومنعتهم من التوجه إلى أضرحة أقربائهم لقراءة الفاتحة على أرواحهم. وقد شاهد هذا المواطن الفلسطيني في غضون ذلك عشرات الحافلات التي تقل المستعمرين الى البلدة القديمة قادمة من مغتصبة “كريات أربع”، مع تواجد عسكري مكثف وبالون مراقبة. وجاء هذا التحرّك إيذاناً بإقامة احتفال استفزازي في ساحة الحسبة القديمة حيث “سوق الخضار المركزي”، استخدم فيه المستعمرون المتطرفون مكبرات الصوت، وقاموا بعمل مسرحية يستهزئون بها بالعرب والمسلمين.

وبيّن أكرم النتشه أنّ منطقة الحسبة بالبلدة القديمة من الخليل هي بالأساس منطقة خالية من المواطنين الفلسطينيين، بسبب ممارسات المستعمرين وجنود الاحتلال الاستفزازية واعتداءاتهم، لافتاً الانتباه إلى أنه بإمكان المواطنين المرور منها، ولكن في أيام احتفالات اليهودية هذه لا يستطيع أحد من أهالي الخليل المرور في هذه المناطق، بسبب التواجد العسكري الطاغي والوجود الكثيف للمستعمرين الذين يتحرشون بكل ما هو عربي.

– تعزيز للاستيطان

ومن جانبه؛ أوضح عبد الهادي حنتش، خبير الخرائط والاستيطان بمحافظة الخليل، أنّ احتفالات المستعمرين بالأعياد اليهودية في الخليل هو تعزيز لمنطق الاستيطان الذي يتحدثون عنه في المدينة، والذي هو منطق مغلوط من جانب واحد، مؤكداً أنّ الاحتفال بالاعياد اليهودية في الخليل ليس له أي علاقة بالنواحي الدينية ولا مبرر له على هذه الشاكلة.

وشرح حنتش أنّ جلب عدد كبير من المستعمرين إلى مدينة الخليل في هذه المواسم، هو عبارة عن تضامن مع نظرائهم المغروسين عنوة في المدينة، سعياً لتعزز شوكة الوجود الصهيوني ضد المواطنين وتشجيعاً للنزعة العدوانية لديهم على أهالي الخليل الشرعيين وعلى أجزاء كبيرة من المدينة، وخاصة البلدة القديمة.

ويحذِّر عبد الهادي حنتش أيضاً من أنّ هذه التحركات تهدف كذلك إلى تدنيس المسجد الإبراهيمي الشريف، ومنع المصلين المسلمين من الوصول إلى هذا المكان، مشيراً إلى أنّ هذه الاحتفالات تجاوزت منطقة البلدة القديمة وتعدتها إلى مناطق أخرى مثل باب الزاوية.

وأوضح الخبير الفلسطيني أنه في كل هذه الاحتفالات والمناسبات اليهودية؛ يتم معاقبة المواطن الفلسطيني في هذه المدينة بحجة الأمن المزعوم، وقال “هذه الكذبة الكبيرة التي صدرها الكيان الصهيوني إلى العالم، فإحضار هذا الجيش وبهذه القوة وهذه الحشود حيث يدعون حماية المستوطنين، تكمن حقيقته في التضييق على المواطنين الفلسطينيين والاعتداء عليهم واستفزازهم”، وفق تأكيده.

– البلدة القديمة قلب الخليل

وأبدى حنتش استغرابه من المسؤولين الفلسطينيين الذين لا يتحدثون عن المعاناة التي يلاقيها المواطن الفلسطيني في هذه المدينة من قبل المستعمرين وممارسات جنود الاحتلال اليومية، مشيراً إلى أنّ الأعياد اليهودية هي أيام معدودة، فلماذا لا يقوم هؤلاء المسؤولون في الأيام الأخرى بدعم البلدة القديمة.

وأوضح حنتش أنّ البلدة القديمة بالخليل كانت ولا زالت قلب محافظة الخليل، مشيراً إلى أنّ السوق كان يكتظ بالمواطنين من المحافظة، وخاصة في أيام شهر رمضان، فيما كانت تبقى المحال التجارية مشرعة الأبواب حتى الساعة الثانية ليلاً.

وحذّر عبد الهادي حنتش من أنّ عدم الاهتمام بالبلدة القديمة وبالإجراءات الاستفزازية التي يقوم بها المستعمرون وقوات الاحتلال؛ يوحي وكأن هناك تسليماً بالأمر الواقع، وهو ما يبقى مرفوضاً من قبل أهالي الخليل.

واقترح حنتش على مؤسسات المدينة لمواجهة هذا الوضع؛ أن تبادر إلى فتح فروع لها في البلدة القديمة، وأن تجري الزيارات الميدانية من المسؤولين لها، لأنّ ذلك يؤثر نفسياً على المواطن الفلسطيني في الاتجاه الإيجابي، مناشداً كافة المواطنين النزول إلى البلدة القديمة والتسوق من أسواقها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات