الأربعاء 26/يونيو/2024

المشترك ..في خطاب هنية ونصر الله ؟!

خالد معالي

 

الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية أمام الأمواج البشرية في غزة ، لم يختلف كثيرا عن الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في بيروت.

 فنصر الله خطب خطاب النصر ، والذي كان بحق نصر عظيم باعتراف الصهاينة أنفسهم ، وهنية خطب أيضا خطاب النصر ، حيث يستمر في الحكومة للشهر الثامن وبتواصل ، مع أن أمريكا قدرت له شهر واحد فقط ، وهو ما أثار حنق وغضب الصهاينة الذين لم يتوقعوا أن تستمر الحكومة كل هذه الفترة مع شدة الحصار وقوته داخليا وخارجيا ، فكل له نصره وان اختلفت نوعيتة وظروفه عن الآخر.

 وهنية ونصر الله خطبوا أمام أمواج بشرية هائلة ، وكأنه استفتاء على شرعية المقاومة كانت لبنانية أم فلسطينية ، ولسان حال الأمواج البشرية  يقول: كلنا مع المقاومة قلبا وقالبا ، وأنها وحدها القادرة على استعادة الحقوق ، وهذا ما أثبته حزب الله في لبنان ، وما أثبتته حماس في غزة.

 وما تطرق له الاثنان في خطابهم ، كان قمة الحنكة السياسية ، والحفاظ على وحدة الصف وتمتين الجبهة الداخلية ، فمع كثرة الطعنات والتشويهات التي تمارسها الأطراف الداخلية سواء اللبنانية او الفلسطينية ضد حزب الله وحماس حتى أنها ذهبت للاصطفاف في جانب الصهاينة والتساوق المشين معهم، لم نرى في الخطابين النزول لنفس المستوى من القدح والتشهير ضد تلك الأطراف الداخلية ، مع أن عوراتها بائنة لكل من هب ودب.

  ومن خطاب الاثنين يلمس المرء عزة ونخوة وشهامة قل مثيلها في هذه الأيام وأصبحت عملة نادرة ،ويرى فيهما الخطاب الذي يخاطب العقل والضمير، ويشعر المرء بحيوية ونشاط عند سماعه لهم ، وتدب فيه الحمية ، ما دامت القيادات في المقدمة وما دامت لا تتعالى على شعبها ، وتعيش همها ، وتعيش كأي فرد عادي في الوطن فالكل راض.

 فهنية ما زال منزله الوزاري في قلب مخيم الشجاعية في غزة، ونصر الله ينام بين عناصره وليس في قصور مشيدة، وكل كلمة يقولانها هي من صميم الواقع وتحمل كل معاني الصدق ، فهما أصابا وأجادا واشتركا معا في خطاب جامع وشامل .

  ولا يغيب عنا أن الاثنين معا، يستقون من نفس العقيدة ، روح المقاومة والممانعة ، ومنها أيضا أستقوا كلماتهم ، والتي سيسجلها التاريخ بأحرف من ذهب ، فالاثنين كانا في قمة التواضع أثناء خطابهم ، وكانا مدركين لأبعاد كل كلمة ، وكانا يشكلان قوة حقيقة ناهضة ضد الهيمنة الغربية ومخططاتها ، ولهذا كانت وسائل الإعلام متواجدة بكثرة وبثت خطاباتهم الى مختلف أنحاء العالم ، وبمختلف اللغات .

 والخطاب الذي ألقاه هنية أنتظره الكثيرين ، كما انتظروا خطاب نصر الله ، لمعرفة العدو قبل الصديق أن هذا النوع من الخطابات هو الذي يعبر عن ضمير الشارع ، وحقيقة ما يجري، وبناء عليه يبنوا سياساتهم ، لا على الخطابات التي يلقيها الزعماء العرب وبعض من يسمون أنفسهم بالقيادات ، والتي لا تخرج عن إطار التلفيق.

وتداعيات الخطاب الذي ألقاه  إسماعيل هنية “أبو العبد ” منها ما ظهر سريعا ، ومنها ما سيظهر لاحقا ، تماما كما حصل من تداعيات لخطاب نصر الله ، حتى أنه يمكن القول أن الذين عادوا الاثنين هم أنفسهم أصحاب المصالح والكراسي ، وهم نفس العينة التي لبوا نداء “كوندليزا رايس “سريعا في الجولة الأخيرة ، وكأنهم العباد المخلصون والموحدون بالآهية بوش.

 ومجمل القول أن   الاثنين عبروا وبشكل صادق عن ضمير الأمة الإسلامية والعربية والمظلومين ، وحتى عن ضمير المقهورين والمعذبين في أصقاع المعمورة ،  وأن الذين هاجموهم وما زالوا يطعنوا بهم سواء في الداخل أو الخارج ، هم من عينة واحدة همها الكراسي والعروش والكروش، وبالتالي يفتعلون أحيانا قضية سني وشيعي لتحقيق مآربهم ،والا فحماس سنية وهم من السنة ويحاربونها أكثر من حزب الله ، والهدف الذي يريدونه ولا مجال للنقاش فيه ،هو تحطيم روح المقاومة والممانعة والقيم الفاضلة لدى حماس وحزب الله ، لماذا ..؟ لأنها تطير ورقة التوت التي تستر عوراتهم ومخازيهم وخيانتهم .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...