السبت 10/مايو/2025

حملات عدوانية متصاعدة للاحتلال .. في مواسم الزيتون

حملات عدوانية متصاعدة للاحتلال .. في مواسم الزيتون

يستعد المزارعون الفلسطينيون خلال الأيام المقبلة، لاستقبال شهر قطاف الزيتون، متأملين بأن يساعد هذا الموسم من الزيتون، بالتخفيف عن كاهلهم الذي أثقله الحصار الاقتصادي المفروض عليهم، على خلفية خيارهم الانتخابي المستقل.

وعلى الرغم من تفاؤل المزارعين بهذا الموسم، إلا أنهم وصفوه بـ “موسم الرعب والقلق”، وذلك لأنّ الفلاحين ينتظرون هذا الموسم على أحر من الجمر لفك ضائقتهم المالية والمعيشية، التي يعانون منها منذ شهور طويلة من جهة، وباعتبار هذا الموسم من أفضل مواسم الزيتون من جهة أخرى.

كما يعتبر الزيتون مساهم أساسي، بل استراتيجي، بالنسبة للاقتصاد الفلسطيني منذ عشرات السنين، حيث أنه يساهم، بحوالي 12 في المائة من قيمة الإنتاج الزراعي في بعض السنوات، وأن نسبة مساهمة محصول زيت الزيتون في الاقتصاد الفلسطيني، بشكل عام، تقدر بحوالي 20 في المائة.

ويتخوف المزارعون الفلسطينيون، من ضياع موسم الزيتون الحالي جراء مواصلة سلطات الاحتلال رفض منحهم تصاريح زراعية للدخول إلى أراضيهم داخل الجدار التوسعي.

وتزداد معاناة الفلاحين أيضاً، من تزامن موسم قطف الزيتون مع دخول شهر رمضان المبارك، وذلك بسبب الإجراءات التعسفية التي تتخذها الدولة العبرية ضد المواطنين الفلسطينيين، من خلال منعهم من الوصول إلى أراضيهم وإخضاعهم إلى عمليات تفتيش، تتعدى إلى احتجازهم لساعات طويلة، ومن ثم تقوم دورية تابعة للاحتلال، باقتيادهم إلى مزارعهم، وتقوم بعد ذلك بإغلاق بوابة المعبر الحديدية، ولا تسمح لهم بمغادرة الحقول والعودة إلى منازلهم إلا في ساعة متأخرة من الليل، إضافة إلى محاولات السيطرة على أراضي الفلاحين.

وفي هذا السياق، يؤكد الفلاحون الفلسطينيون، أنّ أشجار الزيتون، مازالت تشكل أحد الأهداف الرئيسة، لممارسات سلطات الاحتلال التعسفية ضدهم، فحيث يقوم المستعمرون والجنود الصهاينة بشن حملات، واعتداءات مخططة على شجرة الزيتون، ويحولون مواسم قطف الزيتون إلى مواسم رعب وحرق وقتل، وإلى مواسم ممزوجة بدماء الشهداء والجرحى والأطفال والنساء والشيوخ.

ويقول الفلاحون إنّ الكيان الصهيوني يتعمد تجريف أراضيهم، واقتلاع الأشجار المثمرة والمزروعات، وتدمير المشاريع الزراعية ومشاريع تربية الحيوان، وتخريب الآبار على امتداد مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة.

وبحسب حصيلة إجمالية، كشفها تقرير صادر عن وزارة الزراعة الفلسطينية؛ فإنّ “شجرة فلسطينية مثمرة تقتلع كل دقيقة في الأراضي الفلسطينية، حيث تم اقتلاع وتدمير نحو مليون شجرة فلسطينية، ونحو 200 ألف شجرة نخيل إلى الوقت الحاضر”.

وأكد التقرير، أنّ حجم الخسائر الناجمة عن عمليات التجريف واقتلاع الأشجار، لصالح إقامة مقاطع جديدة من الجدار الاحتلالي التوسعي، أو الناجمة عن قطعان الخنازير التي يطلقها المستوطنون؛ قد زادت على مائة ألف دولار، وتدمير نحو ألفي شجرة زيتون مثمرة.

من جهة أخرى؛ ذكرت دراسة أجرتها وزارة الزراعة الفلسطينية، أنّ عدد أشجار الزيتون المزروعة للموسم الحالي، قد بلغت حوالي 11 مليون شجرة مزروعة في مساحة حوالي 914 ألف دونم.

وتفيد الدراسة، أنّ ذلك يشكل ما نسبته 45 في المائة، من إجمالي المساحة المزروعة، وحوالي 80 في المائة، من مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، ومعظم بساتين الزيتون بعلية (البَعْل هو الزرع الذي يشرب بعروقه، فيستغني عن السقي)، باستثناء 24 ألف دونم تحت الري والري المساعد، وهي موجودة في المحافظات الجنوبية والأغوار.

كما توضح المصادر ذاتها أنّ الكمية المطروحة من الزيتون لهذا العام، أكبر بكثير من الموسم السابق، الأمر الذي من شأنه أن يخفف من حدة الأعباء والخسائر التي لحقت بالمزارعين على مدار السنوات الأخيرة، وأن ينعش هذا القطاع في ظل حصار اقتصادي شرس يستهدف الفلسطينيين في قوت يومهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات