السبت 03/أغسطس/2024

ما الذي حملته وزيرة الخارجية الأمريكية؟

ما الذي حملته وزيرة الخارجية الأمريكية؟
الخليج الإماراتية 8/10/2006
 

خلال زيارتها السابقة للمنطقة، إبان العدوان الصهيوني على لبنان، بشّرتنا الوزيرة الأمريكية بأن شرق أوسط جديداً سيهلّ على المنطقة، بعد أن تقوم “إسرائيل” (بتكنيس) حزب الله، وتحقق في لبنان ما قامت به واشنطن ولندن في العراق، من نشر للديمقراطية واجتثاث للارهاب.. ووقف منذ البداية إلى جانبها عدد من الدول الغربية والعربية حيث اعتبروا ما قام به حزب الله من أسر للجنود الصهاينة مغامرة جلبت الدمار إلى لبنان. ويبدو ان هذه الدول العربية الاساسية، كانت عارفة بأن هناك مشروعاً أمريكياً صهيونياً لتطبيق القرار 1559 والقاضي بنزع سلاح حزب الله واقتلاع الجذور السورية من لبنان، واقامة الدولة الديمقراطية النموذجية في لبنان (المحققة لمصالح الطوائف والعشائر والاعراق والافخاذ والاسر والاحياء اللبنانية) لتكون مثالاً لبقية الدول العربية وفي المقدمة منها سوريا.

ومنذ البداية قالت واشنطن إنها ستعمل جهدها لملاحقة محور الشر في المنطقة المتمثل في سوريا وايران، لأنهما ترفضان الاعتراف بالكيان الصهيوني وتدعمان قوى المقاومة والممانعة العربية وخاصة في الساحتين اللبنانية والفلسطينية، أي انهما تدعمان القوى التي صنفتها واشنطن ارهابية، لأنها ضد القاعدة العنصرية الاستيطانية في فلسطين.

إذن جوهر التحرك الأمريكي السابق واللاحق في المنطقة هو حماية أمن “إسرائيل”، وليس حماية أمن الدول العربية والفلسطينيين، او اقامة دولة فلسطينية قادرة على الوقوف بندية للكيان الصهيوني.

في هذا السياق يمكننا ادراج الموقف الأمريكي من الملف النووي الايراني، فبالرغم من الموقف الأمريكي الرافض لامتلاك دول كإيران القدرة النووية للأغراض السلمية أو العسكرية، إلا ان مركز الاهتمام الأمريكي الأمني ينصب على الكيان الصهيوني وحمايته كونه قاعدة لم يتم الاستغناء عنها للوقت الحاضر، لتقوم بدور ما لحماية المصالح الأمريكية والوقوف ضد الدول العربية وغير العربية الرافضة للهيمنة الأمريكية والأوروبية على هذه المنطقة الغنية بالثروات النفطية.

وإذا كان هؤلاء المسؤولون العرب يؤكدون على الدوام دعمهم الحقوق المشروعة وغير المشروعة للفلسطينيين، وهو كلام سمعناه مئات المرات منذ مؤتمر مدريد وقبل مدريد، وحيث ان الآخرين يعرفون كيف يدافعون عن مصالحهم الحيوية في وجه المشروع الأمريكي التصفوي، كما ثبت في الصمود البطولي ضد العدوان الصهيوني على لبنان، فإن من الضروري الانتباه الشديد إلى خطورة المحاور التي تريد واشنطن اقامتها في المنطقة بعد لقاء القاهرة الأخير، حيث اكدت بوضوح دعمها الدول المعتدلة في المنطقة (ولم تقل الدول الديمقراطية) وأن بقية الدول الاخرى وخاصة سوريا يجب ان تسير في ركب الدول المعتدلة، ولم تشر إلى ضرورة الاصلاح السياسي في سوريا أو بقية دول المنطقة، ناهيك عن ان موقفها من القادة اللبنانيين والفلسطينيين لا يستند إلى المؤشرات الديمقراطية وانما إلى مؤشرات قبول خطط التسوية والاعتراف بالكيان الصهيوني وبالتالي السير كلية في مشروع الشرق الاوسط الجديد الكبير المحتل.

اختفت عبارات “نشر الديمقراطية” و”حقوق الانسان” في الخطاب الأمريكي بعد العدوان الصهيوني على لبنان، حيث ان “القوى الارهابية” في لبنان وفلسطين لا تزال باقية وهي المستهدفة، وبالتالي لا معنى للديمقراطية وحقوق الانسان في هذه المرحلة.. ولا بد من مواصلة (الحرب على الارهاب) حتى لو كانت الاساليب المستخدمة ما عبر عنها القادة الصهاينة بملاحقة قادة حزب الله وحماس وكل القوى الرافضة والمقاومة والممانعة لخطط العدوان والاحتلال الاجنبي بالتصفيات الجسدية.

وإذا كان البعض يفتش في ثنايا الخطاب الأمريكي عن “رائحة ديمقراطية”، ويتمنى ان تضغط واشنطن على حلفائها المعتدلين ليكونوا اكثر اعتدالاً في الشأن الداخلي، ويطلقوا العنان لحرية تشكيل الاحزاب السياسية والنقابات العمالية ومؤسسات المجتمع المدني وخاصة في بقية دول مجلس التعاون الخليجي.

وحيث ان الادارة الأمريكية حققت الكثير من الفشل خلال الفترة الثانية من عهد بوش، فإنها تسعى لتحقيق نصر ما في ساحة ما خلال الاسابيع المقبلة يرفع من رصيدها في الساحة الأمريكية ليتمكن البوشيون من تحقيق فوز يعيدهم اغلبية في الانتخابات النيابية التي ستجرى في الشهر المقبل ليتمكن الرئيس الأمريكي من الاستمرار في خططه في المنطقة لبقية عهده.

عين على المشرق العربي وعين على الناخب الأمريكي، وعلى المعتدلين العرب ان يساعدوا بوش لرفع اسهمه في الساحة الأمريكية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أحرار العالم يلبون نداء نصرة غزة والأسرى

أحرار العالم يلبون نداء نصرة غزة والأسرى

عواصم - المركز الفلسطيني للإعلام لبى أحرار العالم، اليوم السبت، الدعوات للمشاركة في فعاليات "اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى". ودعا القائد...