الإثنين 09/سبتمبر/2024

هنية: يريدون بضغوطهم حكومة فلسطينية بمقاسات أمريكية وصهيونية

هنية: يريدون بضغوطهم حكومة فلسطينية بمقاسات أمريكية وصهيونية

وسط هتافات شعبية مدوية، من جماهير غفيرة بلغ عددها نصف مليون شخص؛ ألقى رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، خطاباً عرض فيه موقف حكومته وحركة حماس، من التطوّرات الراهنة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والساحة الداخلية.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني للجماهير الفلسطينية التي احتشدت في “مهرجان الثبات والصمود” بغزة بعد ظهر الجمعة (6/10)، إنّ “حضوركم رسالة واضحة للأمة وللقوى الإقليمية والدولية”، مخاطباً في الوقت ذاته الفلسطينيين بمن فيهم اللاجئين في المخيمات والشتات حول العالم “ستعودون إلى القدس والأقصى وفلسطين”.

– سنفتح ملف وفاة عرفات

واستعرض هنية في خطابه الذي أشار إلى أهميته بقوله “صمتنا طويلاً وجاء وقت البيان”؛ العديد من الجوانب المتعلقة بالحكومة وأدائها ومساعيها لتخفيف الأزمة الاقتصادية، مشيراً إلى العديد من الخطوات العملية التي اتخذتها في هذا الصدد.

وقد علت لافتة عملاقة في واجهة المهرجان الضخم حملت صورته وصورة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل، في مشهد تأكيدي لرفض الاعتراف بالكيان الصهيوني، رغم الإغراءات المالية التي تعرضها الولايات المتحدة وشركاؤها.

 كما أبدى هنية اعتزازه البالغ بالمقاومة الفلسطينية، وبتضحيات الشعب الفلسطيني، معلناً عن دعمه لجهود وزارة الداخلية والقوة التنفيذية لمكافحة الفلتان الأمني. أما إحدى النقاط اللافتة التي أعلن عنها رئيس الوزراء الفلسطيني، أنّ حكومته ستفتح ملف وفاة رئيس السلطة السابق ياسر عرفات.

وقال إسماعيل هنية “سنبقى في الحكومة، وفي حكومة الوحدة الوطنية، وسنكون في كل حكومة، ولا اعتراف بشرعية الاحتلال”، مؤكداً ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، ومشدداً أيضاً على ضرورة “حماية وصون الدم الفلسطيني”

– حصار تواطأت عليه أطراف خارجية وداخلية

وفي خطابه الذي قوبل باهتمام فلسطيني وإقليمي وعالمي كبير، عكسه حضور حشد كبير من الصحافيين والإعلاميين لوسائل حول العالم؛ لفت هنية الانتباه إلى أنّ “الحصار الظالم واللااخلاقي تواطأت عليه أطراف خارجية وداخلية من أجل التركيع وقطع الطريق على نجاح المشروع الفلسطيني”، لكنه قال “ليشهدها كل العالم؛ لن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون ولن يأخذوا من المواقف”.

وقال إسماعيل هنية إنّ “الإدارة الأمريكية تقود حصاراً ظالما ضد الحكومة الفلسطينية لتركيع شعبنا”، لكنه أشاد بالشعب الفلسطيني وثباته وصبره في ظل الحصار، وقال “برغم المؤامرات والحصار صبرتم وثبتم”، موجهاً التحية “لشعبنا العظيم في الوطن والشتات وتحية للشهداء وتحية للاسرى”، وتابع قوله “أطير بالتحية إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات وإلى شيخ الأمة أحمد ياسين”.

وعرض هنية لمدى الحصار وحجم الضغوط التي سُلِّطت على الحكومة الفلسطينية المنتخبة، بما في ذلك احتجاز الاحتلال لأموال طائلة تعود إلى الحكومة وللقطاع الاقتصادي الفلسطيني، متحدثاً عن تصعيد عسكري كبير ضد الحكومة، يشمل اغتيالات سياسية واعتقالات، ومعيداً إلى الأهان أنّ أكثر من 76 نائبا ووزيرا فلسطينياً قبعوا في السجون في سياق هذه الحملة التصعيدية.

لكنّ رئيس الوزراء الفلسطيني أعرب عن ثقته بأنّ هذه الحكومة “لن تسقط رغم الحصار وكل المحاولات الرامية لإسقاطها”، كما قال في خطابه، موضحاً أنّ “الحكومة الفلسطينية المنتخبة تتمتع بشرعية شعبية وشرعية جهادية وشرعية دستورية”.

– أتشرف بالانتماء إلى حماس

وأبدى رئيس الوزراء الفلسطيني استغرابه من حديث بعض الأطراف عن عدم تماسك حركة حماس، وأكد بالمقابل أنها “حركة واحدة موحدة”، وأنها قراراتها تصدر عن مؤسسات وهيئات شورية في الداخل والخارج، وقال “أتشرف بالانتماء إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس”، وتابع “أنا وإخواني الوزراء نفخر بذلك ومع ذلك ننطلق على أننا مع كل شعبنا الفلسطيني وأننا رجال دولة”.

– حكومة الوحدة

وبشأن تعثر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية؛ قال إسماعيل هنية “هناك ضغوط أمريكية وصهيونية لمنع تشكيل حكومة وحدة وطنية، لأنهم يريدون حكومة فلسطينية بمقاسات أمريكية وصهيونية”.

وبينما قال رئيس الوزراء الفلسطيني “نحن مع تشكيل حكومة وحدة وطنية، ونحن مع إنجاح الحوار الوطني”؛ فقد طالب أيضاً بـ “احترام إرادة الشعب الفلسطيني، وخياره الديمقراطي، واستيعاب المتغيرات التي شهدتها الساحة الفلسطينية”

وشدّد هنية على “رفض الضغوط الخارجية للتدخل في شؤون الشعب الفلسطيني، كما نرفض الإملاءات من الرباعية وغيرها”، مؤكداً في هذا الصدد “على موقفنا الثابت من التأكيد بعدم الاعتراف بشرعية الاحتلال، وعدم التنازل عن أي شبر من أرضنا الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين” إلى أرضهم وديارهم.

– نحن مع محور واحد هو محور الأمة

ونفي هنية أن تكون الحكومة الفلسطينية أو حركة حماس مع هذا المحور أو ذاك في المنطقة، “فنحن مع محور واحد، هو محور الأمة بكل دولها وشعوبها ومحاور تواجدها”.

وفي الوقت ذاته؛ أعاد إسماعيل هنية إلى الأذهان أنّ “قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية العرب والمسلمين، قضية الأمة كلها”، مطالباً العرب والمسلمين بأن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مشدداً أيضاً على ضرورة كسر الحصار المفروض على هذا الشعب.

وفي قضية الجندي الصهيوني الأسير لدى فصائل المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط، قال رئيس الوزراء إنّ “الحكومة الفلسطينية تؤكد على مطالب الشعب الفلسطيني بضرورة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين” في سجون الاحتلال الصهيوني.

– مصالحة وطنية شاملة

وقد اختتم رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية خطابه بالدعوة إلى مصالحة وطنية شاملة، وقال “أدعو كل أبناء شعبنا الفلسطيني إلى مصالحة وطنية شاملة، وخاصة أننا في شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة، وشهر المغفرة، وشهر التراحم، وشهر الترابط”.

وتابع هنية قوله “إننا في الحكومة الفلسطينية مستعدون لأن نذهب إلى أي مدى من أجل مصالحة وطنية شاملة”.

ومضى رئيس الوزراء الفلسطيني إلى القول “أدعو من الآن قيادة حركة فتح وقيادة حركة حماس، لعقد اجتماع عاجل، وليكن هذه الليلة، من أجل رأب الصدع وإصلاح العلاقات الفلسطينية الداخلية”.

وانتهى رئيس الوزراء في خطابه إلى التشديد مرة أخرى على رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني وكررها ثلاثاً، وهو أكدته الجماهير الغفيرة بهتافها أيضاً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات