25 قتيلاً أمريكياً في العراق في 5 أيام وثقة كندية بهزيمة بوش

قُتل أكثر من خمسة وعشرين ضابطاً وجندياً أمريكياً في العراق، منذ يوم السبت الماضي وحتى الأربعاء (4/10) في عمليات مكثفة للمقاومة فيها، وذلك بحسب ما أقر به الجيش الأمريكي عبر بيانات صادرة عنه.

فقد أعلن جيش الاحتلال الأمريكي عن مقتل أربعة من جنوده الأربعاء في يوم شهد عددا من الهجمات والعمليات المسلحة في مناطق متفرقة من العراق، أسفرت عن سقوط أكثر من عشرين قتيلاً خلال ثلاثة أيام. وأوضح بيان للجيش الأمريكي أن الجنود الأربعة قتلوا مساء الأربعاء عندما هاجم مسلحون دوريتهم بأسلحة نارية في شمال غرب بغداد.

وتعرضت قوات الاحتلال الأمريكي خلال الأيام الخمسة الأخيرة إلى خسائر فادحة حيث قتل مالا يقل عن 25 جندياً. وبمقتل الجنود الأربعة يرتفع عدد القتلى إلى 2730 في صفوف العسكريين الأمريكيين منذ احتلال العراق في آذار ( مارس) 2003، استنادا إلى معطيات وزارة الدفاع الأمريكية، والتي تقل بوضوح عن تفيد به مصادر المقاومة.

وكان جيش الاحتلال الأمريكي قد وصف الأسبوع الماضي بأنه من أشد الأسابيع ضراوة منذ احتلال العراق، لا سيما من ناحية عدد العمليات التي تقوم بها المقاومة العراقية، في مؤشر على تنامي عمليات المقاومة.

– غالبية أمريكية تدعو للانسحاب

وفي السياق ذاته؛ أشار استطلاع جديد للرأي أجرته قناة “سي إن إن” الفضائية الأمريكية إلى أنّ الرئيس الأمريكي جورج بوش فشل في طمأنة الأمريكيين بشأن الاحتلال في العراق. وقال 60 في المائة من عينة الاستطلاع إنّ الإدارة الأمريكية “ضللت الرأي العام الأمريكي عمداً” إزاء التقدم الحادث في الحرب على العراق.

ولم يساند السياسة الأمريكية في العراق سوى 32 في المائة فقط، فيما تراجعت نسبة التأييد للحرب في العراق إجمالاً إلى 38 في المائة، مقابل 40 في المائة في استطلاع سابق أجرته القناة ذاتها الأسبوع الماضي.

وخلص الاستطلاع إلى ارتفاع نسبة السخط على سياسات بوش إلى 59 في المائة مقابل 55 في المائة في استطلاع الأسبوع الماضي. كما أكد 57 في المائة من الأمريكيين أنّ العدوان على العراق جعل بلادهم أقل أمناً، مقابل 40 في المائة اعتبروا أن تلك الحرب جعلتها أكثر أمناً.

– الكنديون: بوش لن يحرز أي نصر

من جهة أخرى؛ عبّر أكثر من ثلاثة أرباع الكنديين، واللذين تعتبر بلادهم حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، عن قناعتهم بأن “سياسات الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس جورج بوش جعلت العالم أكثر خطراً، وساهمت في تنامي الإرهاب فيه”.

وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد “ديسيما” للأبحاث ونشر حديثاً أنّ 68 في المائة من المستطلعة آراؤهم قالوا إنّ الولايات المتحدة “ستضطر في نهاية المطاف إلى الانسحاب من العراق دون إحراز نصر” في الحرب الدائرة هناك.

ويرى خبراء ومراقبون كنديون أنّ هذه الأرقام تعكس تنامي مشاعر التشكيك والرفض في المجتمع الكندي للسياسات الحربية الأمريكية، لافتين الانتباه إلى أنّ هذه المؤشرات سيكون لها الأثر العميق على المستويين السياسي والعسكري في كندا، التي تعد حليفاً رئيساً للولايات المتحدة.

وينظر المسؤولون الأمريكيون إلى مجريات التحول في توجهات الرأي العام الكندي باهتمام وقلق شديدين، خاصة في ظل تراجع علاقات واشنطن مع دول أمريكا اللاتينية، التي هيمنت عليها التوجهات اليسارية مؤخرا، بالإضافة إلى توتر علاقاتها في الآونة الأخيرة مع المكسيك بسبب تأييد الكونغرس الأمريكي لإقامة جدار عازل على الحدود بين البلدين.

وكانت العلاقات الأمريكية الكندية قد شهدت تحسناً ملحوظاً بعد وصول حزب “المحافظين” الكندي إلى السلطة، إذ تقترب سياساته وبرامجه من توجهات المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية الحالية، ما جعل واشنطن تعوّل بشكل كبير على دعم وتأييد أوتاوا لتعويض جزء من النقص الذي سببه تراجع التأييد الدولي لسياساتها في العالم.

يُذكر أنّ استطلاعاً آخر للرأي كان أجري في كندا أواخر شهر آب (أغسطس) الماضي بمناسبة الذكرى الخامسة للحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، قد أظهر أنّ ثلثي الكنديين يعتقدون أنّ “السياسة الخارجية التي انتهجتها الإدارة الأمريكية في العالم هي السبب الرئيس وراء تعرضها لتلك الهجمات”، وفق الاستطلاع المذكور.