هنية: ما يهم واشنطن هو إملاء رؤيتها الخاصة على المنطقة

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، أنّ كل ما يعني الولايات المتحدة هو أن تسعى لترتيب المنطقة بما يتلاءم مع مصالحها هي ومصالح الكيان الصهيوني، مشدداً على أنّ واشنطن لا تهتم بمعاناة الشعب الفلسطيني.

وتأتي هذه التصريحات تعليقاً على أقوال وزيرة الخارجية الأمريكية غونداليزا رايس في رام الله، في مؤتمر صحفي عقد بمقر الرئاسة (المقاطعة) إلى جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وتحدثت رايس في سياق كلمتها عن المصاعب الاقتصادية التي يواجهها الشعب الفلسطيني، دون أن تتطرق إلى سياسة الحصار التي تقودها الإدارة الأمريكية على هذا الشعب منذ سبعة شهور.

وتابع رئيس الوزراء الفلسطيني قوله “من الواضح أنّ الإدارة الأميركية تتحرك من خلال سياسة أحادية الجانب”، مؤكداً أنّ “ما يهمها هو إملاء رؤيتها الخاصة على المنطقة”.

وبينما تحدث رئيس السلطة محمود عباس في تصريحات له عن أسبوعين كمهلة لتشكيل حكومة وحدة وطنية حسب الشروط التي وضعها وفي مقدمتها الاعتراف بالكيان الصهيوني وباتفاقات التسوية السياسية المنهارة؛ فإنّ رئيس الوزراء إسماعيل هنية رفض تحديد سقف زمني لتشكيل حكومة الوحدة، مطالباً بالكف عن استخدام معاناة الشعب الفلسطيني لتمرير أجندة سياسية على الحكومة الفلسطينية.

– عباس: كل الاحتمالات واردة

وكان محمود عباس، قد أعلن بعد لقائه بغونداليزا رايس في رام الله الأربعاء (4/10)، رفضه لاستئناف مشاورات تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد أن قام الشهر الماضي بتجميدها، قبل أن يعلن فجأة عن أنها انهارت و”عادت إلى الصفر”.

وفي الوقت الذي لوّح فيه عباس بعزمه على حل الحكومة الفلسطينية المنتخبة؛ فإنّ رايس قالت إنها معجبة بأدائه السياسي، خاصة مع إصراره على اعتراف الحكومة الفلسطينية القادمة بالكيان الصهيوني واتفاقات التسوية السياسية السابقة.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رايس في رام الله؛ قال عباس ابتداء إنّ “الخطوة التي أفضلها هي تشكيل حكومة وحدة وطنية”، لكنه استطرد بالقول إنّ هذا إن لم يحصل فستكون كافة الاحتمالات واردة “باستثناء الحرب الأهلية التي نرفضها بكل الأشكال”.

وبدا واضحاً أنّ عباس أكد رفضه لقيام حكومة وحدة، بالنظر لوضعه اشتراطات محددة أمامها تتناقض مباشرة مع ما يراه معظم نواب المجلس التشريعي المنتخب، وفي مقدمتها الاعتراف بالكيان الصهيوني وباتفاقات أوسلو وبمبادرات التسوية السياسية كافة.

– واشنطن “معجبة” بعباس وتؤكد دعمها له

وإزاء المواقف التي أعرب عنها رئيس السلطة الفلسطينية؛ كالت الإدارة الأمريكية المديح له. فقد أعربت رايس، التي تقود بلادها حملة الحصار الاقتصادي والسياسي ضد الشعب الفلسطيني؛ عن “الإعجاب” بعباس، وقالت إنّ هذا هو موقف الرئيس الأمريكي جورج بوش أيضاً.

وبينما أشادت وزيرة الخارجية الأمريكية بـ “التزام عباس بالعملية السياسية”؛ فقد أعلنت التزام واشنطن بدعم محمود عباس.