التحقيق في رفض شرطي مسلم حراسة السفارة الصهيونية بلندن

أمر رئيس الشرطة البريطانية السير إيان بلير، بفتح تحقيق بشأن استجابة الشرطة لطلب شرطي مسلم بنقله من مهمته كأحد حراس السفارة الصهيونية في لندن، مبرراً ذلك بالعدوان الحربي الذي شنه جيش الاحتلال على لبنان.

وكشفت صحيفة “صن” البريطانية، في خبر خاص عن ملابسات الواقعة، التي اعتبرتها نقلاً عن بعض المراقبين “بداية نهاية للسياسة التقليدية العريقة للشرطة البريطانية”، على حد وصفها.

وذكرت الصحيفة البريطانية في عددها الخميس (5/10) إنّ الشرطي المسلم أليكسندر عمر باشا، طلب من رئيسه أن يعفيه من القيام بمهمة حراسة سفارة حكومة الاحتلال، على خلفية “تبرير أخلاقي” بأن جيش الاحتلال شنّ عدواناً على لبنان. وبعد أن استجيب لطلب الشرطي المسلم، المنحدر من أم لبنانية وأب سوري؛ علم رئيس الشرطة إيان بلير بالموضوع من خلال صحيفة /صن/، فطلب ليل الأربعاء (4/10) بفتح تحقيق في الموضوع.

ونقلت الصحيفة البريطانية المذكورة عن مسؤول أمنى بريطاني سابق، يُدعى جون أوكونير، قوله إنه إذا يسمح لشرطي مسلم بذلك، فذلك يعني أنه يمكن أيضاً قبول رغبة شرطي يهودي، إذا كان لا يرغب في العمل في سفارة دولة مسلمة. وأضاف المتحدث، في هجوم عنيف على قرار الاستجابة لطلب الشرطي المسلم، “وإذا سمح لشرطي كاثوليكي بعدم العمل في حماية كنيسة بروتاستينية، فإلي أين سننتهي”، على حد قوله.

وشدّد أوكونير على أنه “عندما تنضم للشرطة، فإنك تقوم بذلك من أجل خدمة الجمهور. فإن كنت غير قادر على أداء هذا الواجب، استقل” من المهنة. واعتبر المتحدث أنّ الشرطة البريطانية “تؤسس لسوابق، ستندم عليها”، بحسب تعبيره، وقال “أن يلبي رئيس شرطة رغبة شرطي حتى لا يتهم بأنه متحيز أو عنصري أمر غير مقبول، لا سيما وأنّ مثل ذلك القرار يعد إهانة للجالية اليهودية” على حد ما ذهب إليه.

ولوحظ أنّ الصحيفة البريطانية المذكورة، تجاهلت وجهة النظر المدافعة عن الشرطي المسلم، إذ أنّ جمعية “رجال الشرطة المسلمين” قالت إنّ الشرطي باشا “طلب إعفاءه خوفاً على سلامته ولعدم ارتياحه للمكان الذي يعمل فيه” وأنّ الأمر لا يتعلق برؤية أو خلفية سياسية للشرطي المذكور.

ومن جهتها نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن متحدث باسم الشرطة البريطانية “سكوتلانديارد”، قوله إنه يمكن الاستجابة في حالات خاصة لطلبات إعفاء من واجب محدد على خلفية أخلاقية، ولكن تحتفظ الشرطة بالحق الكامل في تكليف أي شرطي بالمكان الذي تحدده هي.