الأربعاء 26/يونيو/2024

فلسطينيو أوروبا يحذرون من الاستدراج إلى الفوضى والاقتتال

فلسطينيو أوروبا يحذرون من الاستدراج إلى الفوضى والاقتتال

أفصح الفلسطينيون في أوروبا عن مشاعر الألم والاستياء البالغ جراء التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة الفلسطينية، وما جرت فيها من الأحداث “الباعثة على الأسى، والتي سالت فيها الدماء وتخللتها أعمال الفوضى وطالت معها عمليات التخريب مؤسسات شعبنا وممتلكاته”.

وحذّر فلسطينيو أوروبا من أنّ الساحة الفلسطينية دخلت “منعطفاً خطيراً، عبر المواجهات الدامية والهجمات المسلحة وأعمال التخريب، التي جرت في قطاع غزة والضفة الغربية خلال الأيام الماضية، والتي أوقعت ضحايا وجرحى وخسائر فادحة”.

جاء ذلك في مذكرة صادرة عن “مؤتمر فلسطينيِّي أوروبا” بهذا الشأن، اليوم الأربعاء، الرابع من تشرين الأول (أكتوبر)، تناولت تقييماً للأحداث الأخيرة، وعشر نقاط للتعامل معها.

– الحصار محاولة لدفع الأوضاع إلى أتون الفوضى والانهيار الشامل

وورد في المذكرة الموقعة من الأمانة العامة للمؤتمر؛ أنّ “مسلسل الأحداث برهن بوضوح، على وجود إرادة خارجية للعبث بالوحدة الوطنية الفلسطينية، والنيل من تماسك البيت الفلسطيني، خاصة بعد مضى ستة أعوام على انتفاضة الأقصى التي أعجزت الاحتلال وحكومته وآلته الحربية، وانقضاء سبعة شهور من الحصار المطبق دون أن يرضخ الشعب الفلسطيني للمساومات والإملاءات والضغوط”.

وتابع مؤتمر فلسطينيي أوروبا قوله “لا يخفى على الفلسطينيين في أوروبا، أنّ الأحداث المؤسفة، جاءت في ظل حصار جائر تقوده حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية، وتورّطت فيه أوروبا أيضاً بكل أسف”. وأشارت المذكرة إلى أنه قد كان واضحاً أنّ “هذه العقوبات الظالمة التي فُرضت على الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة، إنما أريد منها أساساً؛ أن تكون عامل ابتزاز ومساومة لشعبنا الحر، على حقوقه وثوابته وقضيته العادلة، ومحاولة لدفع الأوضاع في الساحة الفلسطينية إلى أتون الفوضى والانهيار الشامل”.

وبينما أعرب مؤتمر فلسطينيي أوروبا، عن الأسف الشديد للأحداث الأليمة التي وقعت خلال الأيام الماضية؛ فقد حدد موقفه في عشر نقاط توجه بها إلى الساحة الفلسطينية والأطراف ذات العلاقة بالتطورات الأخيرة.

– حقن الدماء واستعادة الهدوء والتنديد بالفوضى والتخريب

فقد طالبت المذكرة “بحقن الدماء واستعادة الهدوء فوراً في جميع أرجاء الوطن، ووقف أي مظاهر للعنف الداخلي، والكفّ مباشرة عن حملات التحريض التي تدفع لتأجيج الموقف”، مع “تذكير كافة الجهات المعنية بمسؤولياتها في حفظ أمن المواطنين وصون مؤسسات الشعب الفلسطيني ومرافقه وممتلكاته من الأيدي العابثة”.

وأدان مؤتمر فلسطينيي أوروبا “أعمال القتل والترويع والتخريب التي شهدتها الساحة الفلسطينية في القطاع والضفة، واستهجان الاعتداء على مقر مجلس الوزراء الفلسطيني (برام الله)، ومقر المجلس التشريعي (بغزة)، والاعتداءات التي نُفذت على الوزارات ومكاتب نواب الشعب”، معتبراً ذلك “خروجاً صارخاً عن الالتزام الوطني والأخلاقي”.

كما حذّر المؤتمر من أنّ “الدم الفلسطيني خط أحمر، والاغتيال السياسي وِزرٌ مغلّظ، لا يجوز التلويح به في ساحتنا الفلسطينية، فضلاً عن الولوغ فيه”. وأضاف “إنّ على كافة القوى والفصائل والأطراف الفلسطينية أن تتبرأ من ذلك الذي ينشده الاحتلال ويتوق إليه؛ تواصلاً مع سياسة الاغتيالات التي دأب عليها عبر ست سنوات من الاستهداف المتواصل لكثير من الرواد والقادة والميامين من أبناء شعبنا الفلسطيني الأبي”.

– تفويت الفرصة على من يراهنون على خيار الفوضى والاقتتال

وحذّرت المذكرة أيضاً من “المخططات المتوالية التي يجري الكشف عنها، والتي ترمي إلى استدراج الساحة الفلسطينية إلى هاوية المواجهات الداخلية”، وقال المؤتمر “من هنا؛ تتوجب مطالبة كافة القوى والفصائل والأطراف الفلسطينية، بأن تفوِّت الفرصة على من يراهنون على خيار الفوضى والاقتتال والالتفاف على الإرادة الشعبية الفلسطينية، وأن تبدي يقظة واحتراساً لما يُدبّر لهذا الشعب من مكائد وما تسبقها من مقدِّمات”.

وطالب مؤتمر فلسطينيي أوروبا في مذكرته؛ بأن “تتداعى كافة الأطراف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني، مع التحرّر من الضغوط والإملاءات الخارجية التي لا تريد الخير والحرية والكرامة لهذا الشعب العظيم”.

وبالمقابل؛ شدّدت المذكرة على أنّ “شعبنا الذي تمسّك بقضيته العادلة وحقوقه المؤكدة؛ لا يمكنه أن يعترف بشرعية الاحتلال، ولا أن يتخلى عن حقه في المقاومة، كما أنّ مطالبة الشعب الفلسطيني بإقرار اتفاقات تسوية منهارة منذ سنين ليس مطلباً عادلاً، بينما تُطلق يدي حكومة الاحتلال لتشنّ حملاتها الحربية بلا رادع أو مساءلة، مع سعيها لتكريس الأمر الواقع الاحتلالي”، حسب تأكيدها.

وناشد فلسطينيو أوروبا أبناء شعبهم كافة، “أن يصونوا وحدتهم الوطنية ويعزِّزوها، وأن يكون الحوار سبيلاً للتعامل مع التباينات الداخلية، وأن يحافظ الجميع على المكتسبات الديمقراطية التي تحققت للشعب الفلسطيني. كما تتوجب المسارعة إلى إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية وسليمة، لكي تضمن مشاركة فاعلة لكل قطاعات هذا الشعب أينما كانت في خدمة قضيتهم”.

– ضرورة تكاتف الأطراف الفلسطينية في تحرك موسع لكسر الحصار

وطالب المؤتمر أيضاً “بإنهاء الحصار الجائر المفروض على شعبنا الفلسطيني، دون قيد أو شرط، وبدون مساومة على حقوق شعبنا وعدالة قضيتنا، والمطالبة بالإطلاق الفوري لسراح الوزراء ونواب الشعب المنتخبين، الذين اختطفهم جيش الاحتلال، في عمليات قرصنة صارخة”.

وعمدت مذكرة فلسطينيي أوروبا بشأن التطورات الأخيرة في الساحة الفلسطينية، إلى “التنبيه إلى أنّ المسؤولية التاريخية والوطنية، تتطلب من كافة الأطراف، فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، أن تسارع إلى رفع هذا الظلم المُسلّط على أبناء شعبنا الفلسطيني في رزقهم اليومي”. وأضافت “من هنا؛ ينبغي تفعيل تحرّك موسع، لفضح سياسة الحصار الخارجي والعمل على تقويضها دون قيد أو شرط أو مساومة على حقوق شعببنا وعدالة قضيتنا، وهو مطلب ممكن فيما لو توافقت على ذلك كافة الأطراف في الساحة الفلسطينية أساساً”، وفق تأكيدها.

وخلصت المذكرة إلى القول “إنّ الفلسطينيين في أوروبا، لعلى ثقة كاملة، بأنّ شعبهم الفلسطيني قادر على اجتياز هذا المنعطف الحرج، ولملمة جراحه واستعادة قواه، مستلهماً من هذه الأحداث الأليمة دروساً تدفع إلى مزيد من التماسك والتراصّ، وصون القرار الوطني الفلسطيني المستقل عن الضغوط والإملاءات الخارجية”، مشددة على أنّ “وحدةَ شعبنا، وتكاتف كافة القوى في الساحة الفلسطينية؛ كفيل بأن يسقط المراهنات التي يعلنها أعداء هذا الشعب وخصومه والمتربصون به الدوائر”، كما جاء فيها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات