ظاهرة الاعتصام بالمقاومة

صحيفة الوطن القطرية
المفكر الفلسطيني الدكتور أحمد صدقي الدجاني هو أول من لفت الانتباه إلى ظاهرة الاعتصام بالمقاومة في مواجهة محاولات قوى الهيمنة الدولية إملاء اتفاقات الإذعان على دولنا نسلم لها فيها باغتصاب حقوق لنا غير قابلة للتصرف حسب المصطلح الدولي الشائع وتتنازل دولنا بموجب تلك الاتفاقات عن أمور تتعلق بالسيادة وتجعلنا مهددين بتسلط الصهيونية العنصرية والقارونيين الجدد من الغربيين الذين يدعمونها والتي بدأت مع اتفاق كامب ديفيد 1978 وبلغت ذروتها بعد حرب الخليج 1991 وانعقاد مؤتمر مدريد يوم 30 أكتوبر 1991 وعملية السلام التي انبثقت مباشرة خلال السنوات 1993 – 1999 التي شهدت إبرام اتفاقات أوسلو فلسطينياً ووادي عربة أردنياً مع الكيان الصهيوني، خلال تلك الفترة ازدهرت ظاهرة قبول الأمر الواقع والتسليم به وفي مواجهة هذه الظاهرة ارتفع شعار «فلنعتصم بالمقاومة» وفي نفس الوقت حاولت الولايات المتحدة فرض حظر دولي على مصطلح المقاومة بزعم أنها إرهاب، وحشدت جل طاقاتها من أجل ذلك ومارست ضغوطاً هائلة ابتزازية وفي مقابل ذلك صمدت المقاومة وتألقت بأبعادها كلها الروحية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، وهكذا ظلت جذوة المقاومة متقدة في روح الأمة وقلوب أبنائها وقامت المقاومة الفكرية بدور خاص رسم طريق المقاومة وعبرت المقاومة الثقافية عن تمسك الأمة بثوابتها وظل العمل الفدائي المقاوم يترك أعظم الأثر في نفوس أبناء الأمة وفي هز نفسية المستعمرين المستوطنين الصهاينة.
في مواجهة حديث أصحاب القبول بالأمر الواقع عن وضع القوى المهيمنة دولياً حلاً للصراع العربي الصهيوني وأن المعاناة من الحرب امتدت وأن الإنسان ينبغي أن ينزع إلى السلام، قال المعتصمون بظاهرة المقاومة إن «الحل» الذي تحاول قوى الهيمنة الدولية بقيادة الولايات المتحدة فرضه هو «حل عنصري» يمكن العنصرية الصهيونية من التحكم والعنصرية بطبيعتها تولد المقاومة لأن الإنسان بفطرته يأبى الخضوع للتمييز العنصري وينزع إلى الحرية والمساواة والعدل وصولاً للسلام الراسخ.
إن القراءة الموضوعية التي توصل إليها الدكتور الدجاني ومن وافقه الرأي كثيرون، للواقع القائم في الصراع العربي- الصهيوني بالرؤية الشاملة، تؤكد أن ظاهرة الاعتصام بالمقاومة سوف تقوى حتى تبلغ المقاومة هدفها وهدف المقاومة هو الوصول باليهود الصهاينة الذين احترفوا الاستعمار الاستيطاني إلى الاقتناع بأن الصهيونية العنصرية وبال عليهم وأنها العدو الحقيقي للسلام والعقبة المستعصية أمام بلوغه، كما أن هدف المقاومة أيضاً هو الوصول بقوى الهيمنة الغربية التي أوجدت الاستعمار الاستيطاني الصهيوني ودعمته بأن مصالحها في منطقتنا سوف تتهدد وأن عليها أن تتحول عن استراتيجية التسلط سبيلاً لتأمين مصالحها إلى استراتيجية التعامل الندي الذي يحترم حقوقنا وأن هذا الكيان الصهيوني العنصري بات عبئاً عليها في ضوء هذه القراءة يكون استخلاص النتائج حول ما يمكن عمله تجاه الصراع العربي – الصهيوني الذي دخل قرنه الثاني وعلى كل فرد في الأمة أن يحدد دوره في مقاومة الصهيونية العنصرية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسيرة احتجاجية في ستوكهولم تنديدا بالإبادة الإسرائيلية في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، مسيرة احتجاجية تنديدا بقرار إسرائيل توسيع الإبادة على قطاع غزة. ووفق الأناضول؛...

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....