تفاقم الانقسام الفلسطيني

صحيفة الوطن القطرية
هل يمكن احتواء الانقسام الفلسطيني بين توجه المقاومة وتوجه المساومة؟ وبعبارة أخرى هل يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع بين فتح وحماس وتحظى بموافقة اللجنة الرباعية التي تشترط تلبية الحكومة الفلسطينية لشروطها بإعلان الاعتراف بالكيان الصهيوني؟
الواضح تماماً أن عودة الحوار حول تشكيل حكومة وحدة وطنية إلى المربع الأول جاءت نتيجة محاولة استعمال اتفاق محددات البرنامج السياسي لاسترضاء الأطراف الدولية ولما لم يف بالغرض تم التراجع عنه ليس من قبل حماس فقط وإنما من قبل فتح بالدرجة الأولى لأن عواصم عربية وغربية رفضت تولي حماس لرئاسة الحكومة. والغاية المطلوبة هي إسقاط حكومة حماس وتشكيل حكومة بديلة مستعدة للتفاوض وفق شروط اللجنة الرباعية.
من أبرز مؤشرات تفاقم الانقسام، المظاهرات التي خرجت تأييداً لحكومة حماس ورفع شعارات تقول «لا للتنازل عن الحقوق الثابتة» و«كلنا فداك يا حكومتنا الرشيدة» و«ليسقط كل المتآمرين على حكومتنا وعلى حركتنا حماس».
هكذا انتقل الحوار من الصالونات إلى الشوارع ومن المؤكد أن تنظم فتح مظاهرات مضادة قد تتخللها مظاهر عنف ليس من اليسير احتواؤها خاصة بعد أن أصبح المسؤولون أقل تفاؤلاً بإمكانية التوصل إلى صيغة توفيقية قابلة للتسويق الدولي.
استناداً إلى هذا الانقسام ربما تبرز إجراءات أحادية الجانب من جانب الرئاسة وتقابلها إجراءات أحادية الجانب من قبل الحكومة، ومن أبرزها اللجوء إلى استعمال الصلاحيات الدستورية للرئيس عباس، وهناك دعوات أميركية تطالب ليس بحل الحكومة فقط وإنما حل البرلمان دون إجراء انتخابات وإنما تشكيل حكومة طوارئ إلى حين تصبح الظروف مواتية لإجراء انتخابات تكون مضمونة نتائجها لصالح توجهات الرئاسة.
في حالة الإقدام على هذا العمل سوف تزداد التوترات بين فتح وحماس وربما تظهر جبهتان سياسيتان إحداهما بقيادة الرئاسة والأخرى بقيادة المنظمات التي لا تلتقي مع الرئاسة في توجهاتها وفي مقدمة هذه المنظمات حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية، ولن يكون هناك مجال لأي فصيل أو تنظيم الوقوف على الحياد.
هذه التطورات ليست مستبعدة في ظل انعدام المؤسسات الفلسطينية الجامعة للفلسطينيين داخل وخارج فلسطين واستمرار رفض الشروع في إعادة بناء مؤسسات م.ت.ف واقتصار العمل على مؤسسات السلطة الفلسطينية التي لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني، وباتت تشكل عبئاً وعائقاً أمام مقاومته المشروعة للاحتلال الذي أصبحت ممارساته أسوأ بكثير مما كانت قبل قيام السلطة الفلسطينية وأصبح مطلوباً من الفلسطينيين التخلي عن حقهم بالمقاومة قبل أن يحصلوا على أية ضمانات بالاعتراف بحقوقهم وتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تضمن لهم تلك الحقوق، ومادام الوضع على هذا النحو سيبقى الانقسام يزداد عمقاً واستفحالاً إلى أن تبرز قيادات على مستوى القضية بشموليتها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...