الإثنين 12/مايو/2025

كلمة هنية إلى الشعب الفلسطيني بشأن الأحداث المؤسفة (نص)

كلمة هنية إلى الشعب الفلسطيني بشأن الأحداث المؤسفة (نص)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله؛

يا أبناء شعبنا المرابط البطل؛

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته؛

لقد آلمني وأحزنني ما وقع من أحداث مؤسفة تسبب بها البعض، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا من أبناء شعبنا الفلسطيني. وكنا نتمنى ألا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه خصوصا وأننا تعاهدنا دائماً على صون الدم الفلسطيني وأنّ أخوّتنا ووحدتنا الفلسطينية كانت وما زالت صمام الأمان لشعبنا وقضيته المقدسة.

لقد مضى على الإضرابات والاحتجاجات وما صاحبها من أحداث وما تناولته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة على مدى أكثر من شهر، ومع ذلك التزمنا الصبر والحكمة وعدم الانجرار إلى ردات الفعل رغم سيل الاتهامات والتجاوزات. غير أنّ مسار الإضرابات لم يتوقف عند الحد المعقول والمقبول وطنياً وقانونياً، وتجاوز إلى عمليات التخريب وإطلاق النار والتعدي على المؤسسات والممتلكات العامة وسد الطرق وتعطيل مصالح المواطنين.

إنّ مثل هذه التصرفات التي يقوم بها البعض لم يكن ليقبلها أي حر وشريف أياً كان موقعه أو انتماؤه. كما أنّ الذي زاد الأمر تعقيداً هو مشاركة بعض منتسبي الأجهزة الأمنية المفترض منها أن يكونوا صمام أمان وعاصماً لدماء وحرمات الناس يحمون الوطن والمواطن. وبالرغم من الأوامر الواضحة من سيادة الرئيس ومعالي وزير الداخلية بضرورة انضباط عناصر الأجهزة الأمنية وعدم مشاركتها في المسيرات والاحتجاجات مهما كانت الأسباب؛ إلاّ أنّ بعضهم لم يلتزم بهذه القرارات ومارس عمليات تخريب في وضح النهار، واستخدم السلاح بغير وجه حق، وامتدت إلى الاعتداء على مجلس الوزراء في رام الله وحرقه الأمر الذي خلق حالة من الفوضى والعبثية غير المسبوقة.

إنّ قرار وزير الداخلية بنشر القوى الأمنية بما فيها القوة التنفيذية؛ كان مستلزماً ضرورياً لإعادة الهدوء والأمن للشارع الفلسطيني. وأود أن أشير هنا إلى أنّ القوة التنفيذية تعمل ضمن الأجهزة الأمنية وضمن إطار القانون، وهي حريصة كل الحرص على أن تكون في خدمة المواطن وتوفير الأمن والأمان له وقد حصرت مهمتها في ضبط النظام وفرض القانون ومنع الشغب والفوضى وحماية الناس وممتلكاتهم وأعراضهم.

لقد تواصلتُ اليوم مع السيد الرئيس في حديث مطوّل تباحثنا فيه حول الأحداث الجارية وسبل الخروج منها وتوافقنا على ضرورة التزام الجميع بالقانون والنظام، وعلى تقيّد القوى الأمنية بمهامها وابتعادها عن المشاركة في أي سلوك يؤدي إلى إشاعة الفوضى والفلتان. كما تباحثت مع السيد الرئيس حول استئناف الحوار بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

إنني من موقعي كرئيس للوزراء أهيب بجميع المواطنين أن يتحلوا بأعلى درجات المسؤولية، وأن يترفعوا عن الخلافات خصوصاً وأننا نواجه تصعيداً خطيراً من قبل قوات الاحتلال والتي تهدد بتوسيع رقعة العدوان على قطاع غزة. إنني أدعو إلى وقف التحريض والتمسك بالوحدة الوطنية وحماية مؤسسات الشعب الفلسطيني وممتلكاته العامة، خصوصاً وأننا نعيش في ظلال شهر رمضان المبارك، والذي يملي علينا جميعاً أن نحافظ على وحدتنا وأخوتنا. كما أدعو إلى احترام خيار الشعب الفلسطيني والتمسك بالوجه الحضاري المشرق الذي عبّرنا عنه من خلال الانتخابات التشريعية.

لقد صمدنا جميعاً في وجه الحصار الظالم، وتحملنا المعاناة والضغوطات، ووقفنا كالطود الشامخ في وجه الاراجيف ومحاولات المس بهيبة الحكومة وموقعها الراسخ بين أبناء شعبنا. سائلين الله تعالى أن يرفع عنا هذا الحصار الظالم الذي يهدف إلى إجهاض تجربتنا الفلسطينية الديمقراطية، ودفعنا للتنازل عن حقوقنا الوطنية الثابتة التي كنا وما زلنا حريصين على حمايتها والدفاع عنها.

كما أؤكد على تعازيّ الحارة لأهالي الشهداء، وأسأل الله أن يتقبلهم في جنان الفردوس كما أتمنى من الله تعالى أنّ يمن على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يحفظ شعبنا وقضيتنا من كل سوء.

(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....