متمردون مسلحون يقطعون الكهرباء عن 50 ألفاً في الشجاعية

بعد ثلاثة أشهر من قصف محطة توليد الطاقة الكهربائية في قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الصهيونية؛ أقدم متمردون مسلحون في حي الشجاعية بمدينة غزة، على إطلاق النار بكثافة باتجاه محول كهربائي رئيس على طريق صلاح الدين، بالقرب من المدخل الغربي الجنوبي للحي شرق غزة.

وقال شهود عيان، إنّ إطلاق النار الذي يأتي ضمن موجة التمرد المسلح لبعض منتسبي الأجهزة الأمنية؛ أدى إلى تدمير المحول بالكامل، وانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة التي يقطنها نحو خمسين ألف مواطن، وذلك قبل موعد الإفطار يوم الأحد (1/10) بنصف ساعة، ما تسبّب في معاناة إضافية لهم في ظل الأجواء الحارة وفي ظل شهر رمضان المبارك.

وقد حالت العناية الإلهية دون وقوع كارثة في المنطقة بسبب وجود المحول الذي شبّت فيه النيران بكثافة بالقرب من محطة الشوا للوقود، حيث حالت جهود المواطنين والدفاع المدني دون وصول النيران إلى محطة الوقود.

وأدى انفجار المحول إلى قطع التيار الكهربائي عن معظم مناطق حي الشجاعية، وإلحاق المعاناة النفسية والمادية بآلاف المواطنين الذين يقطنون الحي الشعبي المكتظ، وذلك في الوقت الذي لم يتم بعد ترميم محطة تزويد الكهرباء الرئيسة لقطاع غزها التي قصفها جيش الاحتلال.

وزعم المسلحون المعتدون عملهم التخريبي بأنهم أرادوا توصيل رسالة احتجاج إلى الشركة لتقصيرها في واجبها بعدم العمل على انتظام التيار الكهربائي في المنطقة، حيث يتم قطع التيار الكهربائي ثماني ساعات وتوصيله ثماني ساعات أخرى يومياً منذ 3 شهور بعد قصف سلطات الاحتلال لمحطة التوليد الرئيسة وسط القطاع، مطالبين بانتظام التيار على مدار الساعة.

لكن المواطنين نظروا إلى الاعتداء بوصفه جزءاً من حالة الفوضى المنظمة التي تشنها بعض الأطراف في الساحة الفلسطينية، والتي بلغت ذروتها بالتمرد المسلح لبعض منتسبي الأجهزة الأمنية في شوارع قطاع غزة، وما تخلله من هجمات على المصالح العامة للمواطنين ومرافقهم فضلاً عن البنوك التي جرى اقتحام أحد مراكزها الأساسية في قلب غزة من قبل المتمردين.

وتقول شركة الكهرباء إنها كانت على وشك زيادة كمية الكهرباء التي تغذي منطقة المنصورة والقبة، حيث تم استقدام خط إضافي من جنوب القطاع بطاقة 7 ميغا واط، ليعمل على تحسين التيار الكهربائي، وكان مفترض أن يتم العمل به اعتباراً من يوم السبت (30/9)، ولكن ما حدث عرقل الخطة ونحتاج إلى أيام أخر من اجل إصلاح الوضع.

وعبّر سكان المنطقة عن استنكارهم الشديد لهذا العمل غير المبرّر، والذي جاء في وقت كان التيار الكهربائي يغذي المنطقة ولم يكن مقطوعاً في الوقت الذي وقع فيه الحادث.

وأعرب المواطنون عن استغرابهم للدوافع الكامنة وراء هذا العمل، الذي رأوه مكمِّلاً لجرائم الاحتلال التي تمارس في كل اجتياح من خلال قصف المحولات الرئيسية ومولدات الكهرباء، والتي شهد حي الشجاعية الكثير منها وخلال خلال الشهور القليلة الماضية.

وطالب المواطنون الجهات المختصة بالقيام بدورها في القبض على الفاعلين وتقديمهم للمحاكمة، لينالوا جزاءهم الرادع عن هذا العمل الذي تسبب في إلحاق الأذى بآلاف المواطنين ناهيك عن الخسارة المادية التي تكبدتها الشركة.

من جانبها؛ ندّدت شركة توزيع كهرباء محافظة غزة بهذا الحادث المؤسف، الذي يُضاف إلى سلسلة حوادث تعرّضت لها شبكة الكهرباء من قبل مستهترين وعابثين، في سياق موجة التمرد التي يقوم بعض بعض منتسبي الأجهزة الأمنية.

وقال مسؤول العلاقات العامة بالشركة جمال الدردساوي، إنّ تكلفة المحول الذي تم إحراقه تقدر بنحو 25 ألف دولار، مشيراً إلى أنها المرة الثالثة التي يحدث فيها هذا العمل في حي الشجاعية من قبل غوغائيين.

ولفت الدردساوي الانتباه إلى أنّ الشركة تتعرض لخسائر فادحة جراء هذه الأعمال الإجرامية، مشيراً إلى أنها تعرضت لخسائر تقدر بنحو 300 ألف دولار خلال اجتياح قوات الاحتلال الأخير لحي الشجاعية قبل نحو شهر، والتي عمدت بدورها إلى تخريب شبكات التيار الكهربائي حيث بذلت جهوداً جبارة لإصلاح الوضع وإعادته إلى ما كان عليه، ليأتي اليوم متمردون مسلحون ويقومون بإطلاق النار على محول وتدميره.