عاجل

الخميس 04/يوليو/2024

في ذكرى الانتفاضة: حماس تدعو إلى التوحد في وجه المخاطر المحيقة بالقضية

في ذكرى الانتفاضة: حماس تدعو إلى التوحد في وجه المخاطر المحيقة بالقضية

دعت حركة المقاومة الاسلامية “حماس”، كافة قوى وفصائل الشعب الفلسطيني، إلى ضرورة العمل المشترك للتصدي لكافة المخاطر التي تستهدف هذا الشعب وقضيته، وعلى رأسها قضايا جدار الفصل العنصري وتهويد القدس وتوسيع المستعمرات وطمس حق العودة، بدلاً من استنفاذ الجهود والطاقات في الجهود غير المشروعة والمساعي الخبيثة المتواطئة لتشويه وإسقاط الحكومة الفلسطينية المنتخبة، وإرباك الوضع الفلسطيني الداخلي.

واعتبرت حركة “حماس” في بيان لها بمناسبة الذكرى السادسة لاندلاع انتفاضة الأقصى المباركة، أنّ هذه الانتفاضة “تحمل كل معاني الصمود والصبر والإباء والكبرياء التي خطّها شعبنا الفلسطيني الأبي المقدام بدمائه الطاهرة، ليصنع مجداً فريداً يحمل البصمة الفلسطينية بامتياز، ويؤكد للعالم أجمع أنه شعب عصي على الانحناء أو الكسر، شعب غير قابل للتطويع أو التدجين، شعب قادر على النهوض من كل كبوة حتى لو اشرأبت المؤامرات وتعاظمت الخطوب”.

– صمود أسطوري عزّ نظيره في العصر الحديث

وأبرقت “حماس” بأحرّ التحيات “لأهلنا الصامدين ومجاهدينا الأبطال وأسرانا البواسل وأسر الشهداء والجرحى والمعتقلين، الذين صمدوا صموداً أسطورياً عزّ نظيره في العصر الحديث، في وجه آلة القهر والإرهاب الأكثر شراسة وقمعا في العالم”.

وأضافت الحركة في بيانها “نستذكر اليوم كيف حاول المحتلون فرض ثقافة الهزيمة والاستسلام على شعبنا، عبر حملات التطبيع التي انخدع ببريقها البعض، وظنوا أنهم استطاعوا تدجين شعبنا وإلهاءه بالمغريات والفتات عن حقه الثابت في أرضه ومقدساته، غير أنّ هذا الشعب العظيم انتفض أمام محاولة زعيم الإرهاب آرئيل شارون لتدنيس المسجد الأقصى، ووقف شامخاً كالطود العظيم في وجه كل مؤامرات تصفية القضية في كامب ديفيد الثانية، وغيرها من محطات التنازل المعروفة”.

وأكدت “حماس” أيضاً، أنّ انتفاضة الأقصى المباركة أعادت الاعتبار لخيار المقاومة الذي رفعته الحركة بعدما ثبت “فشل كل خيارات التنازل واسترضاء العدو، وخاض كل الشرفاء من أبناء هذا الشعب المقدام المواجهة المفتوحة مع الاحتلال، وانتشر منهج “الكتائب”، لتسير جميعها على هدى كتائب القسام، لتصد الغزاة المحتلين، وترسم لوحة رائعة من الوحدة حول البرنامج والأهداف الوطنية التي وضعتها الانتفاضة لنفسها”، وفق البيان.

– الانتفاضة مرحلة لإعادة ترتيب الأولويات الفلسطينية

ولاحظت حركة المقاومة الإسلامية أنّ الانتفاضة قد شكّلت “مرحلة لإعادة ترتيب الأولويات الفلسطينية، متمثلة في التحرير والبناء والإصلاح، حيث استطاع شعبنا العظيم أن يخوض معركة الديمقراطية الحقيقية التي أذهلت العالم من حولنا حين انحاز الشعب بأغلبيته إلى خيار المقاومة، وأسقط خيار التسوية سقوطاً مدوياً، ليثبت شعبنا مرة أخرى أنه يعرف البوصلة جيداً، ويدرك طريق الوصول إلى القدس وكافة مدننا وقرانا ومخيماتنا المحتلة، ويحفظ عن ظهر قلب خطوات المسير نحو التحرير، رغم كل أشكال التدمير والقتل والإرهاب” الصهيوني.

وشدّدت “حماس” على أنّ “خيار المقاومة هو خيار أصيل اختاره شعبنا عن وعي ودراية لتحرير أرضه ومقدساته، ولن نُسقط البندقية المقاتلة من أيدينا ما دام شبر من أرضنا تحت الاحتلال، وما دام هناك أسير واحد في سجون الاحتلال، أو لاجئ واحد في ديار اللجوء والشتات”.

ومضت “حماس” إلى القول “إنّ القمع والإرهاب لا يملك كسر إرادة وعزيمة شعبنا، ولا يصلح وسيلة للتعامل مع شعب ثائر مجاهد يأبى الذلة والخنوع كشعبنا الفلسطيني، مؤكدين أنّ كل من يطالب بتحقيق الأمن والاستقرار والهدوء في المنطقة؛ فإنّ عليه إعادة الحقوق الفلسطينية لأصحابها، والتعامل بإنصاف ودون أي ازدواجية مع قضيتنا العادلة، التي شهدت الكثير من التآمر ومحاولات التصفية طيلة العقود الماضية”.

وأضافت حركة “حماس”، أنّ المبادرات التسووية للقضية الفلسطينية “قد فشلت في تحقيق الحد الأدنى من حقوق شعبنا، وفرضت معادلات ظالمة لا زلنا نعاني منها ونكابد آثارها حتى اليوم، مما يؤكد أنّ خيار المقاومة هو الخيار الوحيد القادر على استرجاع الحقوق واسترداد المقدسات”.

– المقاومة أجبرت الاحتلال على إعادة حساباته الاستراتيجية

وأعادت حركة المقاومة الإسلامية، إلى الأذهان أنّ “المقاومة الفلسطينية الباسلة هي التي أجبرت الاحتلال على إعادة حساباته الاستراتيجية، ودفعته للخروج من قطاع غزة صاغراً مدحوراً، وضربت المشروع الاستيطاني الصهيوني في العمق والصميم، وحققت إنجازاً وطنياً هاماً رغم كافة محاولات التضييق والحصار المضروبة على القطاع”.

وأوضحت “حماس” كذلك، أنّ “الإنجاز المتحقق بطرد الاحتلال من غزة؛ ما كان ليتم لولا توحد شعبنا وقواه الحية في الهدف والأسلوب الوطني التحرري، واستقامته على طريقة كفاحية مشتركة، وإيمانه بأنّ القوة هي السبيل الوحيد لبلوغ الأماني والحقوق والطموحات، مؤكدين أنّ الوحدة الحقيقية القائمة على التمسك بالحقوق وليس التنازل عنها هي القادرة على تحقيق النصر المؤزر الذي تتوق له جماهير شعبنا وأمتنا”، حسب تأكيدها.

– رفض كافة أشكال الإملاءات الخارجية والضغوط الدولية

وأشارت حركة “حماس” إلى أنّ “انتفاضة الأقصى أثبتت خطأ ووهم كل من راهن على تدجين الشعب الفلسطيني، وإغرائه بالمال والمناصب والألقاب، فكما سقطت هذه الأوهام في الماضي فإنها ستسقط في كل مرة بإذن الله”.

وأكّد البيان رفض “حماس” لكافة “أشكال الإملاءات الخارجية والضغوط الدولية التي تستهدف سلخنا عن حقوقنا وثوابتنا المشروعة، مؤكدين أننا سنواصل معركة التحدي والتصدي والصمود في وجه كافة المحن والمؤامرات”، داعية “أبناء شعبنا المرابط؛ إلى زيادة الالتفاف حول حكومة الإصلاح الوطني” التي تقودها حركة حماس، والسير معها في “معركة البناء والتحرير التي تقتضي التعالي على الجراح، والصمود في وجه الحصار”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات