الثلاثاء 01/أكتوبر/2024

عنوان التعامل التلمودي مع العالم : النخاسـة و تجـارة الدم

عنوان التعامل التلمودي مع العالم : النخاسـة و تجـارة الدم

أدرك التلموديون من البداية أنهم ليسوا بحاجة إلى مزيد من الجهد لترويج ادعاءاتهم ، ول تسويق الأغراض الاستراتيجية لتلك الادعاءات على الساحة الأمريكية الأوروبية بهدف كسب تأييد الرأي العام في دول هاتين القارتين إضافة إلى الدعم الرسمي . و ذلك للعوامل التالية :

صناعة القوة

أولاً : استطاعت التلمودية عبر 366 عاماً في أمريكا الشمالية ، و تحديداً من عام 1636 و قبله في أوروبا كافة ، إدخال ما تريده من نهجها السياسي و الروحي و العسكري في عمق التفكير الأوروبي – الأمريكي الأمر الذي جعل الرأي العام في تلك الدول متجاوباً فوراً مع الدعاية التلمودية .

ثانياً : من خلال التدخل الدعائي بوساطة شريعة عزير أصبح التلمود مادة ثقافية مهمة في أوساط الرأي العام على امتداد مساحة قوى المركب العسكري الصناعي الغربي ، الأمر الذي سهل مهمة الإعلام التلمودي   

ثالثاً : انتشرت الدعاية التلمودية في دول الغرب انتشاراً واسعاً ، و دخلت الجامعات و المدارس بمراحلها التعليمية و المعاهد بأنواعها و بيوت العبادة. ومراكز صناعة الأخبار و دور النشر و المسارح و مؤسسات السينما ، و المؤسسات السياسية و الاقتصادية و العسكرية و الإعلامية ، و لذلك لم يوجّه الإعلام التلمودي اهتمامه لكسب الأنصار و المؤيّدين بل لحمل هذه الدول رسمياً و شعبياً على دعم المخطط التلمودي الواسع ، و في مقدمته حلقة أو مرحلة اغتصاب فلسطين ..

رابعاً : و توجّه الإعلام التلمودي للرأي العام الأوروبي – الأمريكي و لحكومات تلك الدول ، مطالباً بالمزيد من الدعم المالي و الاقتصادي و التقني و المعنوي و السياسي و العسكري للمخطط التلمودي . و عنون قوائم مطالبة بضرورة الوجود التلمودي لقوى الغرب كحاجة ديمقراطية .

خامساً : لم تتوقف الدعاية التلمودية و لا أجهزة تسويقها الإعلامية و السياسية و المخابراتية و ما يسمونها مؤسسات روحية ، عند مسألة (الضرورة الديمقراطية) لقوى الغرب . بل نشطت لاعتبار المخطط إياه (ضرورة) لدول آسيا و أفريقيا، و أيضاً لدول أمريكا اللاتينية و دول شرق أوروبا .

سادساً : و تشكّل الدبلوماسية واحدة من الأدوات الإعلامية الدعائية العديدة ، التي تتولى مسؤولية التخاطب الرسمي و في أغلب الأحيان ينتفي عامل الالتزام بما يصدر عن هذه الأداة ، و إذا حدث و التزم بما ندر من العمل الدبلوماسي أو السياسي التلمودي فيستغل الالتزام لخدمة الدعاية التلمودية .

سابعاً : و تعمل الدعاية التلمودية دائماً لضرب الجبهة الداخلية ، حيث تقوم بزرع الفتن و خلق التوترات . و تجعل الوضع العام أقرب إلى الحرب الداخلية بل إلى الحرب بمستوياتها و أخطارها . و في حال نجاح أجهزتها بعمل من هذا النوع ، تتحوّل تلقائياً إلى مرجع إلا أنه غير موثوق لسبب بسيط ، هو أن التلموديين أينما كانوا لا يتعاملون بصدقٍ و لا يعيشون إلا في التناقضات .

ثامناً : تركّز الدعاية التلمودية دائماً على الفصل بين الشعوب و الأنظمة . فتظهر من خلال ذلك لغات التخاطب التي تستخدمها ، إن الحكومة بسياستها و مواقفها و تعاملها مع القضايا الداخلية و الدولية بعيدة كل البعد عن الشعب … و هذه المسألة ، مسألة الفصل بين الشعوب الحكومات في مقدمة محاور الدعاية التلمودية .

تاسعاً : و تقدّم الدعاية التلمودية ، مسألة اندماج معتنقي التلمود في المجتمعات التي يعيشون فيها ، مسألة انتماء اليهود لأوطانهم الأصلية تقدّمها أساس أنها مسألة شكلية و ينبغي في أن تكون طوعية وفي الوقت الذي تتحرك فيه الحكومات و مؤسساتها لمناقشة مسألة الانتماء هذه تستنفر أجهزة الدعاية التلمودية ، و تعلن حالة التأهب بأقصى مراحلها و توجّه التهم للدول و الحكومات و المجتمعات التي أرادت حسم المسألة مسألة الانتماء داخلياً و في مقدّمة هذه التهم (معاداة السامية) .

عاشراً : توطّنت بفعل الدعاية التلمودية في ذهنية الإنسان الأوروبي الأمريكي قضية الإنسان العربي و الأرض التي سكنها ، تماماً كما أراد التلموديون . ففي الوقت الذي تتحدث فيه أجهزة الدعاية التلمودية عن (إسرائيل) على أساس أنها (امتداد حضاري للغرب) و أنها (الواحة الديمقراطية و الكنز الاستراتيجي ‌!!) لدول الغرب . تتحدث عن العرب على أساس أنهم (غزاة أهملوا الأرض و دمّروا الحياة) لا عنصرية تشبه عنصريتهم و بمناسبة و دون مناسبة ، تظهر الدعاية التلمودية في خطابها للرأي العام الأوروبي – الأمريكي اليهود في فلسطين أنهم التجمع (المسالم ، الوديع ، المهدّد دائماً من قبل العرب) و أن (معاداة العرب لهم نتيجة التعصّب الديني العنصري) و (الروابط التي تربط بين اليهود و بين العالم الأوروبي – الأمريكي تزيد من حدة المعاداة) .

و في الوقت الذي تقتل فيه (إسرائيل) شعباً بأكمله ، بعد أن أصدرت ضده قرار الإعدام و التهجير و التعذيب و اغتصاب حقوقه كلها ، حتى حق الحياة ، لا تزال التلمودية تتبع الطريقة ذاتها في دعايتها و تنتهج الأسلوب نفسه مناورة و مضللة الرأي العام الدولي و بخاصة أوروبا و أمريكا .

بعض أدلة الإثبات :

في عام 1966 قام ليفي أشكول رئيس وزراء (إسرائيل) بالتنقل بين بعض الدول الأفريقية و ادعى أشكول أمام برلمان ساحل العاج قائلاً : « كافحت الدول الأفريقية و (إسرائيل) ضد التمييز العنصري و التعصب الديني بكافة أشكالهما حيثما ظهرا !! … و ولدت (إسرائيل) نتيجة شوق للحرية و ذكريات الاضطهاد و لهذا تتبع بعطف بناء المجتمعات الجديدة في أنحاء أفريقية كافة» .

و قبل وضع خطوط حمراء تحت أغلب مفردات تصريح أشكول ، أرى ضرورة التذكير بأن التجارة بالبشر كانت و ما تزال من اختصاص التلموديون و أن معتنقي التلمود من أمهر من مارس هذا النوع البشع من التجارة و أن القارة الأفريقية خسرت بعض طاقاتها البشرية نتيجة الأعمال التي قام بها النخاسون التلموديون و توصيفٍ لتعاملهم فأن التمييز العنصري وحده هو العنوان الأساسي لهذا التاريخ ، و هو التاريخ الوحيد القائم على التعصب و مؤسّس نظريته عزير صاحب المزاعم التوراتية و الفاشي الأول في التاريخ و القائل بتمييز معتنقي التلمود على أبناء البشر .

و لا أدري أي نوع من الحرية الذي اصطنع كياناً عنصرياً عدوانياً مغتصباً على أرض فلسطين ، و كيف تكافح العنصرية ضد العنصرية ؟! ، لا يوجد عدوان في التاريخ يوازي أو يقترب من العدوان التلمودي على العرب في فلسطين و خارجها.

سلوكية سلبية دائماً :

التلموديون خارج حدود التاريخ و لهذا جاء فهمهم للحياة و قيمها و المصطلحات التي يتداولها البشر و يناضلون من أجلها ، جاء فهمهم معكوساً أو أرادوه معكوساً فقالوا : «إن (حرية ، مساواة ، إخاء) ليست إلا السلاح الذي نعدّه لهدم العالم … لذا على الشعوب نفسها أن تركّز على السلوكية التلمودية في التاريخ ، و هي بالتحديد ما كانت و لن تكون إلا سلبية و عادية لحقوق الشعوب و حرياتها … و على هذه الشعوب ألا تنتظر من معتنقي التلمود إلا زرع الفتن و الخوف و التخويف و صناعة الأزمات و تقسيم المجتمع أي مجتمع إلى فئات و تحويلها إلى قوى متصارعة لدرجة الحروب الداخلية المدمّرة للبنى الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية .

و طبيعي أن يقال : “لا يريد معتنقوا التلمود من أفريقيا إلا فتح بواباتها ، و تحويلها إلى أسواقٍ و مناطق عبور للمنتجات التلمودية حتى و لو كانت لتدمير الحياة في أفريقيا و غيرها من قارات العالم”.

العلاقة الوهم :

و ما ينبغي ذكره هنا ، أنه يوم التصويت على قرار الأمم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين عام 1947م لم يكن في المنظمة الدولية من أفريقيا أثناء مناقشة قضية فلسطين ، إلا مصر و جنوب أفريقيا ، المحكومة من قبل أقلية بيضاء – نظام الأباريتهيد – و ليبيريا الواقعة تحت النفوذ الاقتصادي الأمريكي و أثيوبيا ، و صوّتت جنوب أفريقيا و ليبيريا و هذا شيء مفروغ منه نتيجة ما تقدّم ذكره ، إلى جانب قرار التقسيم مما يعني أنه حتى ذلك التاريخ لم تكن هنالك أية روابط من النوع الذي تحدّث عنه التلموديون مثل ليفي أشكول و غولدا مائير و يشوع راش … و يعني كذب الادعاءات التلمودية ، كما يعني أن العلاقة الأفريقية التلمودية مجرد وهم و اختلاف و أن معتنقي التلمودية يرغبون تحقيق ما صرّح به و أعلن عنه يشوع راش آنفاً .

و إذا وجدت بعض هذه العلاقة على سبيل الافتراض فليست موصوفة بالمتانة و ذلك لأن الشعوب الأفريقية تمتلك تاريخاً و حضارة تتأثر و تؤثر بالحضارات الإنسانية ، أما التلموديون فلا يمتلكون تاريخاً إيجابياً أبداً، و ليس لهم أي نوع من الحضارة و لا يؤثّرون بالمجتمعات العالمية إلا من الناحية السلبية و الخطيرة على المجتمعات كلها، و على حضاراتها أيضاً .

و بما أنه لا فائدة لأية دولة في أربع جهات العالم من التعامل مع التلموديون و لا مصلحة لأية قارة بهذا التعامل فإن الادعاء التلمودي بوجود مصالح لأفريقيا و آسيا و أية قارة مجرد زعم . لا تتوفر له عناصر الإثبات ، و لا يتمتع بأي من عوامل الموضوعية و الدقة .

و بناء على هذا فإن المستفيد الوحيد في ميدان العمل بين أي من دول العالم و شعوبه و بين التلموديين دعاية و عقيدة منهجية و سلوكية أو سياسية و اقتصادياً و ثقافة ، هم التلموديون و لا أحد غيرهم .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الحصاد المرّ لحرب الإبادة على قطاع غزة

الحصاد المرّ لحرب الإبادة على قطاع غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أصدر المكتب الإعلامي الحكومي، مساء اليوم الاثنين، تحديثًا لبيانات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي...