الإثنين 05/مايو/2025

إنهم يبذلون كل جهد لإخراج أمريكا وإسرائيل من مأزقهما !!

إنهم يبذلون كل جهد لإخراج أمريكا وإسرائيل من مأزقهما !!

تعرض المشروع الصهيو – أمريكي  في المنطقة لانتكاسة كبيرة بفعل الهزيمة العسكرية التي منيت بها إسرائيل على يد مقاتلي حزب الله اللبناني وما تبع ذلك من تداعيات هذا الفشل والإخفاق على الساحة السياسية والداخلية الإسرائيلية أهمية هذا الفشل أو الهزيمة الإسرائيلية بأنها وضعت حدا لحالة التقدم في المشروع الصهيوني والأمريكي المزدوج والمتلاقي في صعيد الأيديولوجيا والإستراتيجية إنها ولاشك حالة من التزاوج على صعيد الفكر الاستعماري والديني وما بين الممارسة المصلحية الإستراتيجية.

فالكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية كانتا تسيران جنبا إلى جنب فيما يتعلق بتحقيق التجزئة للمجزأ ذاته في المنطقة العربية والإسلامية وكذلك فيما يتعلق بشرعنة الاحتلال على أجزاء كبيرة من أراضي الضفة الغربية وكذلك لمعظم ما تبقى للفلسطينيين من مناطق وأراضي في القدس وفي محيطها .

من المهم جدا التذكير في هذا السياق بأن ما كان يسمى بعملية السلام  الفلسطينية الإسرائيلية التي بدأت منذ مؤتمر مدريد للسلام سنة 1990 كان قد انتهى الغرض منها ضمن الرؤية الأمريكية والإسرائيلية لها حينما أصبحت أراضي الضفة الغربية عبارة عن معازل وكانتونات غير متواصلة جغرافيا ولا حتى ديمغرافيا بفعل سياسة الاستيطان الصهيونية التي باتت بموجبها المستوطنات تشكل جيوب شبه إقليمية قاطعة لحالة التواصل الطبيعي لأراضي الضفة وللقدس مع أراضي محيطها هذا بالإضافة إلى أنهم وصلوا بفضل عملية السلام الأداة التكتيكية الجد مهمة أمريكيا وإسرائيليا إلى إقامة جدار العزل العنصري  وضم الأغوار وتحويل قطاع غزة إلى سجن كبير بمعنى أو بآخر انتهى دور عملية السلام في تمكين الاحتلال من فرض نفسه على أرض الواقع وفي شرعنته عليها تحت غطاء ومسمى عملية السلام وعلى ضوء هذه الحالة التي وصل إليها الاحتلال الإسرائيلي بقي أمامه فقط الشروع بما يسمى بخطة الانطواء  أو التجميع وبالتالي الانفصال عبر تحديد حدود مؤقتة إذ والحالة هذه سيصبح الفلسطينيون في الضفة والقطاع محصورين في سجن كبير وحتى في هذا السجن نفسه فإن حالة من التواصل فيه غير موجودة بالتالي فإن الأمور ستكون مهيأة جدا لتحقيق الحلم الصهيوني بالسيطرة على كل أرض فلسطين التاريخية خالية من أي عنصر عربي عندما يجد العربي الفلسطيني نفسا مضطرا للهجرة بفعل حالة الخنق هذه وعندها سيتم تعديل الحدود المؤقتة التي أسلفنا الحديث عنها لتصبح بعدها – لا سمح الله – حدود الكيان الصهيوني فيما يتعلق بتلك التي تربطها مباشرة مع مشارف أراضي الدول العربية المجاورة “دول الطوق”.

لتنفيذ المخطط الصهيوني والأمريكي في فلسطين وفي المنطقة العربية والإسلامية عبر مشروع التجزئة العرقية والمذهبية أو ما يسمى بمشروع شرق الأوسط الجديد بالنسبة للأخيرة شرع الكيان الصهيوني وإدارة المحافظين الأمريكيين الجدد بالتخطيط مليا لضرب جدار المقاومة والممانعة في المنطقة حيث إن وجود هذا الجدار يشكل عائقا أمام نجاح المشروع الصهيو أمريكي ولذلك قرر أصحاب المشروع الإمبراطوري وأداتهم الرئيسة في المنطقة البدء في ذلك وهذا ما كشفه الصحفي الأمريكي المعروف سيمور هيرش وغيره في تقريره الذي تحدث عن وجود هذه الخطة قبل عملية حزب الله التي تذرعوا بها للقيام بمهمة ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد .

حينما تبين لأمريكا وإسرائيل مدى صمود ومقاومة حزب الله للعدوان الذي شنتاه عليه وعلى لبنان وتأكد لهما من خلال التعامل مع النموذج العقدي المقاوم  المصغر جدا عن الجمهورية الإسلامية في إيران وما تمثله أيضاً سوريا من حالة من التماسك والثبات عادت أمريكا وإسرائيل للنظر مجددا في تكتيكاتهما ووسائلهما مرة أخرى  حتى أنهم أوقفوا الحرب على لبنان وأوقفوا المشروع كله مؤقتا للتدقيق والمراجعة مرة أخرى في الأدوات والوسائل وعلى هذا الأساس اتخذت أمريكا أسلوباً جديداً يعتمد ويعود مرة أخرى إلى أكذوبة التفاوض والمفاوضات أو بالأحرى أكذوبة عملية السلام  لتهيئة المنطقة والرأي العام بما يخدمها ويخدم إسرائيل وكذلك الأنظمة العربية وزعماء الانبطاح لدينا في فلسطين  في اتجاههم المستقبلي لمعاودة شن الحرب على محور المقاومة والصمود في المنطقة العربية والإسلامية ولاسيما فيما يتعلق بإيران وحزب الله وسوريا .

أمريكا وإسرائيل أصبحتا تدركان أنه لا يمكن مواجهة هذا المحور العربي والإسلامي مرة واحدة وبدون تهيئة سياسية وإعلامية تضليلية ولذلك رأينا كيف أن بلير وعدد من الدول الأوروبية التي لا تخرج عن الفلك الأمريكي قد انخرطوا فورا للعمل من أجل هذه المهمة عبر تأكيداتهم وتصريحاتهم  بالقبول بحكومة الوحدة الفلسطينية وبضرورة العودة إلى المفاوضات وعملية السلام ومدى الليونة الأمريكية والإسرائيلية فيما يتعلق بالتفاوض واستعداد أولمرت للقاء عباس بدون شروط وأخيرا ذهاب عباس ومثوله أمام سيده بوش في نيويورك .

أمريكا تعيش في مأزق حقيقي في العراق وأفغانستان حتى إننا بتنا نرى أن السودان بدأ يتمرد على الإرادة والإدارة الأمريكية وإسرائيل أيضا هي الأخرى تحيا في مأزق وجودي في ما يتعلق بكيانها فإسرائيل الآن مكشوفة الخيارات وهي ليس أمامها إلا خياران فإما الذهاب إلى السلام الذي يعطي الفلسطينيين الحد الأدنى من حقوقهم والتي تعني الانسحاب الكامل والنظيف من جميع الأراضي المحتلة عام 67  وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم تطبيقا للقرار الدولي  الشهير 194 لسنة 1948  أو أن إسرائيل تلجأ إلى المواجهة هي وأمريكا  بمعنى آخر: الحرب الشاملة والخيار الأخير لا تستطيع عليه إسرائيل ومعها أمريكا إلا تهورا وضمن خطوات لا تخضع ربما للتفكير والأداء العلميين  في قياس جانب الربح والخسارة للمشروع الصهيو – امريكي .

أمام المأزق الصهيوني والأمريكي نرى أن الأنظمة العربية وزعماء أوسلو وعلى رأسهم عباس في هذه الأيام يقدمون الخدمات الجليلة  للكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في مأزقهما الذين يقعان فيه بسبب سياساتهما  وبفضل المقاومة وصمودها في لبنان وفلسطين وفي غير مكان في العالم العربي والإسلامي فبدلا من أن يتقدموا بمشروع فلسطيني يمثل على الأقل الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني  ووضع إسرائيل في خانة الخيار بين القبول بهذه المطالب الدنيا وبالتالي تحديد القرار والآلية لتنفيذه من خلال مجلس الأمن بدلا من المفاوضات التي ثبت فشلها وعبثيتها وبين وضع إسرائيل في خيار المواجهة على الأقل في الاتجاه السياسي والدبلوماسي وإقامة العلاقات معها بدلا من كل ذلك رأينا كيف أن عباس لازال يناكف حماس والحكومة فمرة نسمع أنه وافق على وثيقة الوفاق الوطني كمرجعية لحكومة الوحدة الوطنية ثم بعد قليل نراه في حال أخرى يقول فيها إنه جمد المفاوضات بشأنها مع حماس لأن حماس لا تعترف بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة ولا توافق على نبذ العنف ” المقاومة ” ونراه مرة أخرى ينسى المبادرة العربية ويعود ليتمسح مرة أخرى ببركة خارطة الطريق التي تساوي من حيث مضمونها خطة الانطواء والانسحاب الأحادي الجانب ثم إننا نسمع منذ فترة قريبة جدا أن عباس قد اعاد المفاوضات مع حماس إلى نقطة الصفر أما بالنسبة لحكام العرب فحتى مبادرتهم البيروتية التي  أوجعوا رؤوسنا بها ومعهم السيد عباس الذي ما فتأ وهو يذكر بها ويطالب حماس بالاعتراف بها لم يتفقوا  أو لنقل افتعلوا عدم الاتفاق  حولها في تقديمها كمشروع للسلام إلى مجلس الأمن  والسبب في ذلك أن هؤلاء لا يعملون لمصلحة فلسطينية أو عربية فقط إنهم يعملون لصالح كوندي وبوش واولمرت نعم هذه هي الحقيقة طبعا مع عدم نسيان ماهياتهم التي يتحصلون عليها من أمريكا والصهاينة انهم اجراء ومرتزقة مخلصون لأسيادهم لا لأمتهم محور العمالة الأردني والمصري  والسعودي لا زال يصر على العودة إلى عبثية المفاوضات والى ما يسمى بإحياء عملية السلام التي نعاها كبير مؤسستهم الاستعمارية ” الجامعة العربية ” فلست أدري كيف استطاع أناس عبر التاريخ إحياء أموات إلا فقط عرب النذالة والانبطاح !! إنهم مبدعون في علم استنساخ العاهات أو إعادة تدوير القاذورات إنهم بذلهم واستسلامهم وتآمرهم على أمتهم مستمسكون !!!

حقا إنهم يحاولون المناورة مرة تلو الأخرى ضد شعوبهم وأمتهم حقا إنهم مفاوضون مخلصون ولكن للأمريكان والصهاينة فعلا إنهم يحاولون مع الأمريكان والصهاينة لإخراج مشروع شرق الأوسط الجديد من مأزقه عباس ومعظم زلم الإقطاع العربي يحاولون أن يظهروا أمريكا وإسرائيل بموقف القادر على فرض شروطه وإملاءاته على مصالح الأمة العربية ولاسيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أبعد كل هذا ألا يستطيع المرء أن يقول: إنهم يبذلون كل جهد من اجل إخراج أمريكا وإسرائيل من مأزقهما؟!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...