الإثنين 05/مايو/2025

السؤال الأمريكي العاصف . . لماذا يحكمنا اليهود؟

السؤال الأمريكي العاصف . . لماذا يحكمنا اليهود؟

إنه يهودي، ومن أهل النخبة، ذلك الذي يقول أن اليهود في الولايات المتحدة يزحفون “بربرياً” نحو السلطة في الولايات المتحدة ليمسكوا، وبشكل كامل، بالقرار الأمريكي، حتى إنهم أقاموا “مستوطنات يهودية” داخل الكنيسة مما جعل القساوسة يعترضون وينظمون حملة ضد هذا “الغزو”.

“ديفيد آلتمان”  أستاذ المستقبليات، لا يستبعد أبداً ظهور هتلر أمريكي ما دامت ردة الفعل على السيطرة الأمريكية تتفاعل أكثر فأكثر، ومع ذلك، فأركان الـ”إيباك” يستبعدون ذلك لأن تخريب الوجود اليهودي يعني تخريب الوجود الأمريكي .

هل كان صاحب نظرية “صراع الحضارات” أو “صدام الحضارات” صمويل هاتغون يريد أن يبقى داخل الدلالة السياسية المباشرة لكلماته حين قال: ((ينبغي عدم ترك الأقليات، وأية أقلية كانت، التحكم بالسياسة الإستراتيجية للولايات المتحدة)) ؟

بالطبع أنه لا يقصد الأقلية الأوكرانية ولا الأقلية الوافدة من الإكوادور، بل إنه يقصد تحديداً الأقلية اليهودية، يقول “كينيث دام” وهو نائب سابق، وبارز، لوزير الخارجية إن المشكلة في الأقلية اليهودية هي الرغبة الجماعية والمنسقة للوصول، وسواء حدث هذا عبر إستراتيجية سياسية أم عبر استراتيجية عقائدية، ملاحظاً أن أحداً لم يتحدث عن أصل “وليم روجرز” أو “جورج شولتز” أو حتى “جون فوستر دالاس” و”جورج مارشال” عندما تسلموا وزارة الخارجية، ولكن فجأة امتلأت صفحات الجرائد بالحديث عن الأصل اليهودي لـ”هنري كيسنجر” أو “مادلين أولبرايت” مع التركيز الواضح على تفوقهما. وهذا ليس صحيحاً البتة، فأي من الاثنين لا يتمتع بكفاءة ديبلوماسية تتجاوز “جيمس بيكر” مثلاً أو “دين راسك” أو “كريستيان هيرتر” أو “ديني اتشيسون” الذين قاد بعضهم العمليات الدبلوماسية المعقدة في أكثر المراحل احتداماً في الحرب الباردة بين معسكر العالم الحرب والمعسكر الشيوعي .

والمسألة لا تتوقف عند حدود الجذور اليهودية، بل إن ثمة محاولة واضحة لإظهار “البعد العبقري” في شخصية اليهودي الذي يستطيع أن يحقق أي شيء وأن يحل أية مشكلة مهما كانت شائكة، ليلاحظ أن كيسنجر لم يكن أبداً أكثر قدرة من رجال مثل “زبغنيو برينسكي” أو “برنت سكوكروفت” أو “وليام كوانت”، ناهيك عن “وليم أولبرايت” في تقييم الأمور واستنباط الخيارات أو البدائل، لا بل إن كيسنجر الذي لا ينكر أحد كفاءته في التلاعب اللغوي وفي الإثارة المسرحية عندما يكون منخرطاً في مهمة ما، استطاع أن يحدث في العالم العربي مناخاً من الكراهية للولايات المتحدة وله شخصياً، فثمة أكثر من باب عربي أقفل وراءه حتى أنه عندما تسلم الرئيس “رونالد ريغان” منصبه كان قد قرر أن يوفد “كيسنجر” (وكان مستشاراً للأمن القومي ثم وزيراً للخارجية في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون) إلى الشرق الأوسط، وكما هو معلوم، فإن الرئيس الذي أسس برنامج “حرب النجوم” وكان يريد بناء  صيغة إستراتيجية جديدة للكرة الأرضية، أطلق مبادرة تسوية أزمة الشرق الأوسط في أيلول/ سبتمبر 1982، أي في ذروة الاحتلال الإسرائيلي للبنان ولبيروت بوجه خاص .

العقل الشرق الأوسطي

أكثر من عاصمة عربية رفضت أن يكون “كيسنجر” هو الموفد الديبلوماسي الذي يتولى تسويق تلك المبادرة، فكان أن بعث به ريغان إلى أمريكا اللاتينية التي لا تشبع خياله في حال من الأحوال، وهو الذي دأب على القول أن السبب في “نجاحه” الديبلوماسي في الشرق الأوسط يعود إلى كونه يهودياًن أي أنه لا يحمل عقلاً “أحادي الجانب” – والكلام له شخصياً – بل أنه يدرك تماماً طبيعة “المحتويات التقنية اللاهوتية” للعقل الشرق أوسطي .

لا أحد يعترض أبداً أن تكون يهودية شخصيات سياسية أو اقتصادية أو فنية أو أدبية مثل “هنري كيسنجر” أو “مادلين أولبرايت” أو “جوزيف سيسكو” أو “ريتشارد هولبروك” أو “صموئيل بيرغر” أو “ميلتون فريدمان” أو “جورج سوروس” أو “آلان غينسرغ” أو “بربارة ستراينسد” أو “ستيفن سبيلبرغ” وغيرهم، لا بل إن من الطبيعي أن يخرج من الجالية اليهودية النشطة أناس من هذا الطراز، لكن المشكلة تبقى في أن هؤلاء لا يستطيعون الخروج من جلدهم اليهودي، حتى أن المخرج الشهير سبيلبرغ الذي يحاول دوماً نفى أن يكون قد قام بتهريب “الحالة اليهودية” عبر أفلامه التي تلقى رواجاً واسعاً بسبب التسويق الإعلامي الكثيف والمنظم، قال أخيراً عندما رزق بطفله الأول: ((لقد جعلني هذا الطفل أشعر بيهوديتي)) .

حين أصبح لديه امتداد في هذه الحياة التي كان يعتبرها تقفل مع موته لم ير في الامتداد سوى اليهودي .

البوذية واليهودية

حتى أن “غينسبرغ” الذي توفي أخيراً والذي يعتبر من كبار أدباء الحقبة الحديثة، قال أنه قرأ البوذية بعمق لتكثيف اللاوعي اليهودي الذي في داخله، وإن كان قد استدرك قائلاً أنه مزيج مركب من التفاعلات الفلسفية في هذا العالم .

بالطبع، في بلد مثل الولايات المتحدة أو حتى في أي بلد آخر يمارس الآلية الغربية في السلطة ليس هناك من سلطة واحدة، بل إنه توجد سلطة سياسية وأخرى اقتصادية وأخرى ثقافية إلى ما هنالك، واللافت دوماً أن ثمة زحفاً يهودياً نحو الإمساك باللحظات الكبرى أو بالعمليات الكبرى: ندرك تماماً أن فريدمان هو صاحب المفهوم الاقتصادي الحالي في الولايات المتحدة (ودائماً عبر تشعبات النقدوية وإيحاءاتها))، كما ندرك أن سوروس هو صاحب نظرية الحرب الباردة ضد اليابان التي يمكن أن تشكل بؤراً أو كتلاً تهدد الاقتصاد الأمريكي، ودوره في شرق آسيا بات معروفاً تماماً .

أليس سبيلبرغ أيضاً هو الآن نجم هوليوود الذي يقول النقاد الكبار أنه “يحاول أن يجعل المشاهد يهودياً بشكل أو بآخر” كما أن غينسبرغ أثر كثيراً في الكتاب الشباب الذين يواجهون صعوبات إن في التعامل فمع الضجيج الذي تحدثه الحضارة الراهنة أو مع الصمت الذي يفترض أن يكون الملاذ فإذا به المقبرة .

العاصفة تتشكل

ومع أن هانتغتون مستعد لإظهار ما أمكن من الفظاظة في طرح أفكاره، فقد بدا خجولاً في تحذيره من سيطرة الأقليات، علماً بأنه تراجع إلى حد كبير، وخلال مؤتمر فكري عقد في القاهرة وحضره هو شخصياً، عن نظرية “صدام الحضارات”، لكن ثمة من يؤكد أن العاصفة تتشكل، وهي قد تتفجر بعد سنوات ليس بإمكان أحد تحديدها .

ماذا كان حدث لو أن “جوليوس روزنبرغ” وزوجته “إيتيل” اللذين نقلا أسرار القنبلة الذرية الأمريكية إلى الاتحاد السوفييتي (السابق) لم يكونا يهوديين؟ بالتأكيد كان الكلام عنهما لا يتوقف أبداً حتى وإن أعدما، فاليهودي يفترض أن يدين الآخر، وحين ضبط “جوناثان بولارد” محلل أركان “الإيباك” أي الهيئة التي هي بمثابة القلب المحرك للوبي اليهودي، أن يقول أن الذي حدث لا يعدو كونه “نزوة شخصية” مع أن التحقيقات أثبتت تورط الأجهزة الإسرائيلية في الموضوع، كما أن الرجل تصرف بدافع أيديولوجي محض .

ولكن ها إن يهودياً عقلانياً – ربما – هو “ديفيد التمان” يدعو إلى وقف “هذا الزحف البربري” إلى السلطة، متسائلاً: ((لماذا يفترض أن يكون جميع هؤلاء الذين في الواجهة يهوداً؟)). إنه أستاذ للمستقبليات وهو متخصص في عدد من القطاعات الحساسة، معتبراً أن الظهور اليهودي في الضوء وعلى هذا النحو ينذر باحتمالات خطيرة، فالأمريكي العادي بات يتساءل عما إذا كان اليهود ينفذون انقلاباً ضد المسيحية في السلطة ؟

لماذا يحكمنا اليهود ؟

وهو يلاحظ أن ثمة من يقول أن الصدفة هي وراء ذلك الحشد اليهودي الكثيف في السلطة. قد يكون هذا صحيحاً، ولكن من يصدق، فقد حلت “مادلين أولبرايت” محل “وارن كريستوفر” وحل “وليم كوهين” محل “وليم بيري” وحل “صموئيل برغر” محل “أنطوني لايكت” وأخيراً ها أن “ريتشارد هولبروك” يحل محل “بيل ريتشاردسون” .

“آلتمان” يعتقد أن ثمة خطة للإمساك بالسلطة على هذا النحو، أبداً إنها ليست الصدفة، لكن الأمريكيين الذين يستطيعون أن يعرفوا كل شيء من خلال وسائل الإعلام المختلفة، يستطيعون أن يعرفوا، بالتأكيد، من هي الجهة أو الجهات التي تحكمهم، ولقد بدأت الأسئلة تطرح حتى في الجامعات: لماذا يحكمنا اليهود؟

كل مسؤولي وزارة الخارجية هم من اليهود، وباستثناء “ستروب تالبوت” الذي تم تهميش دوره بشكل لافت رغم إمكاناته الديبلوماسية المعروفة فإن الآخرين جميعهم من اليهود، بدءاً بمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط “مارين أنديك” وانتهاء بمنسق عملية السلام في الشرق الأوسط “دينس روس” (الذي أصبح خارج الملاك الوظيفي للوزارة) مروراً بمساعدة “آرون ميللر” وبمسؤول شمال الخليج (العراق وإيران) “روبرت دويتش” وغيرهم وغيرهم، دون أن ننسى أن مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، “بروس رايدل” هو يهودي أيضاً .

“ديفيد التمان” عند كل هذا يستعرض أسماء أخرى وأخرى. ليلاحظ أن السيطرة المنظمة تنسحب على قطاعات الإعلام والمال وبصورة لا مجال لتصورها حتى أن هناك من يقول الآن إن سوروس الذي تمكن من تحطيم الأسواق الآسيوية قد لا يتردد أبداً في التحطيم المبرمج للأسواق الأمريكية إذا ما اقتضت المصلحة اليهودية أو الإسرائيلية ذلك .

وهو يشير إلى مسألة خطيرة أخرى، ففي ولاية بنسلفانيا تشكل فريق من القساوسة الذين رفعوا شعاراً لهم: ((وقف الغزو اليهودي للمسيحية))، وهؤلاء الذين قرروا القيام بحملة تعبوية في أرجاء البلاد، هذا إذا لم يتم “إخمادهم” بالوسائل الملائمة، جمعوا كل المعطيات التي تؤكد أن ثمة إستراتيجية تنفذ إما لتشويش النصوص والطقوس البروتستانتية والكاثوليكية على السواء أو لإقامة “مستوطنات يهودية” داخل الكنيسة، وهذا يحصل من خلال استحداث جماعات تنطوي شكلاً تحت الصليب، لكنها تقوم بتشويه المعنى العقائدي الحقيقي للمسيحية، فلهذه الجماعات مفهومها الخاص للتجسد والقيامة وللخلاص إلى ما هنالك من القيم العقائدية .

واللافت أن هذه الجماعات التي تستغل حالة الخواء السيكولوجي التي يرفضها الإيقاع الراهن للحضارة التكنولوجية تستقطب وبكثافة، مسيحيين ينتمون إلى قطاعات مختلفة: المتشرد والباحث في الفيزياء النووية، الصيرفي والكاهن، وذلك من خلال منهجية مدروسة بمنتهى الإتقان .

النازية الأمريكية

ماذا يتوقع “آلتمان” ؟ بالتأكيد . .نشوء نازية أمريكية. أنه يحذر من ظه

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...