السبت 29/يونيو/2024

تحذيرات من مؤامرة لهدم الأقصى إثر افتتاح كنيس تحته

تحذيرات من مؤامرة لهدم الأقصى إثر افتتاح كنيس تحته

تتفاعل ردود الفعل إثر كشف النقاب عن افتتاح سلطات الاحتلال لكنيس يهودي تحت المسجد الأقصى، فيما تعالت التحذيرات من خطورة هذه الخطوة بحق أولى القبلتين وثالث المسجدين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم.

فبالتزامن مع بدء شهر رمضان المبارك؛ دشّنت سلطات الاحتلال الصهيوني كنيساً في مدينة القدس، في نفق استمر بناؤه عشر سنوات، حيث افتتح عام 1996، ما أثار انتفاضة فلسطينية سميت في حينه “انتفاضة النفق” سقط خلالها عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين.

وزعمت منظمة أنشأتها حكومة الاحتلال أنّ هذا المركز أو الكنيس أُسِّس لتسليط الضوء على دور القدس المحوري خلال أكثر من ثلاثة آلاف عام من “التاريخ اليهودي”، حسب ادعاءاتها.

– هيئة أوقاف القدس: يضعفون أساسات الأقصى

وأعربت هيئة أوقاف القدس عن اعتراضها على هذا الموقع، وقال عدنان الحسيني مدير أوقاف القدس، إنّ “عمليات التنقيب عن الآثار تلك غير قانونية، إنهم يقومون بهذه الأمور من خلال السلطة والقوة، ويضعفون أساس المسجد ويلحقون ضرراً كبيراً بالمباني الموجودة فوق الأنفاق”.

ولم يستبعد الحسيني أن يثير هذا الموقع الذي يطلق عليه اليهود اسم “جبل الهيكل”، في محاولة لطمس هويته، ردود فعل شديدة، وقال إنّ الاحتمالات مفتوحة، وفق تحذيره.

– التميمي يحذِّر من تدمير المسجد الأقصى عبر إضعاف أساساته

من جانبه؛ حذر الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين، رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، من تداعيات قيام سلطات الاحتلال الصهيوني بافتتاح نفق جديد قرب حائط البراق من الجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أنّ ذلك يشكل “خطراً حقيقياً على أساسات وجدران المسجد الأقصى المبارك”.

وقال التميمي في بيان تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه، إنّ هذه الإجراءات تعرِّض المسجد الأقصى لخطر حقيقي بتقويض أساساته، ومن ثم هدمه”، معتبراً ذلك مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية، وفيها انتهاك لمبادئ وتعاليم الأديان السماوية التي دعت إلى صون أماكن العبادة والحفاظ عليها وعلى حرمتها.

وشدّد التميمي على أنّ أي اعتداء على المسجد الأقصى وأي مساس بمكانته وقدسيته؛ هو اعتداء على كل مسلم في العالم ومساس بعقيدته، محذراً من ردود الفعل على مثل هذه الإجراءات ونتائجها الكارثية.

وأكد عالم الدين الفلسطيني على أنّ استمرار هذه الإجراءات من حفريات وتغيير لمعالم المسجد الأقصى بحجة التنقيب للعثور على الآثار “يأتي ضمن مخطط عدواني مدروس وممنهج على المسجد الأقصى لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، حسب تصريحات معلنة لبعض الجماعات اليهودية المتطرفة”، مشدداً على أنّ المسلمين في العالم “لن يسكتوا عن مثل هذه الإجراءات والمخططات الخطيرة التي تمس استقرار المنطقة بل العالم بأسره”.

وحمّل التميمي، الحكومة الصهيونية المسؤولية الكاملة عن هذه الإجراءات، مستغرباً في الوقت ذاته افتتاح مرافق أثرية أمام الزائرين في حين يُمنع آلاف المصلين من الوصول للمسجد الأقصى لتأدية شعائرهم الدينية وبالذات في شهر رمضان المبارك.

ودعا الشيخ تيسير التميمي، العرب والمسلمين في كل العالم، حكومات وشعوباً، “لحماية المسجد الأقصى والدفاع عنه والوقوف صفاً واحداً لمواجهة التحديات والمخاطر الحقيقية التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والعمل على دعم صمود الشعب الفلسطيني مادياً ومعنوياً”، كما حثّ أبناء الشعب الفلسطيني على الصمود والمرابطة وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه والدفاع عنه.

– صلاح: الحفريات متواصلة وقد تتشعّب

وبدوره؛ قال الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إنّ الحفريات التي بدأت تحت المسجد الأقصى عام 1967 لا تزال متواصلة حتى اليوم، بعد إقامة كنيس يهودي تحت المسجد الأقصى مؤلف من طابقين للرجال والنساء شارك بافتتاحه رئيس الكيان الصهيوني موشيه قصاب.

وأضاف الشيخ صلاح يقول إنّ الحفريات قد تتشعب في أكثر من اتجاه تحت المسجد، وفي أعماق مختلفة، والحفريات بدأت تتجه في اتجاهات مختلفة بعيدة عن المسجد، حيث يقومون بأعمال حفر تربط بين الحفريات الموجودة تحت المسجد وبين حي سلوان وهو حي مجاور للمسجد، وحفريات تقام طويلة تمتد من تحت الحفريات الموجودة تحت المسجد حتى تصل إلى مباني شخصيات صهيونية رئيسية في البرلمان والحكومة، فضلاً عن وجود شخصيات يهودية تقوم بأداء طقوسها داخل هذا الكنيس.

ويشير الشيخ صلاح إلى أنّ بناء الكنيس اليهودي تحت المسجد الأقصى جاء وفق الادعاءات الصهيونية بشأن الهيكل المزعوم، لذلك بنوا هذا الكنيس ادعاء بإحياء ذاكرة الهيكل الأول والهيكل الثاني.

وكان الشيخ صلاح قد عرض بداية العام صوراً في شريط فيديو تؤكد إقامة ذلك البناء الذي يمتد بأعماق ومسافات مختلفة تحت المسجد الأقصى، ويصل إلى بعد 95 متراً من قبة الصخرة، فيما يدعي الكيان الصهيوني أنّ البناء ليس بكنيس وإنما بناء أثري اكتُشف تحت الحرم القدسي الشريف.

وكان قيام الصهاينة بافتتاح نفق تحت أساسات المسجد الأقصى، قد فجّر انتفاضة فلسطينية عارمة عام 1996، بدأت في القدس وامتدت لتشمل كل أنحاء فلسطين. وقدم الشعب الفلسطيني خلالها آنذاك نحو تسعين شهيداً، فيما تمكّن المنتفضون من قتل ثلاثة عشر جنديا صهيونياً.

– قيود على دخول المسجد الأقصى

وفي سياق منفصل؛ أصدرت السلطات الصهيونية الجمعة (22/9) قراراً يمنع كل من المواطنيين سامر محمد علي صيام، وماهر أبو اسنينة من دخول المسجد الاقصى المبارك، وذلك لمدة ستة أشهر اعتباراً من الجمعة.

ويذكر أنّ المواطن صيام يعمل حارساً في المسجد الأقصى، وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها منعه من دخول المسجد المبارك. وقد دأبت السلطات الصهيونية منذ عدة أشهر على حرمان المواطنين من الوصول إلى المسجد، بحجة أنهم يشكلون خطراً على الكيان الصهيوني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات