عيسى صالح رئيس مجلس اتحاد الطلبة في جامعة الخليل.. إنجازات هامة حقَّقناها رغم كل

جامعة الخليل إحدى أهم الجامعات الفلسطينية التي تتربَّع على تلَّة شامخة من تلال مدينة خليل الرحمن في منطقة شهدت أحداثاً تاريخية يتواصل فيها الماضي والحاضر بنسق فريد، وجامعة الخليل صرح تعليمي بارز لها اسمها بين جامعات الوطن شكّلت على الدوام مركز إشعاع وطني، فقد حمل طلابها عبء المرحلة منذ بداية المشوار، وكتبوا معا وسويا لحن المقاومة من على مقاعد الدراسة، فقدَّموا البطولات والتضحيات وكتبت عنهم المقالات ورفعت لهم الصور، حتى نحتو في الذاكرة الفلسطينية ثوارا صادقين ومجاهدين برَّرة وقادة لشعبهم وهم بعمر الورد مزجوا التواضع بالآباء وضحّوا بالشهادات لينالوا الشهادة أو صبرا على سني الأسر الطويلة؛ فهي شهادة أيضا مع وقف التنفيذ.

ومجالس الطلبة كما كانت عنوان المقاومة، فهي بالتالي عنوان الاستهداف، ورويت عن ذلك الأساطير التي فاقت الخيال، ومزج غريب فريد رائع بين الالتزام لحاجات الوطن والالتزام بحاجات الطالب، ومن نجح في هذا الميزان فقد أبدع، ومن أخفق فعذره مرفوض.

هذا الوضع المعقَّد جعل مجلس اتحاد الطلبة في الجامعة أشبه بقلعة الدفاع عن الجامعة، أو قل: عنوان صمودها، أو قل: رأس الحربة، إن شئت، وفي كل الأحوال عندما تكون هي التّهمة التي استطاع الاحتلال بهمجيته أن ينتزع لفظ الإدانة من أفواه قضاته ضد كلِّ منْ حمل هذا الشرف، أو قل: هذا العبء في المطالبة بحقوق زملائه الطلبة وتسيير شؤونهم، وتستمر المسيرة ومعها أنواع المعاناة التي يستشعر من يخوضها لذّة خاصة رغم كلِّ ما فيها من مشاق ومغامرة، فالنشاط الطلابي نكهته عند أهله.

وفي هذا السياق، كان لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” لقاء مع عيسى صالح رئيس مجلس اتحاد الطلبة الحالي في الجامعة، والذي تولَّى هذا المنصب بعد اعتقال رئيس المجلس السابق طلعت عزيز؛ والذي يحاكم في المحاكم الصهيونية بتهمة الانتماء لمجلس اتحاد الطلبة وتقديمه الخدمة للطلاب والطالبات من خلال الكتلة الإسلامية.

الكتلة الإسلامية

الأخ عيسى صالح استعرض لنا، وبشكل موجز تاريخ مجلس اتحاد الطلبة في جامعة الخليل، فقال: “أول تأسيس للمجلس كان على يد الشيخ رائد صلاح والدكتور عز الدين الجعبري في مطلع الثمانينات ومنذ ذلك اليوم والكتلة الإسلامية تقوم بإدارة المجلس، إذ أنها أدارت ما مجموعه 22 دورة من أصل 24دورة، وكان ذلك عبر صناديق الاقتراع التي مكَّنت الطلبة من اختيار ممثليهم.

أما عن الدورة الأخيرة، والتي فازت بها الكتلة الإسلامية بنتيجة ساحقة لم تعهدها طوال حياتها في السابق قال صالح: “كانت الأمور جيدة حتى يوم الدعاية الانتخابية؛ حيث خرج ممثل الشبيبة طعنا وتشويها وتجريحا بالكتلة الإسلامية وساق التهم جزافا، مع أننا كنا قد اتفقنا مع الإخوة في الشبيبة على إدارة حملة انتخابية نظيفة، فقمنا بالرد على الافتراءات التي سيقت ضدنا ونشرنا بعضا من ملفات الفساد التي ضلع فيها رموز الشبيبة من سرقات لمعونات ومستحقات الطلبة؛ والتي كان آخرها اختلاس2000 دينار، فقامت كتلة الشبيبة بإعلان انسحابها من الانتخابات التي فازت بها الكتلة الإسلامية بـ35 مقعداً من أصل 41”.

العلاقات مع باقي الفصائل

أما على صعيد العلاقات مع الفصائل الأخرى في الجامعة، فيقول صالح موضحاً: “حاولنا أن نضع لهم ممثلين في المجلس الحالي، ولكنهم فضَّلوا البقاء خارج المجلس، ومع ذلك نحن نضعهم في صورة كل ما يجري، والعلاقة إجمالا جيدة، وهناك تعاون متبادل وبشكل كبير، أما الإخوة في الجماعة الإسلامية فوضعهم الأمني لا يسمح بكثير من النشاط أو بفرز أعضاء للمجلس”.

إنجازات المجلس

ولكن الأهم من ذلك كله، هو إنجازات هذا المجلس المعطاء، هذه الإنجازات التي كلَّفت الشباب حريتهم في زنازين الاحتلال وهم يجمعون التبرعات في المساجد من أجل دعم الطالب المحتاج ورعايته ومن أجل النهوض بهذه الأمة، ويلخص صالح هذه الإنجازات العظيمة قائلاً: “قمنا بدفع مبلغ 40000 دينار عن 80 طالبا محتاجاً، وأيضا تكفَّل المجلس بدفع 4000 دينار عن طلبة متأخرين في التسجيل، ويقوم المجلس بتأمين المواصلات للطلبة المحتاجين؛ إذ رصد لذلك مبلغ 3000شيكل شهريا، وكل من يتوجَّه للمجلس بطلب هذه الإعانة يتم إدراجه ضمن المسح الاجتماعي وبناءً علية يعتمد الصرف”.

ويضيف: “يهتم المجلس أيضاً بتوفير قروض ومساعدات في دفع أجر السكن أيضا يساعد المجلس في اختيار الأماكن الأنسب لسكن الطلاب وتوفير سلات غذائية باستمرار، كما يقوم المجلس بعقد الندوات الثقافية والتي تقام أسبوعيا، وكذلك نقوم بجلب محاضر لإعطاء محاضرات دينية خاصة بالشباب”.

ويمضي صالح قائلاً: “نقوم بعمل مسابقات شهرية وبشكل دوري، وكذلك عمل إفطارات جماعية لطلبة السكنات والطلبة المحتاجين، وإعطاء دورات تثقيفية خاصة بالجامعة وبالطلبة الجدد، وتوفير حصانة للطالب الذي قام باجتياز 90 ساعة دراسية، حيث إنها كانت قبل ذلك 93 ساعة، كما قمنا بعمل مظلات للطلبة ومقاعد في الكافتيريا بكلفة 8000 دينار، وخلال هذا الفصل إن شاء الله سيتم الانتهاء وإتمام مشروع المسبح والكافتيريا”.

العلاقة مع المؤسسات الحكومية

أما على صعيد العلاقات الخارجية مع المؤسسات الحكومية، فيوضح صالح أن المجلس “قام وبالتنسيق مع مجالس الطلبة في جامعة النجاح الوطنية وجامعة بيرزيت والجامعة الإسلامية في غزة  – بمخاطبة المجلس التشريعي ووزارة التربية والتعليم العالي بخصوص المساعدات القروض المالية التي تقدِّمها  صناديق الطلبة المحتاجين جامعات الوطن وتم التقدم بطلب تغيير المعايير التي بناءً عليها  تُوزَّع المساعدات، وتم الطلب برفع نسبة المساعدة والإقراض، أيضا تم الطلب من الوزارة باستخدام نفوذها على الجامعات لسنِّ قوانين أكثر إيجابية وتُصبّ في مصلحة الطلبة خصوصا في هذا الوضع الصعب”.

ويضيف صالح: “عقد في مدينة الخليل لقاء ضمَّ شخصيات تربوية واجتماعية واقتصادية وأولياء الطلبة المتفوقين والمحتاجين، وحضر اللقاء كل من الإخوة الدكتور علاء الجعبري مساعد وزير التربية للأمور المالية،   والأخ عبد الكريم ازغير، وتم مناقشة خطة الوزارة الجديدة القائمة على التغيير والإصلاح  والعدل والشفافية  في تقديم المساعدات القروض لطلبة المحتاجين، حيث تحدث في اللقاء رئيس مجلس اتحاد الطلبة ممثلا عن مجالس اتحاد الطلبة في كل من مجالس الطلبة في جامعة النجاح الوطنية وجامعة بيرزيت والجامعة الإسلامية في غزة أيضا تحدث الأخ أبو بهاء من جامعة الخليل  بالنيابة عن الكتلة الإسلامية في جامعات الوطن ودار النقاش الذي كان إيجابياً بفضل الله”.   

تطلّعات وآمال

أما عن التطلعات والآمال فيشير صالح إلى أن “المجلس يعمل مع كل مجالس الطلبة في فلسطين ومع كل من يهمه شأن العلم والتعليم لتحقيق الحلم الأكبر بأن يكون التعليم الجامعي مجانيا في بلدنا؛ وهذا ما تسعى حكومتنا الحالية بتوفيره. كذلك من أهم المشاريع التي يطمح إليها المجلس زيادة مرافق الجامعة وخصوصا المسجد الذي ينطلق منه العمل، وهو أساس النجاح في الدراسة وفي الحياة أيضا”.

وعندما بدأنا نسأل صالح عن المعوِّقات التي تحيط بهذا المجلس المعطاء؛ والذي اعتقل معظم أعضائه السابقين وحلَّ مكانهم أعضاء جدد قال: “اعتقال العاملين في المجلس يتم بشكل دائم؛ حيث تم اعتقال طلعت عزيز رئيس المجلس السابق، وثائر شلالدة وشعبان أبو تركي وهناك الكثير من الأسماء، الأمر الذي يؤدي إلى إرباك العمل في المجلس طول الوقت والملاحقات الأمنية لا تتوقف، لكن على الرغم من ذلك هناك تصميم لدى كل الشباب في المجلس على أن نؤدي الدور المنوط بنا في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها شعبنا الباسل”.

وحول العلاقة مع إدارة الجامعة يوضح صالح أن “العلاقة طيِّبة إلا في بعض الأمور؛ حيث يتم تهميشنا في قضايا حسَّاسة، فالردود دائما أن الأخ المسؤول عن التنسيق في الجامعة مع المجلس مسافر، لذلك تتعطَّل كثير من الأمور خصوصا الأمور المالية التي تتعلَّق بأبناء الشهداء والأسرى والموظفين”.

التفاعل مع الوضع السياسي

وعن تفاعل المجلس مع الوضع السياسي يقول صالح: “نحن نعيش الهمَّ الفلسطيني والعربي لحظة بلحظة، والأحداث التي يمر بها شعبنا نتعاطى معها بشكل دائم وقوي ونعقد المؤتمرات الصحفية للتعليق على مجرياتها، وقد قمنا قبل مدَّة بعقد مؤتمر خطابي تناول مجزرة “قانا” في لبنان، والحرب التي كانت دائرة هناك”.

وحول مسألة التمويل ومصدر المال الذي يدير نشاطات المجلس يوضح صالح قائلاً: “نحن نجمع التبرعات من