الأربعاء 26/يونيو/2024

سميح عصيدة مدير تربية وتعليم نابلس يتحدث عن الواقع التعليمي في المديرية وظروف بد

سميح عصيدة مدير تربية وتعليم نابلس يتحدث عن الواقع التعليمي في المديرية وظروف بد

يقول الأستاذ سميح عصيدة مدير التربية والتعليم في نابلس: إن “المديرية تنظر للعملية التربوية بمنظار فلسطيني شامل وأنها تضع جميع الإجراءات التي اتخذها المعلمون؛ من حيث الإضراب أو الالتزام بالدوام في الإطار الاقتصادي”، مضيفا أنه يرفض ويستهجن محاولات التعاطي مع هذا الموضوع خارج الإطار الاقتصادي البحت.

 

جاء ذلك خلال لقاء خاص مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” تناول فيه الواقع التعليمي الجديد في مديرية نابلس وظروف بدء العام الدراسي الحالي وقضية إضراب المعلمين وأثره على العملية التعليمية.

 

 

كبرى المديريات

ويوضح سميح عصيدة أن مديرية نابلس تضم 240 مدرسة منها 207 مدارس حكومية، وهذا العدد هو الأكبر بين مديريات الضفة الغربية الثلاث عشرة وقطاع غزة الخمس، لافتاً إلى أن مدارس نابلس تقدَّم التعليم لـ77 ألف طالب وطالبة؛ عدد كبير منهم التحق بالصف الأول فيها هذا العام.

ويضيف عصيدة أن الجهاز التعليمي الحكومي في نابلس يضم 3900 معلم ومعلمة بينهم 160 معلما تم توظيفهم مع بداية العام الجديد، وأن الفرصة ما زالت قادمة لتوظيف ما بين 40-50 آخرين خلال الأيام القليلة المقبلة،  منوِّهاً إلى أن العام الدراسي الجديد شهد افتتاح 13 مدرسة إضافية في مديرية نابلس منها 7 في المدينة و6 في قراها وبلداتها.

ويشير عصيدة إلى أن مديرية نابلس تواصل تجهيز المدارس الجديدة بما ينقصها من هيئات تدريسية ولوازم؛ كالأثاث المكتبي والكتب والقرطاسية والمكتبات والمختبرات والملاعب والحواسيب والوحدات الصحية، وأن جميع المتطلبات الإدارية والفنية قد جهّزت مع بدء العام الدراسي الجديد في الثاني من شهر أيلول/سبتمبر الجاري.

 

التوظيف

وعن توظيف المتقدمين للالتحاق بمهنة التدريس، يوضح عصيدة أن الوزارة خصصت لمديرية نابلس 160 مركزاً جديدا في مختلف التخصصات، وقد عيّن حتى الآن 126 مركزاً صدرت أسماء أصحابها في الدفعة الأولى التي أعلنتها الصحف المحلية، وقد تسلموا كتب التعيين وحددت لهم مواقع دوامهم، كما سيعلن عن أسماء أصحاب المراكز الـ 34 الأخرى في الدفعة الثانية المتوقع صدورها قريبا، وستبقى الفرصة مفتوحة لعدد آخر يحلون مكان المستنكفين والمتقاعدين، وهؤلاء سيعلن عن أسمائهم في الدفعة الثالثة التي ستعلن حسب الوقت الذي ستتوفر فيه الشواغر.

وينوه عصيدة بأنَّ جميع الذين تم توظيفهم قد انطبقت عليهم معايير القبول والتوظيف التي تضعها وزارة التربية والتعليم، وأن هذه المعايير محددة وواضحة رقميا، وقال: “كل المتقدمين الذين اجتازوا امتحان القبول في الوزارة تم ترتيبهم تنازليا لكل تخصص في كل مديرية ولكل جنس على حدا، ومنح كل منهم رقم ترتيبي للانتظار على الدور”.

وعن الفرص المستقبلية للمتقدمين الذين اجتازوا امتحانهم بنجاح ولم يعينوا يوضح عصيدة أن “لكل منهم الحرية في الاحتفاظ بنتيجة امتحانه أو إعادته في العام المقبل على أن ترصد العلامة الجديدة للمتقدم، ولو كانت علامته السابقة أفضل، أما المقابلة فإنها لا تعاد وترصد النتيجة الأولى لكل منهم”.

 

التنقلات والتظلمات

ويؤكد الأستاذ عصيدة أن مديرية تربية وتعليم نابلس قد أنهت حركات النقل الأساسية لكن الباب ما زال مفتوحا لتقديم التظلمات، ويضيف: “إذا تقدم المتظلم بمبررات واضحة وموضوعية يمكن إعادة النظر في عملية نقله”.

وعن مواقع تعيين الموظفين الجدد والذين يعيَّن جلّهم خارج المدينة، يقول الأستاذ عصيدة: “نعم، التعيين غالبا ما يتم خارج المدينة، لكن ذلك ليس بالقانون المطلق، وإنما يتم ذلك وفق توجهات تراعي عدالة وحق الأسبقية والأقدمية للموظف السابق، بمعنى أن الذين يعملون لسنوات خارج المدينة ويعانون من مشاكل الطرق والعبور عن الحواجز لهم أولوية في النقل إلى المدينة تزيد على أولوية تعيين المتقدم الجديد داخلها، لأن من تعب أكثر أحق بالراحة، لكن إذا توفر شاغر داخل المدينة، ولم يكن هناك معلم قديم قد تقدم للنقل إليه، فلا يوجد أيّ مانع من تعيين موظف جديد فيه، أي أن محددات تبادل التعيين والتوظيف هي الأقدمية والكفاءة “.

 

الإضراب

وعن إضراب الموظفين الحكوميين ومعلمي مدارس التربية والتعليم الذي يجري بوتيرة متفاوتة في مديرية نابلس، يقول الأستاذ عصيدة: “كتربية وتعليم ننظر بمهنية محضة للإضراب، وهذا يعني أن موضوعه يجب أن يعالج مهنيا أيضا”.

ويرى الأستاذ عصيدة أن نشر المعلومات المتعلقة بالإضراب ومضاعفاته ومشكلاته ليست من الحكمة في شيء، لأنها يمكن أن تستغل سلبياً، موضحاً أن “الجهة الرسمية الوحيدة المخولة بطلب المعلومات الدقيقة عن ما يجري في المدارس الحكومية هي التربية والتعليم، وعلى مختلف الجهات التوجه للحصول على تلك المعلومات أيضا من التربية والتعليم إن كانت تبحث عن المعلومة المهنية والحقيقية بدلاً من التوجه مباشرة للمدارس للحصول على معلومات قد تكون مغلوطة”.

ويؤكد الأستاذ عصيدة أن مديريته تعقد اجتماعا يوميا لجامعي المعلومات من المدارس بهدف توثيقها وتدقيقها وتحميل كل من يجلب معلومة مسؤوليته الكاملة عن صدقيتها، وتوفرها لإطلاع كل من يرغب بذلك،  ويضيف: أن “الهدف بلا شك ليس إخفاء المعلومة وإنما تقديمها بشكل مهني حتى لا توظف في أي جانب آخر”.

يذكر أن معدل نسبة الدوام في مدارس مديرية نابلس خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي الذي صاحبه إضراب دعت له جهات غير معنية بالعمل النقابي الخاص بقطاع المعلمين، قد تجاوز الـ 70 بالمائة، على الرغم من الانتهاكات التي قام بها مسلحون محسوبون على حركة فتح؛ تمثلت تلك الانتهاكات باقتحام المدارس وإرهاب الطلبة والمعلمين المنتظمين في الدوام.

 

المهنية المطلوبة

وعن موقع مديرية تربية وتعليم نابلس تجاه موضوع الإضراب يقول الأستاذ عصيدة: “إن للموظفين الحكوميين ومنهم المعلمون حقوق واضحة معترف بها وهي الحصول على رواتبهم الكاملة وفي الوقت نفسه هناك حق للطلبة والمجتمع بتعليم أبنائه وحصولهم على التعليم الكامل”، ويضيف: “التربية والتعليم تثق بالمطلق بالنظرة الإيجابية لدى المعلمين وبحرصهم على الطلبة ومصالحهم وحقوقهم في التعليم، ونحن نعتبر أنفسنا مع المعلمين فريقا واحدا ولا نتقاضى كأسرة مكتب التربية رواتبنا مثلهم، ولهذا نتمنى أن يكون هناك حل قريب يضمن لنا ولمعلمينا رواتبنا كاملة دون أن يخسر أبناؤنا الطلبة أيّ جرعة تعليمية”.

 

لا للتجاوزات

ويعبِّر الأستاذ عصيدة عن رفض تربية وتعليم نابلس للتجاوزات والإجراءات غير الحضارية لفرض الإضراب على المدارس أو كسره في المدارس المضربة ويقول:”نحن مع مطالبة كل إنسان بحقه من حيث المبدأ، لكننا نرفض وبشدة كل التجاوزات ونعتبرها بعيدة عن أخلاقنا وقيمنا الحضارية كما نرفض أي هيمنة أو إملاءات فيما يتعلق بفرض الإضراب أو كسره”.

 

نتائج عكسية

ويؤكد الأستاذ عصيدة لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن استمرار الإضراب يؤدي إلى نتائج عكسية على العملية التربوية برمتها، معرباً عن أمله في التوصل إلى إجراءات تنهي استمرار الإضراب بما يحقق مصالح المعلمين والطلبة معا.

ويوضح الأستاذ عصيدة أن التربية والتعليم بنابلس تنظر للعملية التربوية بمنظار فلسطيني واحد هو المنظار الاقتصادي المحض مستهجنا أي محاولة لحرف هذه الصبغة وتحميل موضوع الإضراب أكثر من ما يحتمل.

ويشير مدير التربية والتعليم إلى استمرار اتصالات المديرية مع جميع الجهات والقوى الفاعلة بهدف معالجة الأمور تربويا ومن خلال وزارة التربية والتعليم وأكد أن أحداً لا يقبل بحرف هذا الأمر عن مساره الطبيعي.

ويؤكد الأستاذ سميح عصيدة مدير التربية والتعليم في نابلس إلى أن عدداً كبيرا من مدارس المديرية سلّمت الكتب فعلاً للطلبة الذين توجهوا إليها ليبدؤوا عامهم الدراسي الجديد، متمنياً للطلبة التوفيق والنجاح وللمعلمين حياة كريمة تتناسب وجهدهم العظيم ورسالتهم الجليلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات