مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني يقترح مواصفات للحكومة الجديدة

أكد الدكتور أحمد يوسف، المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني، أنّ هناك حاجة ماسة لوضع بعض الضوابط والمعايير في التشكيلة القادمة لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، لضمان حركتها الانسيابية.
وقال الدكتور يوسف، في مقال صدر عنه اليوم، وتلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه، وحمل عنوان “حكومة الوحدة الوطنية: لحظات حاسمة قبل الإقلاع”؛ إنّ هذه الضوابط والمحدادات تتمثل في أن تحصل حركة حماس، بحكم تمتعها بالأغلبية في البرلمان، على ضعف الحقائب التي يتم منحها لحركة فتح، فتكون هناك مثلاً 8 إلى 10 حقائب لحماس مقابل 4 إلى 5 حقائب لحركة فتح.
كما رأى المستشار يوسف أن يتم توسيع مشاركة المستقلين من التكنوقراط ورجال الأعمال، في ما أنّ الترشيح يجب أن يشارك فيه الجميع، مع منح الكتل البرلمانية الأخرى وزارة لكل منها.
وقال يوسف إنّ من بين المحدِّدات أيضاً أنه يحق لكل من فتح وحماس الاعتراض على أية شخصية يطردها الطرف الآخر، ويُفضل أن يتم ترشيح 2 إلى 3 أسماء لكل منصب، ويُعطى للآخر حق الاختيار من بينها، أو الطلب بترشيح أسماء أخرى.
وشدّد يوسف على ضرورة أن يلتزم جميع الوزراء بالبرنامج السياسي للحكومة، وأنّ أي خروج على هذا البرنامج يُعرّض صاحبه للطرد من الوزارة، واستبداله بشخص آخر من الفصيل نفسه.
واقترح الدكتور أحمد يوسف أيضاً، أن يتم العمل على أن تكون بعض الوزارات الأساسية، مثل المالية والخارجية، في أيدي المستقلين أو الشخصيات المشهود لها بالنزاهة والوطنية، وذلك لتجنب حالات الاستقطاب والتجاذب داخل هذه الوزارات.
وشدّد يوسف أيضاً على ضرورة أن يكون منصب وزير الإعلام لشخصية غير حزبية، و”صاحبة حضور مهني ووطني مميز”.
وقال المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني، إنه منذ أن “بدأنا نتحدث عن حكومة الوحدة الوطنية، والخطاب يأخذ منحيين؛ واحداً تميل إليه الغالبية العظمى، يحمل تطمينات وبشائر بقادم الأيام، حيث يتم فيه رفع الحصار الظالم المفروض على شعبنا، وتنتهي مع إطلالة شهر رمضان المبارك وضعية الفقر والجوع والمسغبة، ونصل بعد رحلة المعاناة التي كرستها آليات الحصار إلى حالة نتنفس فيها الصعداء، ونعاود استشراق غدٍ مشرقٍ بأمل التمكين والانتصار”.
وأضاف “أما المنحى الثاني فيحاول تسويق أن لا أمل ولا رجاء في مستقبل هذه الحكومة، وأنّ مآلها هو السقوط والفشل”، وقال إنّ “هذا الخطاب تقف وراءه جهات لم تكن يوماً تراهن على رؤية القوى الإسلامية والوطنية يجمعها صف واحد، تقدم فيه مصالح الوطن العليا فوق كل اعتبار، ولذلك، نراها اليوم تحذرنا من بسمة التفاؤل والأمل، ولا تكف عن ترويج الإشاعات والأكاذيب التي تجعل شعبنا في حالة من الإرباك والهموم”، وخلص إلى القول “بين هذا وذاك، تظل الآذان مشنفة بانتظار لحظة الإقلاع”.
ومضى يوسف في مقاله إلى القول “إنّ الأسابيع والأيام الأخيرة التي جمعت بين الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، وكذلك بين الرئيس وقيادات من حركة حماس، إضافة إلى لقاءات واجتماعات عديدة بين قيادات من حركتي فتح وحماس للتفاهم والتشاور حول البرنامج السياسي المنبثق عن وثيقة الوفاق الوطني، وعن التشكيلة القادمة لحكومة الوحدة الوطنية؛ قد أظهرت انسجاماً في كيمياء العلاقة بين هذه التشكيلات القيادية، وهي مؤشر لمستقبل أفضل من التعاون والتنسيق والانسجام بين الجميع”.
وكتب يوسف أيضاً “لا شك أنّ سنوات الخلاف والصراع بين فتح وحماس قد أوجدت قطيعة وبحر من الشكوك والاتهامات بينهما، وخاصة في تلك الفترة من عام 1996، عندما أطلقت الأجهزة الأمنية – الوقائي، الاستخبارات… – لعناصرها العنان لاعتقال وتعذيب قيادات وعناصر من حركة حماس، ولكنّ هذه الفترة بأحقادها وغلوائها أصبحت جزءاً من إرث الماضي الذي تجاوزناه بتطلعاتنا إلى أفق جديد، تجتمع فيه لُحمة الوطن الواحد بالشكل الذي يسمح لنا أن نكون على مستوى الاستجابة للتحديات القادمة”، حسب مقاله.
وأكد الدكتور أحمد يوسف أنّ المشهد السياسي الفلسطيني اليوم، “يقدم صورة مغايرة، تظهر فيه قيادات فتح وحماس تتحرك بمسؤولية وطنية عالية لتحقيق حالة إجماع وطني، يتعافى فيها الوطن من عمليات الشر والاحتقان الفصائلي، والتفكير الجاد بمخرجٍ تصل فيه سفينتنا إلى بر الأمان”.
وشدّد يوسف على أنّ “المرحلة تتطلب منا أن نتمتع بأعلى مستويات الحكمة والبصيرة، لرؤية مخاطر تشرذم الصف والعواقب الوخيمة المترتبة على الخلاف”، وأضاف “إننا نتمنى رؤية حكومتنا الوطنية القادمة يجتمع فيها خيرة رجال هذا الوطن، ممن قدّموا سيرة نضالية طاهرة، ويتمتعون بالمرونة والوسطية في الممارسة والخطاب، ومشهود لهم، كذلك، مع نظافة اليد مصداقية التعاطي مع نهج المقاومة ورفض الاحتلال”.
واختتم المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني مقاله حديثه بالقول “إنّ الذي يدفعنا للتفاؤل والأمل بنجاح هذه الحكومة القادمة؛ هو أنّ المرشح لرئاستها هو رجل الحوار والإجماع الوطني السيد إسماعيل هنية، حيث تجتمع في شخصيته وسيرته النضالية كل عناصر التفاهم والانسجام والانفتاح على الآخر، كما إنّ الكريزما التي يحظى بها في الشارع الفلسطيني تجعله أقدر على مخاطبة الناس وكسب قلوبهم، وهذا ما نحتاج إليه في المرحلة القادمة”.
وأضاف أحمد يوسف أنّ “المستوى الراقي من التفاهم والاحترام بين الأخ الرئيس أبو مازن والسيد إسماعيل هنية رئيس الوزراء، يجعلنا، كذلك، نطمئن بأننا سنرى، أخيراً، بأنّ هناك ضوءاً في نهاية النفق، وليس نفقاً في نهاية الضوء”، طبقاً لما جاء في مقاله.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ103
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ103 على التوالي، ولليوم الـ90 على مخيم...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

استطلاع: نتنياهو يحصل على 48 مقعدًا والمعارضة 62
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام كشف استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف، اليوم الجمعة، أن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحصل على 48 مقعدًا في...

الاحتلال يعترف بمقتل جنديين في اشتباكات رفح ويكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، تفاصيل ثقيلة لخسائر صفوف جنوده خلال اشتباكات وقعت يوم أمس في...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...

صدمات نفسية تحول دون التحاق الاحتياط بجيش الاحتلال
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت دراسة إسرائيلية، أن نحو 12 بالمئة من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، الذين شاركوا بحرب الإبادة في...

الحوثي: أولويتنا إسناد غزة والعدو فشل باستهداف قدراتنا
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أكد قائد جماعة "أنصار الله" اليمنية عبد الملك الحوثي، يوم الخميس، أن أمريكا و"إسرائيل" فشلتا في مواجهة القدرات...