الأحد 11/مايو/2025

تحذيرات أمريكية متصاعدة من الفشل الميداني في العراق

تحذيرات أمريكية متصاعدة من الفشل الميداني في العراق

 

أسقطت المقاومة العراقية يوم الأربعاء (13/9) مروحية أمريكية، في منطقة البوعبيد شرق مدينة الرمادي في محافظة الأنبار غرب بغداد، إثر إصابتها بصاروخ من نوع “أرض – جو”، كما سقطت مروحية أمريكية ثانية في منطقة راوه أثناء محاولتها الهبوط بشكل اضطراري في المنطقة دون أن يعلم مصير طاقمها.

وقال شهود عيان إنّ المروحية شوهدت وهي تسقط في قرية صريصر الواقعة على بعد 20 كيلومتراً إلى الغرب من مدينة راوه، إحدى كبرى مدن محافظة الأنبار. وأكد مصدر أمني عراقي في راوه نبأ سقوط مروحية من نوع “سي جي 53” أثناء محاولتها الهبوط بشكل اضطراري، قائلاً إنّ مصير طاقمها لم يُعرف بعد.

كما أعلن الجيش الأمريكي الأربعاء، عن وفاة جندي في مشاة البحرية الأمريكية، كان قد أصيب خلال اشتباكات في الأنبار قبل يومين. وأعلن الجيش في بيان آخر عن مقتل جندي ثانٍ في انفجار عبوة ناسفة في بغداد ظهر الثلاثاء، وبهذا يرتفع عدد العسكريين الأمريكيين الذي قتلوا في العراق منذ آذار (مارس) 2003 إلى 2670 وفقا للأرقام الرسمية الأمريكية، والتي غالباً ما تكون أقل من الرقم الحقيقي للقتلى في إطار سياسية تنتهجها القوات الأمريكية في العراق.

وفي ظل الخسائر البشرية الكبيرة التي يُمنى بها جيش الاحتلال الأمريكي في العراق؛ يقر قادة سياسيون وعسكريون أمريكيون بعجز قواتهم عن كسر شوكة المقاومة العراقية، لا سيما في الأنبار، التي تحتل المرتبة الأولى من حيث المساحة بين محافظات العراق، بالرغم من انتشار أكثر من ثلاثين ألف جندي أمريكي في هذه المحافظة وحدها، وذلك منذ الاحتلال الأمريكي للعراق قبل ثلاثة أعوام ونصف العام.

ويقول توني سنو، المتحدث باسم الرئيس الأمريكي جورج بوش، إنّ الهدف الرئيس للقوات الأمريكية هو “تدريب قوات عراقية وليس محاولة إخضاع كل شخص سيئ في البلاد”، في إشارة إلى تراجع الأهداف التي حددتها واشنطن منذ بداية الحرب.

وقال توني سنو لتلفزيون “إم إس إن بي سي” الأمريكي، “كأمر واقع.. المهمة المحورية للولايات المتحدة هي تدريب القوات العراقية حتى يمكنها القيام بالمهمة. إنهم يحصلون على معلومات مخابرات أفضل. ويعرفون الأشخاص هناك، إنه بلدهم، وهذا التزامهم ومسؤوليتهم”، على حد تعبيره.

ويضيف سنو “الشيء الرئيس في العراق ليس أن تتدخل الولايات المتحدة وتخضع كل شخص سيء في البلاد، هذا سيكون فشلاً، هذا سيعني أنه يتعين علينا أن نحتل العراق إلى الأبد، ونحن لا نرغب في ذلك”.

وفي السياق ذاته؛ خلص تقويم سري أعده بيتر ديلفين، مدير مخابرات قوات المارينز في العراق، ونشرت أجزاء منه هذا الأسبوع، إلى أنّ الوضع في محافظة الأنبار الصحراوية الشاسعة، والتي تُعدّ معقلاً للمقاومة غربي العراق “قاتم، وسوف يتدهور إذا لم يتم إرسال قوات أمريكية ومساعدات”.

من جانبه؛ قال الميجر جنرال بسلاح مشاة البحرية ريتشارد زيلمر، قائد القوات الأمريكية بغرب العراق، للصحفيين يوم الثلاثاء، إنه يتفق مع تقييم ديلفين، غير أنه اعترض على توصيف صحيفة /واشنطن بوست/ الأمريكية له بأنّ القوات الأمريكية فقدت السيطرة على الأنبار.

ويرى المراقبون في تصريحات زيلمر وسنو اعترافاً بإخفاق قوات الاحتلال الأمريكية في إخضاع المقاومة بعد نحو ثلاثة أعوام ونصف العام من احتلال العراق، رغم انتشار أكثر من 30 ألف جندي أمريكي في الأنبار وحدها.

وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أشار إلى العراق باعتباره الجبهة المركزية في الحرب الأمريكية على ما يسميه “الإرهاب”، إذ أكد أكثر من مرة أنه “إذا تخلينا عن القتال في شوارع بغداد؛ فسنواجه الإرهابيين في شوارع مدننا”، على حد وصفه.

من جهتهم؛ جدّد “الديمقراطيون” الأمريكيون انتقاداتهم لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد، بسبب حرب العراق، وكثفوا مطالباتهم له بالاستقالة.

وقدّم النائب المنتقد للحرب جون مورتا، مشروع قرار يدعو رامسفيلد للاستقالة، غير أنه أقر في الوقت نفسه بأنّ الفرصة ضعيفة بأن يسمح الجمهوريون الذين يهيمنون على الأغلبية بالمجلس بتبني القرار

وعلى صعيد منفصل؛ قال النائب الجمهوري كريستوفر شيز، إنّ قرارات اتخذتها الولايات المتحدة جعلت جهود العراق لبناء حكومة وإرساء الأمن أكثر صعوبة. وأضاف شيز خلال جلسة بشأن المشروع المسمى “المصالحة الوطنية” بالعراق “لقد هاجمناهم، وقمنا بحل جيشهم وشرطتهم وحرس حدودهم وتركناهم بلا أمن”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، قد قال في سياق متصل، “إنّ أمريكا الآن في موقع صعب، بحيث إنها لا تستطيع البقاء ولا تستطيع الخروج من العراق”، وأضاف “إنّ القادة الذين تحادث معهم في زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط منقسمين إلى معسكرين: أحدهما يعتقد أنّ الولايات المتحدة لا تستطيع التخلّي عن العراق”، بينما الآخرون، مثل إيران، قالوا بأنّه يجب أن تخرج وهم يساعدون على استقرار الأوضاع في البلاد، كما ذكر.

وعلى صعيد الوضع الداخلي في العراق؛ أعلن مسؤولون عراقيون الأربعاء (13/9)، أنّ الشرطة العراقية عثرت على 60 جثة خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية في أنحاء بغداد، معظمها مقيّد وبها آثار تعذيب، ما يؤكد أنّ فرق قتل يُعتقد أنها تنشط على خلفية طائفية ما زالت تنتشر في العاصمة العراقية رغم حملة أمنية مكثفة.

وأضاف المسؤولون أنه تم العثور على 15 جثة في مناطق متفرقة، بعضها وسط أكوام قمامة على الطريق بالقرب من ضاحية مدينة الصدر في شرق بغداد، وفي حي السعيدية في جنوب العاصمة عُثر على جثث خمسة عراقيين يعملون في أحد المخابز.

وقال المسؤول إنّ معظم الجثث كانت مقيّدة ومصابة بأعيرة نارية في الرأس، وكان كثير منها به آثار تعذيب، وهي علامات مميزة لفرق الاغتيال الطائفية وعصابات الخطف.

واضطرت أعمال العنف الدموية عشرات الآلاف من العراقيين إلى الرحيل من مناطق يعيشون فيها كأقلية، مما عمق الانقسام على جانبي نهر دجلة بين غرب بغداد وشرقها.

وفي سياق آخر؛ قُتل اثنان وعشرون شخصاً في انفجار سيارتين مفخختين استهدفتا الشرطة العراقية في ساعات صباح الأربعاء، كما أصيب 76 شخصاً بجراح متفاوتة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات