الأحد 06/أكتوبر/2024

معبر رفح: طبيب يصف المعاناة عند بوابة السجن الأكبر في العالم

معبر رفح: طبيب يصف المعاناة عند بوابة السجن الأكبر في العالم

 

وصف طبيب فلسطيني مقيم في ألمانيا جانباً من المعاناة التي يتكبدها المواطنون الفلسطينيون العالقون على جانبي معبر رفح، محمِّلاً من أبرموا اتفاقية المعابر قسطاً من المسؤولية عن هذه الأوضاع.

فقد رأى الدكتور منذر رجب، الحاصل على الدكتوراة في طب الأسرة، والمتخصص في أمراض الباطنة والقلب، والذي يحمل وأسرته الجنسية النمساوية، أنّ “أفضل وصف لقطاع غزة هو أنه السجن الأكبر في العالم، وله بوابة واحدة تُفتح على الجانب المصري، والمفتاح بيد السجان الصهيوني لا غير”، كما قال.

وأشار الطبيب الفلسطيني، وهو متزوج لديه أربعة أطفال، إلى أنّ معاناة أسرته “لم تقتصر على الخروج من غزة، بل تشمل الدخول الى القطاع، حيث مكثنا ما يقارب من أسبوعين على الحدود من جهة مصر، ولا زال يرن بمسمعي بكاء طفلتي ذات الثمانية أعوام على الأسلاك الشائكة الفاصلة بين غزة ومصر أثناء انتظارنا من أجل الدخول لفلسطين، ولكن دون جدوى”.

وأوضح رحب للمركز الفلسطيني للإعلام، أنّ “معاناة معبر رفح تركت انطباعات ثقيلة على أبنائي، حيث الإرهاق النفسي والجسدي، حيث حرارة الشمس اللاهبة ولسعات البعوض والذباب”، حسب ما ذكر.

وكانت أسرة الدكتور رجب قد حاولت مغادرة القطاع أكثر من ست مرات، إثر انتهاء المدة المقررة لها للمكوث في غزة، ولكنها لم تفلح في ذلك. وفي كل محاولة منها كنا “نُفاجأ بوجود الآلاف من أبناء شعبنا جلّهم من المرضى الذين ينوون العلاج في مصر وطلبة الجامعات والأسر الزائرة لذويها في العطلة الصيفية، قد أتوا منذ ساعات المساء الأولى، مفترشين الأرض وملتحفين السماء، ينتظرون أمام بوابة المعبر يحدوهم الأمل بالخروج”، ولكن سرعان ما تأتي الأنباء بانسحاب المراقبين الأوروبيين من المعبر، وأنّ المعبر قد أُغلق “بحجج واهية، على رأسها ادعاءات الاحتلال بأنّ أمن الأوروبيين مهدّد في المعبر، فنرجع إلى البيت مساء منهكي القوى”، وفق شرحه.

وبعد أسابيع طويلة؛ لم تنجح الأسر الفلسطينية الزائرة الحاصلة على الجنسة النمساوية في المغادرة إلاّ بعد محاولات حثيثة ومساع طويلة لدى السفارات والممثليات النمساوية في المنطقة.

وعن المعاناة الإنسانية التي تتخلل قضية معبر رفح؛ قال رجب إنّ “أكثر ما آلمني هي حالات الوفيات التي حصلت للعالقين على المعبر من جهة مصر، حيث توفي أثناء مكوثنا هناك سبعة أشخاص بعضهم من الأطفال، بالإضافة إلى المرضى وكبار السن الذين كانوا هناك، وتضاف إلى ذلك معاناة الكثير من العائلات التي فقدت تذاكر سفرها أو تأخرت عن العودة إلى وظائفها ومدارس أبنائها”.

وعمّن يتحمل المسؤولية عن واقع معبر رفح وما يخلفه من معاناة بالنسبةللمواطنين الفلسطينيين؛ قال الدكتور منذر رحب “لن نعفي الاحتلال في الدرجة الأولى بأنه المسؤول الرئيس عن معاناة شعبنا، وفي الوقت نفسه لا أريد أن أعلِّق كل شيء على شماعة هذا المحتل، فالاتفاقات المجحفة التى وقّعها الجانب الفلسطيني، والتى جعلتنا رهائن عند الجانب الصهيوني، يتحمل من وقّعها جزءاً من هذه المسؤولية. ويضاف إلى ذلك وجود بعض الفساد الإداري والرشوات والمحسوبية من قبل بعض المسؤولين عن المعبر، والذين شكّلوا بدورهم عبئاً إضافياً للمعاناة الموجودة هناك”، وفق تقديره.

وعن ما شهده مسقط رأسه، حي الشجاعية بمدينة غزة، من توغلات لقوات الاحتلال وحملة عسكرية مؤخراً قال الدكتور رجب إنّ “حي الشجاعية هو حي الأبطال، حي مناضل، عصي على الاقتلاع، وهو بوابة القطاع الشرقية. وقد شهدت العملية الأولى لاقتحام الحي في الأسبوع الثاني من مكوثي في غزة، حيث ارتقى آنذاك إلى العلا ما يقارب 32 شهيداً، ستة منهم من أبناء الجيران والأقارب”.

وتابع رجب قوله “لا زالت مشاهد القتل والصراخ والدمار التي خلفتها دبابات الاحتلال ماثلة أمام عينيّ، وأسوأ ما حصل في هذا الاجتياح هو استخدام جيش الاحتلال لأسلحة فتاكة تصيب بالتحديد الأطراف السفلية، وتؤدي الى بترها فوراً”، وقال إنّ “عملية الاجتياح الجديدة هذه مثل سابقاتها جاءت بهدف كسر شوكة وإرادة هذا الحي الصامد الصابر، حيث خلّفت خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات