الجمعة 09/مايو/2025

الشهيد يحيى صبيح.. أبٌ وصحفيٌ فلسطينيٌ ارتقى مخلفًا وراءه نظرة لا تُنسى

الشهيد يحيى صبيح.. أبٌ وصحفيٌ فلسطينيٌ ارتقى مخلفًا وراءه نظرة لا تُنسى

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لم يكن الصحفي الفلسطيني يحيى صبيح يحمل كاميرته في تلك اللحظة، لم يكن يلاحق خبراً أو يوثق مجزرةً جديدة، بل كان يحاول التقاط لحظة حياة بسيطة في مطعم “التايلندي” مع أصدقائه، قبل أن تنقض آلة القتل الإسرائيلية على المكان، وتحوله إلى ركام.

هناك، استُشهد يحيى، تاركًا خلفه وجعًا إنسانيًا عميقًا، وثلاثة أطفال لا يزالون يبحثون عن وجه أبيهم بين الصور.

من تحت الركام، خرجت صورة خالدة: يحيى ينظر إلى طفلته أميرة ( حديثة الولادة) نظرةً لا تشبه أي نظرة.

ملامحه كانت مليئة بالحب، بالحياة، وبشيء لا يُوصف… وكأن قلبه كان يشعر أن هذه هي النظرة الأخيرة، لم تكن تلك عدسة صحفي، بل نظرة أب إلى روحه الصغيرة، قبل أن تخطفه السماء.

ليحيى ثلاثة أبناء: أميرة، براء، وكنان، تركهم دون أن يودعهم، ودون أن يروي لهم حكاية الوداع، ما بقي هو الحزن، والذهول، وحنين لا يُروى.

وفي حديثٍ مؤثر أدلت به أم يحيى، والدة الشهيد، قالت: “ابني راح وهو مش شايل كاميرته، راح وهو قاعد ياكل لقمة زي أي إنسان… ما كان حامل سلاح، ما كان في جبهة، كان بس أب وراجل بسيط. كنت دايمًا أخاف عليه لما يطلع يصوّر، بس ما كنتش أتوقع يروح وهو قاعد بمكان مفروض يكون آمن”.

تابعت لمراسلنا: “نظرة يحيى لبنته أميرة قبل ما يستشهد، قطّعت قلبي… يمكن حس إنها النظرة الأخيرة، يمكن حس، وأنا ما كنتش حده، الله يرضى عليك يا يمّا، ربيت رجال، وقلبي موجوع، بس راسي مرفوع فيك”.

رغم أنه لم يُستشهد أثناء عمله الصحفي، إلا أن يحيى كان معروفًا بين أقرانه كصوتٍ نزيه، وعدسة تلتقط الحقيقة لا الإثارة.

كان قلبًا نابضًا بالحياة، بالحقيقة، وبالإنسان. رحيله جاء صادمًا، لكنه حمل رمزية عميقة: حتى من لا يحمل كاميرا في غزة، مستهدفٌ لأنه فقط… فلسطيني.

ارتقى يحيى في لحظة كان يطلب فيها الحياة، لكن موته أصبح حياةً أخرى في ذاكرة شعبه، نظراته الأخيرة، حضوره الإنساني، كلماته التي بقيت في قلوب من عرفوه، كلها تحوّلت إلى صوت لا يمكن إسكاته… وصورة لا تموت.

وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال “الإسرائيلي” للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، داعيا الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأكد ارتفاع عدد الشُّهداء الصَّحفيين إلى 214 صحفياً بعد استشهاد الصحفي يحيى صبيح.

كما حمّل الاحتلال “الإسرائيلي” والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا؛ نحملهم المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة النَّكراء الوحشية.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة، كما ونطالبهم إلى ممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد مقاوم باستهداف الاحتلال في نابلس

استشهاد مقاوم باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاوم بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين كاكوب...

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...