الثلاثاء 29/أبريل/2025

درس قاس للاحتلال في كمين الشجاعية.. الأرض للمقاومة والموت للغُزاة

درس قاس للاحتلال في كمين الشجاعية.. الأرض للمقاومة والموت للغُزاة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بينما لا يزال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقدم وعوده ويؤكد على أهدافه الرامية إلى القضاء على حركة حماس في قطاع غزة، وبينما يتوعّد رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، الشعب الفلسطيني بتوسيع عدوانه وعملياته الإجرامية في قطاع غزة إذا لم تُسلّم “حماس” الأسرى الإسرائيليين، إذ بالمقاومة تفاجئ العدو الإسرائيلي بسلسلة من العمليات النوعية التي أسفرت عن قتلى ومصابين من ضباط وجنود الاحتلال، وكان آخرها الكمين المضاد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

العمليات المتتالية لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”- خلال الأيام الماضية كان لكل منها دلالة خاصة في إلحاق هزيمة نوعية في جيش الاحتلال، إلا أنه، وبعد أقل من 24 ساعة من إعلان الكتائب استهداف قوة إسرائيلية في بلدة بيت حانون، موقعة أفرادها بين قتيل وجريح وذلك عبر القنص ببندقية الغول، جاء إعلان آخر بتنفيذ كمين الشجاعية الذي أعطى دلالة هامة على مستوى التنفيذ وعلى مستوى الرسائل التي أوصلتها “القسام” من خلاله، في سياق إحباط كل محاولات الاحتلال إظهار انتصاره وسيطرته على الأرض.

كمين مضاد

فقد كشفت كتائب القسام، عن عملية استهدافها لقوة إسرائيلية شرقي حي الشجاعية، في كمين مضاد لقوات الاحتلال، مُلحقة به خسائر في صفوفهم بين قتيل وجريح، وذلك مساء الجمعة الماضي.

وقالت الكتائب في بيان مقتضب عبر حسابها على منصة “تليجرام”، إن مقاتليها تمكنوا مساء الجمعة من استهداف قوة إسرائيلية خاصة تحصنت داخل أحد المنازل بعدد من قذائف الـ”آر بي جي” و”الياسين 105″ والاشتباك معهم بالأسلحة الرشاشة وأوقعوهم بين قتيل وجريح”.

تحقيق إسرائيلي

البيان المقتضب لكتائب القسام، لم يُتبع بتفاصيل، إلا أنه لاحقًا نشر الإعلام الإسرائيلي تحقيقًا لجيش الاحتلال، نقله عن بعض قياداته، يتقاطع مع بيان القسام في تفاصيل العملية إجمالاً؛ حيث جاء فيه أن قادة الجيش خططوا لتنفيذ هجوم بري يهدف إلى استدراج جنود القسام إلى الوقوع في كمين، إلا أنه انقلب لكمين مضاد لتقع الخسائر في صفوف المهاجمين لا المقاومين.

وأوضح تحقيق الاحتلال أن قوة من لواء الاحتياط الـ 16 تقدمت على أطراف حي الشجاعية، لتنفذ عملية هجومية على بعد حوالي كيلومتر ونصف من السياج الحدودي الذي ينصبه جيش الاحتلال شمال غزة.

وأفاد التحقيق بأن القوة المهاجمة أجرت عملية تفتيش ودمرت بعضًا من البنية التحتية في المنطقة، ثم بقيت قوة من حرس الحدود ونصبت كمينًا، وفي تمام الرابعة والنصف من عصر الجمعة، وصلت مجموعة من جنود المقاومة إلى المنطقة التي يكمن فيها جنود حرس الحدود، واشتبكت معهم في تبادل لإطلاق النار داخل مبنى في الشجاعية، ما أدى لمقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين.

إنقاذ يتحول لمعركة

بعد وقوع القتيل والجرحى أتت قوة إضافية لإجلائهم وإنقاذ من تبقى منهم، إلا ان عملية الإنقاذ تحوّلت إلى معركة أخرى في صورة اشتاك بينهم وبين المقاومة، استمرت لساعتين، ووصفها جيش الاحتلال بانها كانت معقدة، وحدث فيها 5 اشتباكات، وفق تصريحه.

وفي بداية الاشتباك ألقى المقاومون صاروخًا مضادًّا للدبابات على سيارة (هامر) عسكرية، وصلت للإخلاء، ما أدى إلى إصابة جندي، ثم جاءت المرحلة الثانية من الاشتباك؛ حيث استهدفت الكتائب دبابة إسرائيلية بصاروخين مضادين للدروع، حسب الرواية الإسرائيلية.

قتيل آخر ومصابون

وتابعت التحقيق أنه في حوالي الساعة 5.30 مساء، أي بعد ساعة من الاشتباك الأول الذي قُتل فيه جندي إسرائيلي، أطلق المقاومون صاروخًا مضادًّا للدبابات على دبابة أخرى وأصابها بشكل مباشر ما أدى إلى مقتل ضابط من الكتيبة.

ويضيف التحقيق أنه بعد نصف ساعة من إطلاق الصاروخ الثاني، تلقّت القوة الإسرائيلية صاروخًا خامسًا مضادًّا للدروع، ليرتفع عدد المصابين وتتحول خطة الكمين الذي أعدّه جيش الاحتلال إلى كمين مضاد يعود بأصحابه في توابيت.

واعترف جيش الاحتلال في تحقيقاته أن عمليته فشلت وادت إلى مقتل أحد عناصره “نيتع يتسحاك كاهانا”، وهو من وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود، كما أعلن مقتل ضابط برتبة نقيب “عيدو فولوخ” وإصابة 3 جنود آخرين.

كما كشفت مواقع إخبارية إسرائيلية أن من بين نتائج عملية الشجاعية مساء الجمعة، إصابة قائد “لواء القدس” -لواء 16- بجيش الاحتلال، العقيد نتائي عوكشي، بجراح خطيرة، خلال الاشتباكات مع المقاومة.

وفي تسجيل بثّته شبكة الجزيرة أظهر تصاعد الدخان من المناطق الشرقية لمدينة غزة وتحليقًا للطائرات المروحية الإسرائيلية وقيامها بإطلاق النار بشكل كثيف.

أبو عبيدة: جاهزون

ويوم الجمعة قال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، إن مقاتلي القسام يخوضون معارك بطولية، وينفذون كمائن محكمة، و”يتربصون بقوات العدو لإيقاعها في مقتلة محققة، بالمكان والتوقيت والطريقة التي يختارونها”.

وأضاف أبوعبيدة، في تدوينات على تلغرام، أن بطولات المجاهدين في الميدان، من بيت حانون إلى رفح، مفخرة ومعجزة عسكرية، وحجة على كل شباب الأمة وقواها، مؤكدًا أن مجاهديهم في العقد القتالية والكمائن الدفاعية جاهزون للمواجهة، وقد تبايعوا على الثبات حتى النصر أو الشهادة.

وتأتي هذه التفاصيل حصرًا لجيش الاحتلال في التحقيق الذي أجراه ونقلته عنه وسائل إعلام إسرائيلية، إلا أن كتائب القسام لم تعلن بعدُ عن روايتها لتُبين التفاصيل من زاويتها، وتعلن عن نتائج العملية وفق ما رصدته من قتلى ومصابين في صفوف جيش الاحتلال.

وتأتي دلالة عملية الشجاعية في إطار إثبات أن كل محاولات نتنياهو ادعاء تحقيق انتصارات على المقاومة ما هي إلا تسويق كاذب لكسب الوقت، بينما الواقع يُكذّب تلك الادعاءات من خلال عمليات موجعة، هذا بالإضافة إلى إثبات أن الكمائن لا يستطيع إحكامها إلا أصحاب الأرض، وأن الكمائن التي ينصبها الدّخلاء والمحتلون تنتهي حتما -ليس فقط إلى الفشل- ولكن إلى كمين مضاد يعود به أصحابه على متن مروحيات إجلاء القتلى والمصابين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات