أحلام العودة إلى رفح.. بين الدمار والتهديد المستمر

رفح – المركز الفلسطيني للإعلام
تعيش مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة حالة من المأساة اليومية، فمع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، يبدو أن الأمل في العودة إلى منازلهم قد تبخر بالنسبة للكثير من سكان المدينة.
رغم توقيع الاتفاق، لا يزال الفلسطينيون في رفح يواجهون تهديدات حقيقية على حياتهم بسبب استمرار إطلاق النار من الطائرات المسيرة والدبابات الإسرائيلية التي لا تتوقف عن استهداف المدنيين.
العودة تحت تهديد الموت
يحلم المواطنون الذين نزحوا عن منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي العنيف، بالعودة إلى ديارهم المدمرة، لكن هذا الحلم يصطدم بالواقع المرير حيث تحول النيران المستمرة من الطائرات المسيرة والآليات العسكرية الإسرائيلية دون تحقيق هذه الأماني.
وقد تحدث العديد منهم عن مخاوفهم من الموت المباشر إذا قرروا العودة.
أحمد سعيد (42 عامًا)، النازح في منطقة مواصي خان يونس، هو أحد هؤلاء المواطنين الذين يواجهون خطرًا حقيقيًا إذا حاولوا العودة.
يقول سعيد، الذي يعيل أسرة من خمسة أفراد: “أريد العودة إلى منزلي المدمر في الحي السعودي جنوب رفح، لكن المنطقة قريبة من ما يسمى بمحور فيلادلفيا، وهي تتعرض لإطلاق نار مستمر، أحد أقاربنا أصيب في قدمه، كما استشهد جار لنا بعد استهدافه من طائرة مسيرة أثناء محاولته العودة إلى منزله.”
وأضاف سعيد: “لقد فقدت ستة من إخوتي وأبنائهم في القصف الأخير، ولن أتحمل فقدان أحد آخر من عائلتي.”
خوف من تكرار المأساة
أما ليلى جمال (50 عامًا)، النازحة إلى منطقة الإسطبل بمواصي خان يونس، فهي أيضاً تعيش تحت وطأة الحزن والخوف.
تقول ليلى: “أريد العودة إلى منزلي المدمر في مخيم يبنا، لكن إطلاق النار الكثيف من الآليات العسكرية الإسرائيلية يمنعني من ذلك.”
وتتابع: “منذ توقيع وقف إطلاق النار، حاولت العودة مرة واحدة فقط، لكن لم أتمكن من الوصول بسبب استهداف المنطقة بالنيران، كما أصيب آخرون في المنطقة أثناء محاولاتهم العودة.”
وتستذكر ليلى الحزن العميق لفقدان عائلة شقيقها بالكامل في القصف الأخير، وتقول: “لا أريد أن يتكرر هذا الألم مع عائلتي.”
معاناة المسنين وتدمير الأمل
حتى فاطمة حسين (80 عامًا) التي تعيش في منطقة أصداء بمواصي خان يونس، وهي في الثمانين من عمرها، لا تستطيع العودة إلى منزلها المدمر في منطقة النجمة وسط رفح.
“أحلم كل يوم بالعودة إلى منزلي في النجمة، لكن الطائرات المسيرة تمنعنا من الوصول. كلما حاولنا العودة، نجد أنفسنا أمام تهديدات الموت”، تقول فاطمة.
العودة مغامرة قاتلة
محمود علي (43 عامًا)، من مخيم الشابورة في رفح، يتمنى هو الآخر العودة إلى منزله المدمر جزئياً بدلاً من العيش في خيمة مهترئة في مواصي خان يونس. لكنه يعترف بأن العودة مغامرة قد تكلفه حياته.
يقول: “نسمع يوميًا عن سقوط شهداء وجرحى في رفح بسبب إطلاق النار المستمر، ولا سيما من الآليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف المناطق السكنية.”
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يستهدف مجموعات شرطية أثناء ملاحقتها عصابات لصوص بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد وأصيب عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية، مساء اليوم الجمعة، إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة...

أجبره الاحتلال على هدم منزله في العيسوية فجعل منه محرابا
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي، المقدسي محمود عبد عليان على هدم منزله في حي المدارس بقرية العيسوية بالقدس المحتلة...

المظاهرات تعمّ المدن المغربية للمطالبة برفع الحصار عن غزة
الرباط – المركز الفلسطيني للإعلام طالب آلاف المغاربة، الجمعة، وللأسبوع الـ74 على التوالي برفع الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر لدخول المساعدات...

حماس: الاحتلال يسعى لكسر إرادة شعبنا بكل السبل وسط غياب الضمير العالمي
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عبد الرحمن شديد، الجمعة، إن قطاع غزة يواجه اليوم واحدة من أسوأ...

المقاومة تعلن تفجير جرافة وقنبلة برتل لآليات الاحتلال شرق غزة
الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي " سرايا القدس" عن تفجير جرافة عسكرية إسرائيلية وقنبلة من مخلفات الاحتلال...

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...

ايرلندا تدعو “إسرائيل” لرفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المساعدات
دبلن – المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت ايرلندا من استمرار الكارثة الإنسانية في غزة، وأنه لم تدخل أي مساعدات إنسانية أو تجارية منذ أكثر من ثمانية...