الأربعاء 07/مايو/2025

تغريدات القسام بشأن الجنود الأسرى.. أي دلالة وأي رسائل؟!

تغريدات القسام بشأن الجنود الأسرى.. أي دلالة وأي رسائل؟!

مرة أخرى أطل الملثم صاحب الكوفية الحمراء ليوجه رسالة للاحتلال حول جنوده الأسرى في غزة، والتي حملت دلالات ورسائل عديدة.

وقال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام في تغريدة له: “في الوقت الذي يترك فيه العدو أسراه الذين أرسلهم للعدوان في قطاع غزة منذ عام 2014 غير آبه بمصيرهم المجهول، فإننا في كتائب القسام نعلن عن حقيقة أخفيناها منذ عدوان مايو/أيار 2019 على قطاع غزة حين قصف العدو العمارات المدنية والأمنية وأماكن أخرى”.

3 رسائل
تغريدة أبو عبيدة حملت ثلاث رسائل -حسب الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني-؛ أولها أنها رسالة إلى المجتمع الإسرائيلي بأن نتنياهو يمارس ازدواجية معايير في التعاطي مع المجتمع الصهيوني، ففي حين يعمل بكل طاقته للإفراج عن تاجرة مخدرات من السجون الروسية يتجاهل جنوده الذين أسرتهم المقاومة من ميدان المعركة.

وأوضح الدجني، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الرسالة الثانية التي وجهها القسام للجيش الإسرائيلي بأن القصف العشوائي للمقرّات الأمنية والعسكرية والمدنية قد يكلف جنودكم الأسرى حياتهم.

أما الرسالة الثالثة وهي الأهم -حسب الدجني- فهي موجهة للحكومة الإسرائيلية مفادها أنكم تكذبون على ذوي الجنود وعلى جيشكم ومجتمعكم بادعائكم موت جنودكم في غزة.

ولفت إلى أن القسام يريد إيصال رسالة أنه لأول مرة يقدّم معلومة عن الجنود الإسرائيليين الأسرى أنهم أحياء حتى عدوان مايو/2019، الأمر الذي يترك الباب حول مصيرهم مفتوحاً، خاصة بعد العدوان الاسرائيلي لتحريك المياه الراكدة في ملف الجنود وإفشال فرحة نتنياهو مع قرب الانتخابات الصهيونية لما حققه في صفقته مع ترمب ولقائه مع البرهان في أوغندا.

الجنود أحياء!
من جانبه عدّ الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة أن إعلان كتائب القسام عن إصابة عدد من جنود الاحتلال الأسرى في غزة يشير إلى أمور عدّة؛ أبرزها أنها إشارة من كتائب القسام على وجود جنود أسرى أحياء، وهو عكس ما أعلنته حكومة الاحتلال أن الجنود الأسرى في غزة سيما أرون شاؤول وهدار غولدن قتلى.

وأوضح الزبدة -في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“- أن إعلان القسام بمنزلة تحميل حكومة الاحتلال مسئولية مصير الجنود الأسرى حال تعرضهم لأي أذى نتيجة القصف الصهيوني للبنايات المدنية والمواقع الأمنية في غزة، وهو الأمر الذي عكف عليه جيش الاحتلال خلال جولات التصعيد مع غزة.

وأضاف أنه إشارة إلى تجاهل حكومة الاحتلال لمصير جنودها الأسرى في غزة في إطار مساعيها الحثيثة للإفراج عن تاجرة مخدرات صهيونية في موسكو، وهي رسالة موجهة تحديدا إلى المجتمع الصهيوني وعوائل الجنود الأسرى في غزة.

وأكد أن الإعلان يأتي تأكيداً على إصرار المقاومة على الضغط على حكومة الاحتلال من خلال التلويح بملف الجنود الاسرى، وهي نقطة قوة تملكها المقاومة في مواجهة عدوان الاحتلال، وفق قوله.

ولفت إلى أن عدم الكشف عن مصير الجنود الاسرى رغم تأكيد إصابتهم يؤكد تمسك المقاومة بعدم الإدلاء بأي معلومات حول الجنود الأسرى دون مقابل، ما يسهم في التخفيف عن الأسرى في سجون الاحتلال.

وتابع أن رسالة أبو عبيدة تأتي تأكيداً من المقاومة على إيلائها اهتماما كبيرا بقضية الأسرى الأبطال، وأنها مصممة على إبراز معاناتهم والإفراج عنهم؛ سيما مع تصعيد الاحتلال ضدهم في المدّة الأخيرة.

وحول توقيت نشر المقاومة هذه المعلومات أشار إلى أنه يأتي في سياق اشتداد التجاذبات الداخلية الصهيونية مع اقتراب انتخابات برلمان الاحتلال للمرة الثالثة، وهو توقيت يؤدي إلى مزيد من الضغط على نتنياهو الذي يواجه اتهامات عديدة بالفساد.

توقيت دقيق
من ناحيته أكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري أن كتائب القسام اختارت إرسال هذه الرسالة في إطار وقت حساس ودقيق للداخل الصهيوني.

وأوضح أبو زهري -في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“- أنه يظهر من خلال اختيار المفردات وفحوى ومضمون الرسالة أن القسام بارع ويتصرف باحترافية عالية.

ونبّه إلى أن الضغط الإسرائيلي والتهديد المستمر بقصف المنشآت المدنية تحول لصفعة في وجه القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية، لافتاً إلى أن القصف الإسرائيلي بات يشكل خطرا مباشرا على مصير الجنود وحياتهم.

وأكد أن إعلان أبو عبيدة بات يظهر أن كتائب القسام قادرة على التأثير في المشهد الإسرائيلي وتتمتع بمصداقية عالية وهي تفصح عن هذه المعلومة.

وشدد على أن القسام يتصرف بمسؤولية عالية في ملف الجنو؛ لكونهم مرتبطين بتحقيق ثمن كبير؛ وهو الإفراج عن الأسرى الأبطال.

ولفت إلى أن المستوى السياسي والأمني لدى الاحتلال يتفحص الآن بعناية فائقة هذه الرسالة ويقف عند مضامينها وأهميتها وتوقيتها، مشيراً إلى أنه عجز تماما عن الوصول لأي طرف خيط أو معلومة توصله لمصير الجنود الأسرى.

توقيت ورسائل
أما المحلل والكاتب السياسي حمزة أبو شنب فقد علق على التغريدة من جانبين؛ أولهما من حيث التوقيت، والثاني من حيث الرسائل.

فمن حيث التوقيت، أوضح أبو شنب، أن الرسالة جاءت بعد إعلان صفقة ترمب، والتي تضمنت منح الاحتلال الإسرائيلي تقرير مصير الأسرى الفلسطينيين المتهمين بقتل الجنود الإسرائيليين.

ووفق أبو شنب؛ فقد جاءت التغريدة في وقت الإفراج عن الإسرائيلية المتهمة بتجارة المخدرات من روسيا، وتسويق نتنياهو على أنه إنجاز في وقت يترك جنوده الذين أرسلهم للقتال في غزة دون إجراء مفاوضات للإفراج عنهم. 

كما تأتي الدلالة الوقتية -وفق الكاتب والمحلل السياسي- مع اقتراب إجراء الانتخابات الثالثة وطرح ملف الجنود الأسرى لدى المقاومة على الطاولة الانتخابية، وبرامج الأحزاب.

وفي الجانب الثاني تحدث أبو شنب عن الرسائل، وكتب في 3 رسائل أرادت كتائب القسام إيصالها.

الأولى: رسالة مبطنة بأن المقاومة لديها أسرى أحياء، ما يعني أن سيناريو العدو أن الجنود أموات ليس شرطاً أن يكون حقيقياً حسب وصف العدو. 

أما الرسالة الثانية لعوائل الجنود؛ أن أبناءكم لدى المقاومة في خطر، وأن عامل الوقت ليس في مصلحتكم. 

وأخرى للجمهور والإعلام الإسرائيلي غير المهتم بفاعلية بملف الجنود الأسرى لدى المقاومة، عبر إعادة تفعيل قضيتهم، ما قد يشكل ضغطاً على الحكومة. 

أما الرسالة الرابعة فهي للحكومة الإسرائيلية أن المقاومة لن تتحمل مصير الجنود في المستقبل في حال واصل العدو المماطلة في إنجاز صفقة تبادل مع المقاومة. 

والرسالة الخامسة والأخيرة -وفق أبو شنب- هي التأكيد على أن كل خطط التسوية لن تستطيع تجاهل ملف الأسرى، وأن المقاومة هي الأمل الوحيد والحقيقي للإفراج عن الأسرى لا عملية التسوية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...