من نفق الحرية إلى صفقة الطوفان .. المقاومة تفي بالعهد

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في مشهد تاريخي يعكس الوفاء بالعهد والإرادة الصلبة، أوفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بوعدها لأبطال نفق الحرية الذين أعاد الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم بعد انتزاعهم حريتهم من سجن جلبوع في سبتمبر 2021.

وجاء ذلك من خلال إدراجهم ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، التي أبرمت في أعقاب حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023.

وعد أبو عبيدة

وكان الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قد تعهد علنًا، بعد إعادة اعتقال الأسرى الستة، بأنهم “سيعودون إلى الحرية قريبًا”، وقال: إننا نعدهم ونعد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحرون قريبا بإذن الله من فوق الأرض وسيفتح لهم السجانون أبواب الزنازين بأنفسهم وسيخرجون كما كانوا دوما مرفوعين الرأس في صفقة جديدة كوفاء الأحرار بإذن الله تعالى.

وقد كان يا أبو عبيدة

وهناك مزيد بإذن الله. pic.twitter.com/gfU5SGsOSm

— Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) January 30, 2025

وفي وعده شدد أبو عبيدة أن المقاومة لن تترك أسراها خلف القضبان، وهو الوعد الذي تحقق مع إعلان إطلاق سراحهم ضمن الصفقة التي شملت الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.

وأفرجت قوات الاحتلال عن الأسيرين محمد العارضة وإياد جرادات ضمن الدفعات السابقة في صفقة طوفان الأقصى فيما من المقرر أن يفرج اليوم الخميس عن زكريا الزبيدي القائد في كتائب الأقصى، الذي كان من المقرر أن يفرج عنه في الدفعة الأولى إلا أن الاحتلال أرجأ الإفراج عنه حتى آخر لحظة، فيما من المتوقع الإفراج عن الأسيرين أيهم كمجي، ومحمود العارضة في دفعات قادمة.

ستحررني المقاومة

وخلال جلسات محاكمته كان جرادات يردد “لا يهمني حكمكم ستحررني المقاومة”.

وقال جرادات بعد تحرره: إن هذا كان يقينا بالإضافة لعدة رؤى كان يراها هو والعديد من الأسرى، وإن الغالبية كانوا يشعرون أن شيئًا كبيراً سيحدث بداية العام الماضي، لكنهم لم يتخيلوا أن يكون بقوة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

واعتقل جرادات عام 2003، بعد محاصرة منزل تحصن به في جنين، وحكم عليه بالسجن المؤبد إضافة لـ50 عاماً، بتهمة المشاركة في معركة جنين عام 2002 والمساعدة بتنفيذ عدة عمليات عسكرية ضد الاحتلال، ثم أضيفت له 4 سنوات بعد عملية نفق الحرية قضاها كلها في العزل الانفرادي، وتعرض خلالها لتعذيب شديد لا تزال آثاره على كامل جسده.

ويقول الأسير المحرر إن إحدى أمانيه أن يرى صديقه شادي العموري ابن مخيم جنين فقد “كان يلقبني الونس لشدة قربنا من بعضنا” معربا عن اعتقاده بأن العموري وبقية الأسرى سيتم تحريرهم قريبا بحول الله.

نفق الحرية: عملية صنعت الأسطورة

في السادس من سبتمبر 2021، تمكن ستة أسرى فلسطينيين من انتزاع حريتهم عبر نفق حفروه بأدوات بدائية من داخل زنزانتهم في سجن جلبوع، أحد أكثر السجون الإسرائيلية تحصينًا.

العملية التي عُرفت بـ”نفق الحرية” لم تكن مجرد هروب من الأسر، بل شكلت تحديا للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، وكشفت هشاشتها أمام إرادة المقاومين.

وبعد أيام من المطاردة، أعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسرى الستة وسط حملة قمعية شرسة طالت الأسرى داخل السجون الفلسطينية، ولكن رغم إعادة الاعتقال، ظل الأسرى رموزًا للصمود، وأصبح تحريرهم هدفًا للمقاومة.

الوفاء بالوعد.. والرسالة إلى الأسرى

اليوم، وبعد أكثر من ثلاثة أعوام على إعادة اعتقالهم، من المقرر أن يعود أبطال نفق الحرية إلى ميادينهم، في تأكيد جديد على أن المقاومة الفلسطينية ماضية في نهجها الثابت بعدم ترك أسراها في سجون الاحتلال.

يرى متابعون أن وفاء المقاومة بوعودها لأبطال نفق الحرية يعكس مدى التزامها تجاه قضايا الأسرى، ويوجه رسالة واضحة إلى الاحتلال بأن الأسرى الفلسطينيين ليسوا مجرد أرقام، بل هم رموز وطنية تتصدر أولويات العمل المقاوم.

كما يعزز هذا الإنجاز الأمل في صفوف الأسرى الذين لا يزالون خلف القضبان، بأن فجر الحرية آتٍ لا محالة.

تحرير أبطال نفق الحرية هو محطة جديدة في مسيرة نضال طويلة، تؤكد أن المقاومة هي السبيل الأنجع لكسر قيود الاحتلال.

وكما تحقق هذا الوعد، فإن آمال الفلسطينيين تتجدد في رؤية جميع الأسرى وهم يعانقون الحرية، في إطار صفقات قادمة أو تحرير شامل يضع حدًا لمعاناة جميع الأسرى في سجون الاحتلال.