الأربعاء 30/أبريل/2025

الحرب على غزة تقتل أحلام الرياضيين وتحوّل ملاعبهم لمأوى النازحين

الحرب على غزة تقتل أحلام الرياضيين وتحوّل ملاعبهم لمأوى النازحين

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بين جدران مهدّمة وأزقّة محفوفة بالمخاطر، قرر عدد من الأطفال محاولة انتشال لحظات ترفيه بلعب مباراة كرة قدم، بعد أن لم يتبق في مدينتهم المُستهدَفة مكانٌ مخصّصٌ لممارسة الأنشطة الرياضية، فلا نادٍ رياضي يقوم بدوره؛ حيث لم يعد قائمًا بالأساس، ولا فريق رياضي يجد مكانًا يجتمع فيه، ولم يعد بالإمكان إلا أن يخرج الأطفال من عالَم الموت والدمار إلى عالم المرح فيما توفر لديهم من إمكانات ضعيفة.

دقائق قليلة تنتقل الكرة بين أقدام الأطفال، حتى أمطرت طائرات الاحتلال صاروخًا بالقرب منهم مستهدفًا إحدى البنايات السكنية، وتصاعدت منه أدخنة كثيفة، فتحولت فرحة اللعب إلى حالة من الهلع من هذا المشهد، فانصرفوا مسرعين من مكان لعبهم، تاركين خلفهم حسرة الطفولة المستهدفة في أبسط حقوقهم بممارسة اللعب حتى بين ركام الموت.

وكما كل شيء في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر منذ زهاء 15 شهرًا، شهد المجال الرياضي استهدافًا غير مسبوق أدى إلى الانهيار الكامل، من حيث الأنشطة والأندية الرياضية واللاعبين في مختلف أنواع الألعاب البدنية والكشفية، والذين استشهد وأصيب واعتقل منهم المئات.

مع اكتظاظ أعداد الشهداء والمصابين وكثرة المعتقلين منذ دخول الاحتلال بريًّا إلى قطاع غزة، قامت قوات الاحتلال بتحويل الأندية والمنشآت الرياضية إلى مراكز اعتقال وإعدام للمدنيين، بعد أن كانت ملاذًا للترفيه ومركزًا لإعداد الأبطال الرياضيين في كافة الأنشطة.

ودمر القصف الإسرائيلي ملعب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي برفح، ومقر نادي فريندز للفروسية؛ حيث تم تدميرهما بالكامل، ونادي خدمات جباليا، وملعب البيسبول والسوفتبول في مخيم الشاطئ، كما دُمرت مقرات اللجنة الأولمبية الفلسطينية، والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، وملعب فلسطين، وملعب غزة الرياضي، وإستاد المدينة الرياضية في خان يونس، والعشرات من مقرات الأندية، والملاعب المختلفة في القطاع.

وفي آخر إحصائية للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فقد أعلن ارتفاع عدد الشهداء الرياضيين والكشفيين جرّاء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة إلى 704 شهداء، بالإضافة إلى تدمير مئات المنشآت الرياضية، مشيرة إلى أن الأعداد ليست نهائية في ظل كثرة المفقودين، وقلة مصادر المعلومات.

وأوضح الاتحاد، في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك، أنه من بين الشهداء 387 بين لاعب وإداري وعامل في مجال كرة القدم، مبينًا أن الشهداء يشملون 94 طفلًا و 273 شابًّا. وكذلك ارتقى 105 شهداء من الحرمة الكشفية و196 من الاتحادات الرياضية الأخرى.

وقال الاتحاد إن 24 شخصًا من المنتسبين لكرة القدم اعتقلوا في الضفة الغربية، بينما لم ترد معلومات عن اعتقال رياضيين في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قد دمر 278 منشأة رياضية (268 في قطاع غزة و18 بالضفة الغربية).

يقول الصحفي أحمد الأغا – المختص بالشؤون الرياضي، إن 70% من المنشآت والأندية والصالات الرياضية على مستوى قطاع غزة قد دمرت بشكل كامل، وأن الخسائر الأولية في القطاع الرياضي قاربت 20 مليون دولار، نتيجة هذا الاستهداف للمباني والمنشآت والملاعب.

وأضاف الأغا أن المئات من الرياضيين في مجالات كرة القدم وكرة التنس والكرة الطائرة وكرة اليد قد استشهدوا، مشيرًا إلى أن أبرز الشهداء الرياضيين هم: اللاعب محمد بركات – مهاجم كرة القدم في المنتخب الفلسطيني والمحترف في “نادي الوحدات” الأردني ونادي “الشعلة الفلسطيني”، وكذلك حارس مرمى نادي شباب خانيونس شادي أبو العرّاج، بالإضافة للمدير الفني لنادي شباب خانيونس طه كُلاّب.

ويرى الأغا أن الاحتلال يحاول طمس كل معلم من معالم فلسطين وهويتها وثقافتها، من خلال تحويل كل شيء فيها إلى مشهد من مشاهد الدمار والحرب؛ مستدلًّا على ذلك بما حدث في ملعب اليرموك من تحويله إلى مركز للاعتقال وتنفيذ الإعدامات بحق المدنيين، بينم أصبح الملعب الآن مركزًا لإيواء النازحين.

وأشار الأغا إلى أن آخر إحصائية صدرت عن المجلس الأعلى للشباب والرياضة في قطاع غزة، أكدت أن 6000 رياضي ما بين لاعبين أو مدربين أو إداريين أو موظفين، كان مصدر دخلهم الوحيد هو ممارسة الأنشطة الرياضية، وقد فقدوا رواتبهم بسبب استهداف المجال الرياضي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...